في اجتماعه مع سفراء الدول الثمانية عشر، أكد الرئيس هادي ان العمليات العسكرية لن تتوقف حتى تحرير كافة التراب اليمني.
معتبرا أن الصراع في اليمن لم يكن مجرد انقلاب على السلطة، بل إنهاء للدولة وللوجود السياسي، وان أي عملية سلام مع الحوثيين تعد إهدارا للوقت.
وجاءت تصريحات هادي في توقيت مهم وحساس بعد إعلان التحالف العربي اعتراض صاروخ باليستي جديد أطلقته مليشيا الحوثي صوب العاصمة السعودية الرياض.
وقالت قناة المسيرة التابعة لمليشيا الحوثي إن صاروخ "بركان تو إتش" البالستي أطلق على قصر اليمامة في الرياض وذلك لاستهداف اجتماع موسع للقادة السعوديين.
وتزامنا مع ذلك، أطلق زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي تهديدات جديدة ضد السعودية والإمارات.
من جانبه، قال تركي المالكي المتحدث باسم التحالف أن قوات الدفاع الجوي السعودي رصدت انطلاق الصاروخ باتجاه مناطق سكنية مأهولة بالسكان.
ونقلت الوكالة السعودية الرسمية أن "السيطرة على الأسلحة البالستية ذات التصنيع الإيراني من قبل المنظمات الإرهابية -ومنها مليشيا الحوثي المسلحة المدعومة من إيران- تمثل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي، وأن إطلاقها باتجاه المدن الآهلة بالسكان يعد مخالفا للقانون الدولي الإنساني".
لم تكد تداعيات الصاروخ الأول والذي استهدف مطار الرياض، تنتهي، وحركت المواقف الدولية ضد المليشيا، وبلا شك فإن العملية الجديدة سيكون لها تداعيات كبرى.
الواضح أنها ستوحد المواقف الإقليمية والدولية حيال الحسم العسكري في اليمن. يأتي ذلك، فيما لا تتوقف حملات التنديد بإجراءات المليشيا ضد أنصار الرئيس السابق.
ويرى محللون ان حادثة قتل الرئيس السابق بتلك الطريقة الشنيعة، غيرت أيضا كثيرا في المعادلة، وأضحت كل المواقف موحدة ضد مليشيا الحوثي.
ويقول المتحدث باسم الحكومة، راجح بادي، أن تفاهمات دولية تجري مع جميع القوى والأطراف اليمنية بما فيها الأشخاص الذين كانوا في صف الرئيس السابق لتوحيد الصف اليمني لمواجهة المليشيا الحوثية.
وتؤكد الادارة الأمريكية ان يد طهران حاضرة في التطورات الأخيرة.
وللمرة الأولى، عرضت الولايات المتحدة أجزاء قالت إنها بقايا أسلحة إيرانية زودت بها طهران مليشيا الحوثي، ووصفتها بأنها دليل حاسم على أن إيران تنتهك القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة.
وشملت تلك الأدلة بقايا متفحمة قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها من صواريخ باليستية قصيرة المدى إيرانية الصنع أطلقت من اليمن في الرابع من نوفمبر على مطار الملك خالد الدولي في الرياض.
واستشهد البنتاجون بوجود علامات تجارية قال إنها مطابقة لعلامات شركات دفاع إيرانية على أجزاء تستخدم في توجيه محركات الصواريخ وعلى لوحة دوائر كهربائية تستخدم في نظام توجيهها.
وأضافت الوزارة أن التصميم المميز لصمامات الصواريخ لا يوجد إلا في إيران.
وبالتالي، جاءت تصريحات المسؤولين الأمريكيين حيال الحوثيين مؤخرا شديدة اللهجة، فهل سنرى تحركات ميدانية مستمرة في طريق الحسم العسكري؟.
حتى الآن، تمضي المعركة في هذا السياق، ومن شأن الصاروخ الباليستي الجديد ان يزيد الأوضاع سخونة أكبر، سواء على مستوى المواقف السياسية أو التحركات الميدانية والضربات الجوية للتحالف.