سياسيا، يقول مراقبون أن هذا يعني أن مهمة إعادة الشرعية انتهت، وأصبح اليمن منقسما إلى ثلاثة أجزاء، يمناً شمالي يعلن الولاء للولي الفقيه في طهران، وآخر جنوبي تسيطر عليه أبو ظبي، وثالث شرقي يقع تحت سيطرة الرياض ليلبي تطلعاتها بمنفذ على بحر العرب.
لكن البعض لا يزال يتساءل: هل تقبل السعودية بهذا مع ما يعنيه ذلك من إعلان فشل لأول مهمة تنفذها عسكريا خارج أراضيها؟ ثم ماهي خيارات الرئاسة والحكومة اليمنية في مواجهة مآلاً كهذا؟
طور جديد في الحرب
تم طرد الحكومة وهزيمة قواتها في العاصمة المؤقتة عدن، وبعد أن استجمع الجيش قوته وكسر قوة المليشيات التابعة للمجلس الانتقالي والممولة إماراتياً في شبوة وأبين تقدم باتجاه عدن، إلا أن طائرات الإمارات كان لها رأياً آخر، استهدفت الإمارات قوات الجيش موقعة خسائر فادحة ما تسبب في تراجعها وخسارة معظم مواقعها في محافظة أبين، وليس ذلك أخطر ما في الأمر، فمع إعلان الإمارات أنها استهدفت عناصر إرهابية تدخل الحرب في اليمن طورا جديدا ستكون فيه الإمارات هي اللاعب الأقوى، وربما الوحيد، يقول كثيرون، وهو طور الحرب على الإرهاب والذي يعني حصرا مواجهة القوات التابعة للحكومة على الأقل بحسب التعريف الإماراتي للإرهاب في اليمن .
الباحث والأكاديمي أحمد الدبعي قال إن التحالف السعودي الإماراتي فشل وأخفق في اليمن، لافتا إلى أن السعودية تتحمل مسؤولية هذا الاخفاق والفشل باعتبارها قائدة التحالف، وتشاركها في الفشل الشرعية اليمنية نتيجة ذهابها للرياض لطلب النجدة.
وأضاف الدبعي خلال حديثه للبرنامج الأسبوعي "فضاء حر" على قناة بلقيس مساء أمس، إلى أن السعودية أدخلت الإمارات ضمن التحالف لتتحول أبو ظبي إلى تحقيق أهدافها بعيدا عن الأهداف الرئيسية للتحالف.
وأضاف الدبعي خلال حديثه للبرنامج الأسبوعي "فضاء حر" على قناة بلقيس مساء أمس، إلى أن السعودية أدخلت الإمارات ضمن التحالف لتتحول أبو ظبي إلى تحقيق أهدافها بعيدا عن الأهداف الرئيسية للتحالف.
تقاسم وتبادل أدوار
وبخصوص الصمت السعودي حيال القصف الجوي الذي شنته المقاتلات الإماراتية على القوات الحكومية في زنجبار وأطراف عدن، أوضح الدبعي أن تقدم القوات الحكومية فاجأ السعودية والإمارات، مما جعل نظرية تقاسم النفوذ في خطر بين الدولتين.
لافتا إلى أن السعودية والإمارات تنظران للساحة اليمنية كمساحة نفوذ للتقاسم وتبادل الأدوار.
لافتا إلى أن السعودية والإمارات تنظران للساحة اليمنية كمساحة نفوذ للتقاسم وتبادل الأدوار.
الدبعي أشار إلى أن قضية عودة الشرعية لليمن وإعادة الرئيس هادي للحكم ليست مدرجة في قاموس السياسة السعودية والإماراتية، مضيفا أن السعودية والشرعية كونا علاقة "شاذة" بسبب ذهاب الرئيس هادي للخيار الواحد وهو الاعتماد الكلي على البقاء في الرياض وتحميل السعودية ما لم تحتمل.
وحول البيان الرئاسي الذي أصدرته الرئاسة اليمنية قبل أيام تعليقا على القصف الإماراتي للقوات الشرعية، قال الدبعي إن البيان لم يكن على مستوى الآمال، لكنه خطوة في الاتجاه الصحيح، مستغربا الصمت المطبق للرئيس هادي منذ أعوام حول أداء التحالف وتحديدا دولة الإمارات.
من جهتها ، الكاتبة والباحثة السياسية ميساء شجاع الدين قالت إن التحالف انتهى مع توسع وتقاسم النفوذ بين السعودية والإمارات في اليمن، ولفتت إلى أن الرياض ليست مهتمة في استعادة عدن بعكس محافظة شبوة، وليست مهتمة في الدفاع عن الشرعية في وجه التصريحات الإماراتية التي وصفت القوات الشرعية بالإرهابية.
المجتمع الدولي
وفيما يتعلق برد المجتمع الدولي على القصف الإماراتي لقوات الشرعية، قالت شجاع الدين إن هذا الأمر لا يعني المجتمع الدولي، ولم يسلط الإعلام الغربي لهذه الحادثة، بالإضافة إلى العلاقات العامة الواسعة للإمارات مع الإعلام الغربي بعكس الحكومة اليمنية التي لا تمتلك طاقم دبلوماسي قادر على مخاطبة الغرب.
وأردفت شجاع الدين إلى أن المجتمع الدولي يتعامل مع من يفرض سلطة الأمر الواقع على الأرض، سواء المجلس الانتقالي، أو جماعة الحوثي، ولا يهمهم الحكومة اليمنية ولو كانت معترف بها دوليا لأنه لا وجود لها على الأرض وليس لديها حاضنة شعبية، بل أصبحت غطاء للأطراف الاقليمية المتدخلة عسكريا في اليمن، بحسب شجاع الدين.
واتفق الدبعي مع ما قالته شجاع الدين حول تعامل المجتمع الدولي مع من يسيطر على الأرض، مشيرا إلى أن اليمن تؤرق المجتمع الدولي من ناحية الإرهاب والأمن وموقعها الجيو سياسي، وبالتالي يبحثون عن قوة ممسكة على الأرض للتعامل معها.
شجاع الدين عادت لتقول بأن الحكومة فشلت في فرض نفسها على حلفائها بسبب أدائها الضعيف وبسبب تدخل الرئيس هادي والمقربين منه بالقرار السياسي.
وبشأن الحملة الالكترونية التي انطلقت مساء أمس في وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع تحت هاشتاج #طرد_الامارات_مطلب_يمني، قال الدبعي إن هذا الفعل في الاتجاه الصحيح، داعيا السعودية إلى أن تكون صريحة مع الشعب اليمني حتى لا يأتي في قادم الأيام ويعاديها الشعب اليمني بكله.
وعلى عكس ذلك؛ ترى شجاع الدين أن الإمارات لا تهتم بالرد الشعبي ولا يعنيها، لأنها لم تأت بانتخابات بل بطلب سعودي بعيدا عن الشرعية.