فعند الساعات الأولى من مساء الأحد تعقب أحدُ المسلحين العميد ناصر مقيرح بعد خروجه من صلاة المغرب وأطلق عليه رصاصة من مسدس كاتم للصوت بالقرب من منزله في خور مكسر، ولم تفلح محاولات إسعاف الضابط القتيل لأنه فارق الحياة على الفور.
تمكن القتلة هذه المرة من العميد مقيرح المسؤول عن الاستخبارات في مطار عدن والذي يعمل أيضاً عاقلاً لحارتي السيفيو وأكتوبر بخور مكسر، فقد سبق وأن تعرض عام ألفين وأربعة عشر لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة وضعت في سيارته وأدى انفجار العبوة إلى مقتل نجله الأكبر.
الاغتيال بالمسدسات الكاتمة للصوت تؤكد بنظر المراقبين الصبغة السياسية لعمليات القتل التي طالت العشرات من القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين وحصدت أرواح ستة وثلاثين إماماً وخطيب جامع في مدينة عدن.
صرخ الرئيس هذه المرة في وجه الفوضى الأمنية والاغتيالات دون إلقاء القبض على الجناة، وعزى هذه الفوضى إلى الأخطاء الكثيرة التي رافقت عملية الانتشار الأمني، وإلى عدم التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية.
إنها العقدة التي لم تتمكن السلطة الشرعية من إيجاد حل لها حتى اليوم، والسبب لم يعد خافياً على أحد، فالمتحكمون بالأمن بالعاصمة المؤقتة لا يخضعون أصلاً لسلطة الرئيس وحكومته، في وقت لا يخفي فيه التحالف المتواجد في عدن انحيازه للتشكيلات المسلحة من أحزمة ونخب، التي عمل طيلة الفترة الماضية على تشكيلها لتكون بمثابة قوات تقاتل بالوكالة وفقاً لتقرير فريق الخبراء الدوليين التابع لمجلس الأمن.
تغرق عدن ومعها المحافظات التي اندحرت منها ميلشيا الحوثي في المزيد من الفوضى والاضطراب، على نحو يفشل وبشكل متعمد نموذج النجاح الذي تحدث عنه الرئيس هادي ولم يتحقق حتى الآن في المحافظات المحررة.