فقد أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، أن بلاده ستوقف "بشكل فوري ومؤقت" كل شحنات الخام التي تمر في مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة في هذ المضيق آمنة، وذلك بعد أن تعرضت ناقلتان نفطيتان سعوديتان، الأربعاء لهجوم من جانب الحوثيين، قبالة السواحل اليمنية في الأحمر، وفقاً للرواية السعودية.
الحوثيون حتى الآن يعترفون بمهاجمة بارجة حربية وليس ناقلة نفط، رغبة منهم على ما يبدو في حصر نشاطهم العسكري البحري ضمن الأهداف العسكرية، في ظل ما يدعون أنها حرب بين اليمن والسعودية.
أطلق وزير الطاقة السعودي إذاً التصريح الأكثر أهمية في تاريخ الحرب التي تخوضها بلاده على رأس تحالف عربي، منذ أن أعلنت الرياض انطلاق عاصفة الحزم فجر السادس والعشرين من مارس عام ألفين وخمسة عشر.
تصريح يراه المراقبون محاولة سعودية لجر العالم إلى تحمل جزء من التبعات الخطيرة لبقاء ميلشيا الحوثي في الساحل الغربي، وذلك على خلفية الضغوطات التي يمارسها المجتمع الدولي لمنع التحالف العسكري الذي تقوده السعودية من المضي قدماً في استعادة مدينة الحديدة كبرى المدن اليمنية على البحر الأحمر ومينائها من يد الحوثيين، وإغلاق ما تراه السعودية أهم المنافذ التي يمر منها السلاح الإيراني إلى ميلشيا الحوثي الانقلابية.
الناطق باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي وصف الهجوم على ناقلة النفط السعودية بأنه إرهابي، ويشكل تهديدا خطيرا لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر وقد يتسبب بأضرار بيئية واقتصادية، وأن استمرار هذه المحاولات يثبت خطر ميليشيا الحوثي ومن يقف خلفها على الأمن الإقليمي والدولي، ويؤكد استمرار استخدام ميناء الحديدة كنقطة انطلاق للعمليات الهجومية الإرهابية، ما يستدعي ضرورة تسليم المدينة ومينائها للحكومة اليمنية الشرعية.
التطورات الخطيرة في جنوب البحر الأحمر، تلقي بظلالها على مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث الذي عاد مجدداً إلى صنعاء في محاولة مستميتة لانتزاع موافقة الحوثيين على اتفاق يمنع وقوع المعركة المرتقبة في الحديدة، دون توفر أي مؤشر إيجابي على حدوث ذلك.