انحراف كلي عن أهداف استعادة الدولة الوطنية، علاوة على دعم ساحة الفوضى العارمة وارتكاب انتهاكات حقوقيةجسيمة.
في الأسبوع الماضي، اغتال مسلحون الشيخ الصوفي الحبيب عيدروس بن عبدالله بن سميط في مدينة تريم بمحافظة حضرموت.
إثر الحادثة، ارتفعت أصوات ناشطين جنوبيين محسوبين على الإمارات لمطالبة قوات النخبة الحضرمية بسط سيطرتها بشكل كامل على المحافظة.
ظلت المحافظة بعيدة عن دائرة الاغتيالات مقارنة مع عدن، حيث يجري تصفية رموز التيار السلفي المعتدل من قبل مسلحين مجهولين.
وبما ان المدينة ترزح تحت وطأة قوات الحزام الأمني التي أنشأتها ودربتها دولة الإمارات، فهي حاضرة كمتهمة بتصفية رموز التيار السلفي، خاصة في ظل عدم تحرك الأجهزة الأمنية للقبض على الجناة أو كشف أي عملية من حوادث الاغتيالات المتكررة.
سبق لهذه القوات ونظيراتها في المحافظات الجنوبية والمدعومة إماراتيا ان ارتكبت عدد من الانتهاكات المروعة لحقوق الانسان.
وفي نهاية يناير الماضي، هاجمت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن مسنودة بطيران إماراتي ألوية الحماية الرئاسية وأسقطت المعسكرات والمقار الحكومية وقصفت مخازن السلاح.
كما حاصرت مقر الحكومة الشرعية في قصر معاشيق لولا تدخل السعودية في النهاية.
كما حاصرت مقر الحكومة الشرعية في قصر معاشيق لولا تدخل السعودية في النهاية.
لا يوجد تباين كبير بين أهداف الدولتين، أي السعودية والإمارات، إلا ان الأخيرة، تتعامل مع محافظات الجنوب والمناطق الحيوية الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة قوات تابعة لها وكأنها إمارتها الثامنة.
يرى محللون ان الدولتين تتبادلان الأدوار ومناطق النفوذ، ففي حين تتوغل الإمارات في المحافظات الجنوبية المحررة، تركت المحافظات الشمالية للسعودية.
تسعى الإمارات لفصل الجنوب عن شماله وتدريب قوات تابعة لها في كل محافظات الجنوب والجزر والمواقع الحيوية كي تسهل لها السيطرة على ثروات البلد وحماية موانئها من المنافسة.
لم تعد أطماع الإمارات خافية على أحد. تلميحات رئيس الحكومة في وقت سابق، فجرها وزير النقل صالح الجبواني، نهاية الشهر الماضي، ودعا بشكل صريح إلى "اتخاذ قرار سيادي يصحح العلاقة مع الإمارات".
وقال ان الجيوش القبلية والمناطقية التي أنشأتها الإمارات هي سبب الوضع المزري في المحافظات المحررة.
وجاءت تصريحات الجبواني على خلفية اعتراض قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات ومنعه من المرور صوب ساحل المحافظة لوضع حجر الأساس لبناء ميناء بحري جديد أقرته الحكومة الشرعية.
أضحى الدور الإماراتي مكشوفا ليس للداخل فحسب. التقرير النهائي لفريق الخبراء الدوليين المعني باليمن، أبرز دور الإمارات العبثي عبر تشكيل قوات تابعة لها تعمل على تقويض الحكومة الشرعية.
وذكر تقرير الخبراء أن القوات التابعة لها تقوض الحكومة وهي متورطة في انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، وأن الاستمرار في إنكار دور الإمارات في الانتهاكات يوفر الحماية للمنتهكين.
كما فشلت الجهود الدبلوماسية للتحالف بقيادة السعودية من استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين إيران بإرسال صواريخ باليستية للحوثيين.
عشرات الصواريخ الباليستية أطلقت على مدى العامين الماضيين على مدن المملكة، ووصلت إلى العاصمة الرياض.
وبينما يخسر التحالف على كل المستويات في اليمن. يبدو ان إيران هي المستفيدة الوحيدة من حالة الفراغ الموجود والمدعوم من قبل التحالف.
وقد تحمل التطورات مفاجآت لصالحها، إذ بدلا من إدانتها في اليمن بتهديد الأمن القومي لدول الخليج. هناك جهود دولية لإدانة التحالف بسبب جرائم الحرب في اليمن.