إنما للجريمة زاوية أخرى تبدأ من جماعة "أبو العباس" التي خاضت اشتباكات متعددة في مدينة تعز سقط خلالها العشرات من القتلى والجرحى بصفوف المدنيين قبل أن تقضي لجنة رئاسية بخروج هذه الكتائب الى مسرح عمليات اللواء 35 المنضوية فيه بجبهة الكدحة بريف المدينة.
برزت الخلافات حول الموارد المالية في تعز مجدداً في الوقت الذي لا تزال أوعية هذه الموارد خاضعة لبعض القيادات المحسوبة على المقاومة والجيش في تعز
مؤخراً تحول التفاوض عليها إلى لغة السلاح للوصول إلى لغة التقاسم , تقاسم المناطق والنفوذ والموارد، بما في ذلك الحركة على خط الاسفلت، ناهيك عن الادارة والموارد المالية والمؤسسات، ليفسر ذلك أن ما يحدث في تعز يفوق هذه الحسابات.
حالة رعب واستنكار شعبي واسع جراء تمدد الفوضى الى الريف الآمن بعد محاولة كتائب أبو العباس التمركز في المرتفعات وقطع الطرق ومحاولة السيطرة على ريف تعز في ظل عدم تجاوب قيادات اللواء 35 أو قيادات المحافظة أو المحور بتعز لاحتوائها.
فماهي أسباب الصراع بين القطاعات العسكرية في تعز وكيف يمكن فهم حالة الاختلال الأمني في المدينة وفرض هيبة الدولة والقانون ومحاربة كل أشكال العنف في ظل غياب قيادة المحافظة ومحورها العسكري عما يدور في ضواحي المدينة؟!
أساس المشكلة
يعزو الكاتب والباحث فهد سلطان انتقال المشكلة من وسط مدينة تعز إلى ريفها بسبب انتقال نفس الأدوات التي كانت تثير المشاكل داخل المدينة إلى الريف.
وقال سلطان خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء الخميس (4يوليو/ تموز) إن مشكلة تعز مركبة، بحيث إنه لم يحصل تناغم بين مؤسسات الدولة حتى الآن، وما زال الصراع بين الأحزاب والتيارات السياسية داخل المدينة مستمرا، وبالتالي هناك صراع خفي تبرزه مثل هذه الظواهر.
ويرى سلطان أن رفض تعز وجيشها الوطني لوجود التحالف بصورة مباشرة أسوة ببقية المحافظات كلفها الكثير، معتبرا ما يحصل الآن في المدينة دفعا لثمن ذلك الرفض؛ لأنه كان يراد لها أن تكون نسخة من عدن.
أسباب الصراع
وحول ما إذا كان الصراع في تعز وريفها مرتبطا بالصراع على الجبايات، أعتبر سلطان هذا الحكم قاصرا ، مبيننا أن مشكلة تعز الداخلية جوهرية.
ورفض العقيد عبدالباسط البحر المتحدث باسم الجيش الوطني بتعز تصوير ما جرى مؤخرا في ريف المدينة بالصراع بين قطاعات في المؤسسة العسكرية على النفوذ، موضحا أن ما حدث ليس بهذا الشكل، وإنما هناك مجاميع خارجة عن النظام والقانون تقوم ببعض الأعمال المخلة بالنظام، وأن الجيش الوطني واللجنة الأمنية تقف على هذه الإشكالية.
وعن أسباب الاشتباكات الأخيرة التي وقعت بين أفراد أبو العباس وجنود من اللواء 35 بالطريق الرابط بين تعز وعدن، قال البحر في سياق حديثه لبرنامج المساء اليمني على قناة بلقيس إن الاشتباكات تعود إلى خلافات بينية وشخصية مادية، وأن الوضع أصبح تحت السيطرة.
وحول تشخيص ما يحدث داخل مدينة تعز نتيجة لرفض الجيش الوطني لتواجد التحالف في المدينة، قال البحر إن الجيش الوطني بتعز على:" تنسيق وتعاون وتواصل مع الأشقاء في دول التحالف العربي بما يخدم الأهداف المشتركة في القضاء على المليشيات الانقلابية المدعومة إيرانيا".
كتائب أبو العباس
وتساءل فهد سلطان عن سر عدم دمج كتائب أبو العباس في صفوف الجيش وحلها وإنهاء الصفة الأسمية لهذه الكتائب، موضحا أن كتائب أبو العباس ثقب أسود يستنزف تعز والجيش الوطني ، ويعتبر بقاء ابو العباس تفخيخ للجيش بكله.
ووافق الناشط الحقوقي ياسر المليكي كلام سلطان بخصوص دمج كتائب أبو العباس بعد أربع سنوات من تشكليها أسوة ببقية الفصائل والتشكيلات الأخرى التي أُدمجت بقوام الجيش الوطني.
"ما حدث يوم الأربعاء عطل المصلحة العامة وقطع الطريق الوحيد الرابط بين عدن وتعز، إضافة إلى مقتل مدني واحد وعدد من الجرحى ومقتل عدد
التداعيات الإنسانية
تفيد المعلومات الأولية بمقتل أربعة وجرح ستة آخرين جراء مواجهات بين مسلحي أبو العباس المدعوم من الامارات وأفراد تابعين للواء 35 مدرع.
من مسحلي الطرفين، وأدى ذلك إلى تضرر عدد أصحاب المحلات والباعة" يصف المليكي الوضع في منطقة البيرين.
وبدأت كتائب أبو العباس المنضوية في إطار "اللواء 35 مدرع" في قوات الشرعية، الانسحاب من مدينة تعز أواخر أبريل الماضي تنفيذاً لاتفاق لجنة التهدئة في المحافظة، وذلك عقب مواجهات مع قوات أمنية أسفرت عن مقتل وإصابة 26 شخصاً على الأٌقل.