الأمر الذي بات يدعونا للتفكير الجدي حول ما الذي يمكننا عمله في مثل هذا الوضع.
بالطبع مهما كان ميزان القوى على الأرض لصالح طرف ضد أخر, ومهما ستصبح عليه رؤيتنا ومدى قدرتنا على تميز الحق من الباطل, المعتدي من الباغي, فلن يكون امامنا سوى توصيف ما يحدث بأنه فتنة وحث الناس على عدم التورط فيها إلا من كان مضطرا للدفاع عن نفسه.
لكن هذا ليس هو العمل الوحيد الذي يمكننا القيام به. اذا لم نقم بعمل حقيقي يا اصدقاء فوحده الجنون أو العار من سيتكفلان بما تبقى من حياتنا.
عن نفسي أصبحت افكر جديا في البحث عن طريقة ما للحصول على مبلغ من المال بحيث يصبح بامكاني شراء كلاشينكوف وما يكفي من الذخيرة في التوقيت المناسب ثم التوجه إلى أقرب جبهة يتواجد فيها مسلحي الحوثي. على الاقل سيتبقى لنا هذا الخيار: أن نعثر على طريقة مناسبة لتقرير كيفية موتنا او المغامرة على أمل التمكن من اجتراح بداية جديدة.
في مثل هذا اليوم من العام الماضي عندما تم اغتيال الرفيق معاذ محمد قاسم أحد جنود اللواء 22 من قبل مجهولين, كتبت وصيتي وبعثتها لأبي على الواتس آب.
حينها يمكن للاصلاحين أن يتحدثوا باريحية عن التجنيد خارج اطار الجيش, أما الجيش الوطني لو انه موجود فعلا, ولم يحالفنا الحظ في اجتراح تلك البداية, فيمكنه ان يعبر عن وطنيته من خلال ادراج اسمائنا ضمن قوائم الشهداء حتى يكون بوسع اطفالنا الحصول على قيمة الخبز الذي فشلنا في تأمينه لهم عندما كنا نعتقد اننا بصدد خلق بلاد باتساع الأحلام.
في مثل هذا اليوم من العام الماضي عندما تم اغتيال الرفيق معاذ محمد قاسم أحد جنود اللواء 22 من قبل مجهولين, كتبت وصيتي وبعثتها لأبي على الواتس آب. لمعاذ طفلين تركهم في مسكن متواضع وقدم حياته ثمنا لايمانه بالمقاومة الذي لم يكن يضاهيه ايمان. لم استطع البكاء لكني اعتدت ان اجعل من الكتابة بديلا فهي تنزف بصدق عندما يكون ثمة آلام فوق الاحتمال, كما انها بارعة في خلق البهجة والتعبير عنها عندما يصادف ان هناك ما يدعو للابتهاج. ملامحنا لم تعد صالحة لا للفرح ولا للحزن. فقط للخوف والقلق ومزيد من الترقب.
لا اعتقد اننا افضل من أولئك الشهداء خصوصا عندما نفشل في صون تضحياتهم. ان تموت في مواجهة العدو خيرا من أن تقتلك رصاصات صديق او تعيش حياتك مهزوما ومقتول الاحلام. اعتقد انه لا يزال بوسعنا الانتصار لأحلامنا. لا يمكن ان تكون هذه هي النهاية.