وقام الشباب بترديد النشيد الوطني والتلويح بالأعلام كنوع من الاحتفاء الشعبي بذكرى الثورة في قلب العاصمة بعد أربعة أعوام من الانقلاب الذي قامت به مليشيا الحوثي.
ولم يختلف احتفاء اليمنيين بالمناسبة على الأرض وفي الفضاء الإلكتروني، إذ على وقع الاحتفالات التي شهدتها مدن يمنية عدة وإيقاد شعلة الثورة، اشتعلت حسابات اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي في نشر تدوينات وصور معبرة عن الذكرى وأهدافها ودورها في إرساء النظام الجمهوري والديمقراطي.
ولم تكن الذكرى في أعوام خلت قد أخذت مساحة أكبر في الاحتفاء مثلما تشهده البلاد خلال سنوات الحرب التي يراها الناشطون تجديداً لعهد انتقال اليمنيين من عهود ظلام الإمامة، شمال اليمن، التي عادت مع الانقلاب الذي تقوده مليشيا الحوثيين وسيطرتها على صنعاء ومدن عدة، شمال البلاد.
ونشر الناشطون تدوينات ووسوماً، أبرزها "#ثورة_اليمن_26_سبتمبر"، تحتفي بالذكرى وصوراً قديمة للثورة، فيما انهمك آخرون في تغطية الاحتفالات التي شهدها عدد من المدن وفعالياتها الغنائية والجماهيرية.
لكن ناشطين آخرين اختاروا الاحتفاء بالذكرى على طريقتهم، عبر نشر صور لقادة الثورة والتذكير بنضالاتهم، فيما ذهب آخرون لوصم صورهم الشخصية بتصاميم تحتفي بالذكرى.
وانتقد آخرون غياب الحضور الرسمي لمسؤولي الحكومة في الاحتفال بذكرى الثورة داخل اليمن، وغياب الأجواء الاحتفالية في العاصمة المؤقتة عدن.
وكتب نصر الزريقي: "أصبح 26 سبتمبر عيدا يحتفي به الشعب بعد ثورة 11 فبراير (شباط) 2011، ولم يكن إلا مناسبة رسمية يحتكر إحياءها النظام الحاكم".
ودوّن نبيل قاسم "أرى بوضوح 26 سبتمبر وهو يتحول من عيد وطني عسكري الطابع إلى عيد وطني شعبي وجماهيري، الكل يشارك ويفرح بصدق".
وأشعل استمرار سيطرة الحوثيين أو من يصفهم الناشطون بـ"الإماميين الجدد"، جذوة الاحتفال بالثورة، باعتبارهم امتداداً لنظام الإمامة الذي كان يحكم شمال اليمن لعقود، وارتباط أبجديات الحوثيين بنظام ما قبل ثورة 26 سبتمبر/أيلول عام 1962.
وقال صلاح إسماعيل "لم يكن على ثورة سبتمبر أن تجعلنا دولة صناعية عظمى. كانت مهمتها إلهام الأجيال في الرفض وهذا ما حدث. كل كهنوت بعد سبتمبر عابر".