احكمت الجماعة العقائدية المسلحة التي تحالفت مع منظومة الرئيس السابق آنذاك سيطرتها على كافة المؤسسات في صنعاء وعدد من المحافظات وشكلت خارطة جديدة وفرضت واقع مغايرا على جميع المؤسسات المدنية والعسكرية ومن ثم تخلصت من حليفها.
شكل سقوط صنعاء في يد جماعة الحوثي ازمة كبيرة على كافة الاصعدة لم تتوقف عند حدود انتاج الحرب الداخلية والاقليمية بل كان له اثر على المواطنين بشكل مباشر حيث صادر الحوثيين حقوق وحريات الناس واعتقلوا المئات ومنحوا الوظائف العليا في الدولة لشخصيات تدين بالولاء لهم.
بدأت مسيرة ملشنة المنشأت الحكومية بحسب تقارير محلية من خلال تعيين قيادات عسكرية من الاسر المنتمية والقريبة من الجماعة في مناصب عليا , بالذات في الاجهزة الأمنية والعسكرية ومن ثم انتقلت الى الوظائف العامة للدولة.
ركزت الجماعة في بداية تحركها على المراكز والقطاعات والمناصب الهامة ابتدأ من محافظي المحافظات في كل من عمران و اب وحجه والجوف والحديدة , وبعدها انتقلت الى القطاعات المدنية وخصوصا الوزارات التي سطت عليها والمؤسسات الأخرى كالشركات النفطية ومصلحة الضرائب .
المؤسسات الصحفية وقطاع الإعلام والتلفزيون لم يسلم من ما بات يعرف بحوثنة المؤسسات التي سيطروا عليه بعيد الانقلاب حيث سرحت وفصلت واستبدلت الموظفين والمدراء في كل من صحيفة الثورة ووكلة سباء للأنباء وغيرها من المؤسسات الرسمية بمواليين ومشرفين في الجماعة وذلك دون وضع أي اعتبار لمعايير التخصص والخبرة في العمل .
اختطاف للدولة وتدمير للنسيج الاجتماعي ومصادرة للحقوق والحريات وطمس كامل للهوية , هكذا كان أيلول الانقلاب وهكذا تغيرت كل ملامح الدولة .