وربما لا تكون الخشية وحدها هي من منعت الرجل الذي أطال الصمت من الحديث فهناك أخبار تتحدث عن منع وسائل الإعلام عليه من قبل السعودية التي وضعت حياته مقابل الخروج عن التعليمات وعدم الالتزام بتنفيذ الأوامر.
لتكون محصلة الموقف الرئاسي بيان يقال أن ذلك ما ارتضاه السفير السعودي محمد آل جابر الذي نصب نفسه بريمر لليمن وربما قد يتداخل ذلك مع عوامل عديدة لعل اهما هو ان الرجل تمثل دور السياسي البرجماتي الذي يتحرك في المساحة الضيقة دون ملامسة الخطوط الحمراء في وقت لا معنى للسياسة بل للحياة سوى الموقف الموقف الذي يخشاه هادي وجميع النخب السياسية اليمنية من أحزاب وتنظيمات وحركات سياسية فجلبت لنفسها ولليمنيين الذل والمهانة.
هروب الرئيس هادي من تحمل تبعات موقف تاريخي في ظرف حرج تنتهك فيها بلاده من قبل دولة دخيلة على الجغرافيا وطارئة في سفر التاريخ قوبل بموقف اخر من الحكومة التي اعادت المسؤولية إليه في رسالة حددت فيها إجراءات عملية لمواجهة الغطرسة الإماراتية لكنها لم تتخذ قرار تنفيذها وتلك قد تكون ترشق بالمسؤولية او خوفا من تجاوز بيروقراطية البروتكول.
وأمام هذا الضعف والهروب من المواجهة تتبجح الإمارات فتقتل وتعترف غير مبالية ولكنها أيضا تأتي بمبرر أقبح من الذب وأشد وطأة على قلوب اليمنيين المدماة والمغدورة.
أريق الدم اليمني وذاك امر غير مأسوف عليه من الإمارات ومن السعودية أيضا التي أوكلت المهمة وراحت تتابع النتائج بصمت.
وقيل أن ما حدث هو استهداف لمجاميع إرهابية وتلك المجاميع هي قوات الجيش الوطني التي قدمت السعودية والإمارات لمساندتها في استعادة الشرعية المعتقلة في الرياض.
توارت الأهداف المعلنة خلف الأطماع الدفينة ووجدت السعودية الفرصة المناسبة لتمزيق البلد التي ارقها ووجوده وتوحده وأكثر ما يخيفها أن يبزغ فجره على حين غفلة
أما الإمارات فليس أفضل بالنسبة لها من هكذا فرصة سانحة تمكنت فيها من مقارعة فرس ملجوم انها عقد التاريخ بالنسبة لإمارة الساحل العماني التي تريد تدوين اسمها ولو كان ذلك بالدم وبالخديعة.