ارقام الضحايا في ارتفاع متزايد بينما تتدنى قيمة الافراد بسبب ارتفاع وتيرة العنف وانتشار الامراض والاوبئة مصحوبة بحالة فقر وجوع لم تسجل في مناطق الصراع الأخرى في العالم.
إزاء تفاقم الأوضاع اعلن رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، ألكسندر فيت،أن "الصراع في اليمن اتخذ منحا خطيرا بشكل فاق كل التوقعات، مما جعل التوصل إلى حل سياسي أمرا صعب المنال".
المسئول الدولي قال ان التوصل إلى هدنة بين جميع الأطراف هو وحده ما يمكن أن يؤدي إلى توقف معاناة اليمنيين الذين ترتفع في اوساطهم اعداد القتلى يوما بعد آخر.
الأرقام المفزعة التي يتم ارسالها من اليمن تقول إن الوضع في اليمن كارثي، حيث فر حوالي مليوني شخص من البلاد، فيما يرزح 80 في المئة من الشعب تحت رحمة المساعدات الدولية.
وباء الكوليرا التهم حياة اكثر من الفى شخص فيما تجاوز عدد المصابين بالوباء نصف مليون حالة منذ 27 أبريل الماضي.
الأمم المتحدة وعبر منظماتها المختلفة أصدرت اكثر من بيان حالة حول ما وصل اليه الوضع الإنساني في اليمن وذكر احدث بياناتها إن 8 ملايين من اليمنيين فقدوا دخلهم المادي ما أدى إلى أزمة غير مسبوقة في بلد كان بالفعل الأفقر في المنطقة العربية.
لم تعد الأرقام تمثل هاجسا مقلقا الا في بيانات المنظمات فيما تتجاهل الدول الكبرى المشرفة على التسوية السياسية في اليمن تلك المؤشرات وتفضل البحث عن حلول تتناسب وقياس مصالحها وتحالفاتها في المنطقة بعيدا عن الحسابات الإنسانية والأخلاقية.
تدرك الأمم المتحدة ان المساعدات الإنسانية ليست كافيه لمعالجة الأزمة الراهنة وحتى المخصصات المالية المرصودة لمعالجة تلك المشكلة ادنى من ان تمثل طوق نجاة لملايين الجوعى والمرضى.
لا يمكن القفز الى تسوية سياسية مباشرة من وسط هذا الدمار وهذا ما لا يدركه المبعوث الاممي والأطراف التي تدعو لعودة المسار السياسي قبل توقف الحرب التي باتت احد أبواب التكسب والاثراء للعديد من امراء الحرب الذين باتوا يمثلون تحديا إضافيا في وجه السلام.