وتمثل شحة الكتب مشكلة كبيرة تواجه الطالب والمعلم على حد سوا في حين لم تقوم وزارة التربية والتعليم بطباعة نسخ جديدة من الكتاب المدرسي أو إتخاذ إجراءات لحل المشكلة .. بحسب التربوي فؤاد الرحبي .
ويؤكد الرحبي لـ " بلقيس " أن المدرس غالباً ما يلجأ إلى كتابة ملخص للدرس على السبورة لينقله الطلاب إلى دفاترهم ويضع منه أسئلة الاختبارات لتجاوز مشكلة شحة الكتاب المدرسي .
مشكلة دون حلول
يقوم مدراء المدارس بصنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي بجهود حثيثة لتوفير المناهج الدراسية والبحث عن حلول لمشاكل تتضاعف كل عام مع استمرار الحرب وعدم طباعة نسخ جديدة من الكتب المدرسية .
ولهذا يشدد احمد العبادي - مدير مدرسة – على الطلاب في الحفاظ على الكتب وفي عقاب من يتمزق كتابه ليتعمر الكتاب أطول مدة ، لكنه يرى أن الطالب في الصفوف الأولى يصعب عليه الحفاظ على الكتب سليمة ويجب طباعة المنهج لهذه الصفوف سنوياً .
يقول العبادي لـ " بلقيس " نتعاون مع بعض إدارات المدارس الأهلية للحصول على كتبهم المرجوعة وإعادة توزيعها على طلاب المدرسة، ونضطر إلى عمل شراكة طالبين أو أكثر في بعض الكتب التي تواجهنا بها شحة ونحاول وضع حلول مؤقتة للتغلب على العجز في المنهج إلا أن المشكلة تبقى قائمة .
وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية التي تعيشها الأسر خاصة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي إلا أن بعض الآباء يقومون بشراء نواقص الكتاب المدرسي لأبنائهم على نفقتهم الخاصة من أرصفة الشوارع ويتم تداولها بين أبناء الأسرة .
ولا يشتري المواطن الكتب المدرسية التي يزيد سعر الواحد منها عن ألف ريال إلا مضطراً لكن قضية طباعة وتوفير الكتب المدرسي تقع ضمن التزامات ومسئولية الحكومة ويجب أن تفي بواجباتها .. كما يؤكد عبدالله الصلوي لـ " بلقيس " .
ولكن مع تحفظ الصلوي على سير العملية التعليمية خلال السنوات الأخيرة التي تشهد انتكاسة كبيرة بسبب غياب المدرسين وانقطاع المرتبات ومرور السنوات دون تحصيل علمي للطلاب إلا انه يقول انه يشتري الكتب الناقصة سنوياً لأبنائه لتغطية عجز المدرسة .
محاولات تغيير المنهج
وأثارت رغبة مليشيا الحوثي بإحداث تغييرات في المنهج الدراسي وتضمينها أفكارهم ومعتقداتهم الطائفية مخاوف المواطنين وجعلت المنظمات تحجم عن تنفيذ مشاريع لطباعة الكتاب المدرسي .
ففي عام 2017 اصطدم مشروع منظمة اليونيسيف الخاص بدعم طباعة الكتاب المدرسي للصفوف الرابع والخامس والسادس من التعليم الأساسي بإصرار الحوثيين على إحداث تغييرات تتناسب مع معتقداتهم .
وقوبل دعم اليونيسيف للحوثيين في طباعة الكتاب المدرسي إدانة الحكومة الشرعية والمنظمات المحلية والدولية ومنها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) التي استنكرت تمويل منظمة اليونيسيف طباعة الحوثيين لكتب مدرسية تحمل طابعا طائفياً.
واعتبرت في بيان على موقعها الالكتروني الدعم مخالفة لموقف الأمم المتحدة التي تعترف بالحكومة الشرعية وتشجيعا لميليشيا متمردة لا قانونية ولأفعالها .
وبررت اليونيسيف دعمها طباعة الكتب بألف طن من الورق بأن المشروع جاء بعد تعهد الحوثيين وتأكيدات قيادة السلطة التعليمية بصنعاء بعدم إحداث تغييرات في النسخ الجديدة .. موضحة انه تم توقيف المشروع بعد إخلال الحوثيين بالتزاماتهم .
إذا تمكنت الجماعة من الحصول على دعم لطباعة الكتاب فسوف تحدث كثير من التغيرات بحسب ما يتفق مع معتقداتها .. بحسب التربوي سمير سفيان الذي يقول لـ " بلقيس " إن كثير من قيادات الجماعة قد ألمحت إلى توجه الحركة إلى إحداث تغييرات وعلى رأسهم وزير التربية بحكومتهم يحيى الحوثي الذي أكد على ضرورة تصحيح مسار المنهج الدراسي .
ويضيف سفيان بأن الحوثيين لن يتورعوا بتغيير المقرر الدراسي وتضمينه أيديولوجيا الجماعة التي يعكفون على نشرها خلال طوابير الصباح وأطروحات المدرسين المنتمين لهم في الحصص الدراسية وأنشطة المدارس .
تمر السنوات وتظل مشكلة الكتاب المدرسي عالقة والتعليم والطالب هما الضحية الأبرز لعدم اهتمام سلطات المليشيا في صنعاء بتغطية العجز في الكتب المدرسية إلا أنها ليست كل المشكلة وتعد جزء من مشاكل متشعبة كبلت العملية التعليمية وهددت التعليم .