يأتي ذلك، فيما كانت مليشيا الحوثي قد تبنت مسؤولية الحادثة من خلال هجومها بطائرة مسيرة وصاروخ باليستي.
المُخرج واحد
يرى بعض المراقبين أن هذا السيناريو دفع أعضاء المجلس الانتقالي لرفض رواية مليشيا الحوثي، خصوصاً فيما يتعلق بجزئية استهداف ابو اليمامة دون غيره من القيادات المتواجدة على المنصة لحظة الحادثة.
هي محاولة لخلط الأوراق عبر خلق حالة من الفوضى في الشارع الجنوبي بتصفية ابو اليمامة، وحسابات أخرى كما يراها البعض.
الناشط الحقوقي والسياسي عادل الحسني قال إن المتابع لمسار الأحداث في اليمن يتجلى له تماما أن هناك مُخرج واحد لهذه الأحداث، إذ لا يعقل أن تنظيمات مثل (الحوثي والقاعدة وداعش) لها أهداف أو أجندات مختلفة، أن تنشط خلال 24 ساعة بنسق واحد وبمنظومة واحدة، لافتا إلى أن هناك مُخرج واحد يريد الفوضى.
وأضاف الحسني خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" مساء أمس الاثنين، إلى أن هذه الأحداث كلها جاءت بعد الانسحاب الإماراتي من اليمن، وهو في الأصل انسحاب من معركتهم مع الحوثي، وبقوا في الجنوب تحت لافتة مكافحة الإرهاب والفوضى.
وأوضح الحسني أن الإمارات تصنع الفوضى في الجنوب حتى تشرعن بقائها فيه، والأحداث الأخيرة في عدن بحق أبناء المحافظات الشمالية جزء من هذه الفوضى، مشيرا إلى أن هناك مخطط إماراتي يُدار من دبي يسعى لإغراق الجنوب بمزيد من الفوضى.
الحسني عاد ليقول بأن دور الإمارات في الجنوب سيضعف، مستدلا بوصول قوات ومعدات سعودية إلى عدن أمس(الاثنين) وتكفل الرياض بترتيب وزارة الداخلية وضم 130 ألف إلى قوامها ودفع رواتبهم.
ولفت الحسني إلى أن هناك خلاف وتبادل أدوار بين الرياض وأبو ظبي في اليمن، ومن سيدفع الثمن هم اليمنيين، مضيفا أن الدولتين منذ خمس سنوات لا يوجد لهما مشروع واضح في اليمن سوى مشروع الفوضى والتمزيق والتقسيم.
واستطرد إلى أن هذا الخلاف لن يصل لمرحلة الصراع بين الدولتين على أرض اليمن، لأن لكل دولة أجندة وبرامج محددة.
وحول مقتل أبو اليمامة، قال الحسني إن الشكوك كثيرة حول هذه العملية، لافتا إلى أن للإماراتيين بصمات في مقتله للتخلص من الصناديق السوداء، بحسب الحسني.
متسائلا: من أتصل لأبو اليمامة وتوجب بخروجه من منصة العرض ومن أعطى الاحداثيات للحوثيين؟
صراع متشابك
رئيس تحرير صحيفة عدن الغد فتحي بن لزرق قال إن الوضع الأمني والسياسي والعسكري في عدن وضع مضطرب منذ تحرير عدن في يوليو 2015 ولم يستقر حتى شهرا واحدا، مضيفا أن الصراع تحول بعد تحرير عدن من مليشيا الحوثي بين الحكومة الشرعية والتحالف وبين الشرعية وأطراف مسلحة أخرى وبين أطراف التحالف(السعودية والإمارات)، وبين المليشيات نفسها، وبالتالي لا يستطيع أي محلل سياسي التنبؤ بالوضع العام بمدينة عدن، واصفا الصراع بالمدينة بالمتداخل والمتشابك.
وأضاف لزرق أن الخارطة السياسية والأمنية والعسكرية بعدن غير واضحة ومبهمة للغاية، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يجزم بأن الحوثي هو من نفذ الهجوم الذي استهدف أبو اليمامة، لأن أغلب الأطراف شككت في رواية الحوثي ووضعت الجميع أمام فرضية أنه ربما يكون هناك طرف ثاني قام بهذا الهجوم.
وحول ما إذا كانت أبو ظبي ستسلم مدينة عدن للرياض بعد الأنباء التي أفادت بوصول قوات وعربات سعودية إلى عدن، أشار لزرق أنه حتى اليوم لا يوجد أي انسحاب إماراتي من عدن بالمطلق.
لزرق اوضح أن كل الأطراف لا تعمل ضمن منظومة واحدة وليست واضحة فيما بينها، مردفاً إلى أن التحالف له أجندة فيما بينه وهناك اختلافات بدت واضحة، والحكومة الشرعية بعيدة وتعيش في المهجر منذ أربع سنوات، وفصائل الحراك والمقاومة تعيش حالة من الشتات، وبالتالي هناك حالة من تداخل المصالح وتشابك التحالفات، ولو كانت الأطراف تحت منظومة واحدة لكان أنجز الكثير من المهام منذ تحرير المدينة، بنظر لزرق.
وبشأن من سيدفع الثمن إذا ظلت اليمن غارقة في الفوضى، يرى الحسني أن اللاعب الحقيقي في اليمن هي الإمارات، ومن سيدفع الضريبة المملكة العربية السعودية، ومن سيجني الثمار هو الحوثي، وسيكون الضحية هو الشعب اليمني.
من جهته؛ الناطق باسم الائتلاف الوطني الجنوبي أحمد سالم فضل قال إن ما حدث في عدن مؤخرا عمل ممنهج يأتي في توقيت يخدم بعض الأجندات، مضيفا أن أكثر من طرف له أجندة من وراء خلط الأوراق في عدن.
ويأمل فضل من السعودية والإمارات أن تتفاهم مع الشرعية لمساعدة الشعب اليمني، وأن تعاد قراءة بعض الأمور، وأن تكون العلاقة بينهم علاقة شراكة.
واستنكر فضل الأعمال والممارسات التي طالت أبناء المحافظات الشمالية في عدن من قبل قوات تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.
ويأمل فضل من السعودية والإمارات أن تتفاهم مع الشرعية لمساعدة الشعب اليمني، وأن تعاد قراءة بعض الأمور، وأن تكون العلاقة بينهم علاقة شراكة.
واستنكر فضل الأعمال والممارسات التي طالت أبناء المحافظات الشمالية في عدن من قبل قوات تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.