الوزير الجبواني قال أيضاً في تغريدة له نشرها على صفحته في تويتر بأن التحالف وافق مؤخراً على زيادة الرحلات المدنية إلى ثمان رحلات يومياً بعد أن ربط ذلك باشتراطات مسبقة ووافقت عليها الحكومة ولكنه في ذات الوقت ذهب لإلغاء تصاريح عدد من الرحلات التجارية.
وبعد أن أعلنت طيران اليمنية السبت الماضي عن تأجيل رحلتها القادمة من القاهرة الى العاصمة المؤقتة عدن(جنوب) وذلك بسبب عدم حصولها على إذن بالإقلاع من التحالف، أعلنت اليوم أيضاً عن تأجيل رحلتين لطائرتين الأولى كان من المقرر أن تقلع من العاصمة المؤقتة عدن إلى مدينة جدة والأخرى من العاصمة المصرية القاهرة إلى عدن.
مبررات غامضة
وبحثاً عن الأسباب التي يتخذ منها التحالف مبرراً لتأجيل رحلات طيران اليمنية بين الفترة والأخرى تحدثت بلقيس مع مصدر حكومي مسؤول في طيران اليمنية وقال بأنه في كل مرة تصلهم برقية من التحالف تشعرهم بإلغاء الرحلات التي يكون قد تم الموافقة عليها مسبقاُ دون إطلاعهم على أية أسباب بشأن ذلك.
ووفقاً للمصدر - طلب عدم ذكر إسمه - فإنهم عندما يقومون بالإستفسار عن تلك الأسباب والمبررات يصلهم رد غير منطقي وغير مفهوم، ويقال لهم أحياناً بأن الطاقة الإستيعابية المحددة لطيران اليمنية من مطار عدن هي رحلتين في اليوم الواحد بينما تحتاج الشركة لخمس رحلات يومية على أقل تقدير.
ولفت المسؤول بأن اليمنية هي شركة الطيران الحكومية الوحيدة والتي يجب أن تعطى لها الأولوية بدلاً من التعامل معها على غرار طائرات الأمم المتحدة الإغاثية أو الطيران التجاري خصوصاً وأن هناك الآلاف من المواطنين المرضى ورجال الأعمال والذين يقدمون إلى عدن كونها أقرب للمحافظات الشمالية وتتضاعف معاناتهم بسبب عدم انتظام مواعيد الرحلات.
ووفقاً لمسؤولون في وزارة النقل اليمنية تواصل معهم موقع قناة بلقيس فإن الحكومة لديها موظف معني في العاصمة السعودية الرياض مهمته متابعة استخراج التصريحات الخاصة من التحالف من أجل الرحلات المدنية ولكن الذي يحدث هو الرد عليهم غالباً بشكل مفاجئ بالرفض بحجة أن هناك طائرات إغاثية وأممية هبطت في مطار عدن ويكون ذلك على حساب الرحلات المدنية خلال نفس اليوم.
ويصف مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي هذه الممارسات بالمهزلة، ويضيف قائلاً "كل يومين يتم منع طيران اليمنية من الإقلاع، كنا ننتظر أن يتم السماح لشركات الطيران الدولية الأخرى من الوصول إلى مطارات الحكومة اليمنية الشرعية ولكن التحالف أصبح يقوم بعرقلة طائرات الدولة".
إذلال متعمد
بالمقابل انعكست تبعات هذه الممارسات التي يتخذها التحالف على المواطنيين اليمنيين، ودفعت بالآلاف منهم لقضاء اجازة العيد بعيداً عن أهلهم والذين تعذر عودتهم عبر مطار عدن والتي تشرف عليه وتديره قوات مدعومة من الإمارات.
كما بات المرضى الذين يحتاجون للسفر والعلاج يتخوفون من أن تتضاعف معاناتهم في مطارات القاهرة أو الخرطوم والأردن وهي الدول الوحيدة الي يسمح فيها لطيران اليمنية بالهبوط وعندما يتم تأجيل الرحلات يصبحون عالقون فيها لأيام.
ولا يزال يتذكر محمد حيدرة وهو أحد الذين تفاجأوا في مطار القاهرة بخبر تأجيل رحلتهم إلى عدن كيف تلونت وجوه الناس وهم يسألون عن مصير رحلتهم وأسباب التأجيل، وكيف اضطر الكثير منهم للبقاء في المطار وافترشوا أمتعتهم على الأرض.
وتابع حيدرة:" رأيت سيدة ترفع يدها للسماء وتدعوا الله أن ينتقم لها من كل الذي تسببوا للناس بتلك المعاناة، وهناك مسافرون آخرون كانوا يقولون بلغة واحدة :"هذا جزء من سياسة الإذلال التي يريد التحالف أن نترجعها داخل البلاد وخارجها".
وبنبرة ممزوجة بالأسى والحزن تساءل حيدرة "كيف يمنع التحالف تسيير رحلات مدنية ويعرض الآلاف من المواطنيين لكل هذه المعاناة، كيف يمكن فهم أن تأخذ الحكومة اليمنية الشرعية تصريحات من السعودية والإمارات لرحلات على أراضيها السيادية؟