ميناء الحديدة.. المعركة المرتقبة
هذا وتتجهُ الأنظارُ صوب الحديدة التي يقول مراقبون إنها ستشهدُ المعركةَ الفاصلة في سبيل استعادة الدولة.
1
اصدر قاضي المحكمة الجزائية التي يسيطر عليها تحالف المخلوع صالح والحوثيين حكما قضى بإعدام الرئيس هادي وستة من مساعديه، بتهمة الخيانة العظمى والمساس بأمن واستقلالية اليمن ..
منطوق الحكم العجيب يعد واحدا من اكثر الأشياء اثارة للسخرية وتعبيرا عن عمق الازمة اليمنية ، وتناقضاتها الفجة ، حين تقوم مليشيا بقلب الأمور رأسا على عقب وانتحال صفة السلطة الشرعية التي يمثلها الرئيس هادي ..
الحكم الذي تزامن مع الذكرى الثانية لمحاولة اغتيال الرئيس هادي عندما اصدر المخلوع صالح توجيها بقصف قصر المعاشيق، الذي كان يتواجد فيه هادي بعد تمكنه من الإفلات من قبضة الحوثيين، الذين وضعوه أواخر يناير 2015 تحت الإقامة الجبرية في قصر 22 مايو الذي كان يقيم فيه منذ تعيينه نائبا لصالح لاكثر من خمسة عشر عاما، ذلك الحكم يعد تجسيدا مباشرا وحقيقيا لمسرحية "الحاكم لصا" التي كتبها الدكتور محمد عباس عام (1989) ويكون فيها الرئيس قوادا، وكل الوزراء مسجلين خطر وتجار مخدرات ومهربين وقتلة لا دين لهم، ولا ضمير ولا خلق ولا علم ولا ثقافة.. وكل القضاة لصوص لا يحكمون إلا بالظلم في فجور ليس كمثله فجور، بينما يمسك بأجهزة الامن والشرطة عصابات يفوق إجرامها أعتى العصابات، وتصبح الصحف والقنوات الإعلامية بيت دعارة لا يكف عن نشر أمراض فقدان المناعة في المجتمع أما الجيش فهو فتوات الحاكم اللص، وعصاه الغليظة لقهر المواطنين واخضاعهم.
2
لا يمكن فصل ما حدث عقب ذلك الاستهداف عن سياق ما حصل قبله، وبالعودة قليلا للوراء يمكن ادراك ان مخطط اسقاط هادي، بما يمثله من رمزية لأخر مؤسسة أو شخص شرعي، في بلد تآكلت شرعية مؤسساته وانتهت بفعل فاعل، وكان التعطيل ذلك جزء من مخطط المخلوع صالح، لتوريث السلطة، وتمكين ابناءه اكثر من السيطرة على بقية مفاصل البلاد، قبل ان تطيح باحلامه تلك ثورة الحادي عشر من فبراير، والتي باغتته كثيرا، ولم يفق من حالة الارباك الا بسبب حالة الارتباك والمخاوف التي التهمت حتى الأطراف السياسية الأخرى المناوئة له، واصيبت بالشلل مثله تماما وربما بشكل يفوق ما تعرض له المخلوع، حيث لم يتوقعوا ان يسقط بتلك الطريقة، وباصوات الشباب وهتافاتهم الصاخبة، فخلال اشهر قليلة تهاوى صالح ونظامه وانقسم على نفسه، وفقد القدرة على التركيز ، وحتى التواصل مع الخارج، وبدأت رحلة الانهيار التي لم تتوقف الا عبر اللجوء للتسوية السياسية، التي عرفت لاحقا بالمبادرة الخليجية، التي صاغ المخلوع بنودها، وتركها مليئة بالثغرات التي تسمح له بالبقاء في المشهد السياسي، وحصل بموجبها على صك سياسي ببراءته واتباعه من كافة الجرائم التي ارتكبت خلال فترة تولية حكم البلاد، وهي الجرائم التي لا يمكن مقارنتها بما سيرتكبه لاحقا في حق اليمنيين..
3
أخرجت المبادرة الخليجية المخلوع من الحكم مؤقتا، لكنها لم تنزع منه أدوات الحكم والسلطة، بل على العكس احتفظ بالنصف من كل شيئ واكثر، في الحكومة والجيش، ومؤتمر الحوار، تم ترك الذئب الجريح ينقض على جميع الأطراف، وكان الجميع يتفرج على ذلك الجزء غير المشوق من سيناريو الانتقام، وكانت خطوط اللعبة ترسم باتقان اكثر، وكانت جسور التواصل بين المخلوع، وفتى الكهف الطامح للعب دور ولي الفقيه في اليمن ، تنسج بأيادي حائك السجاد الإيراني.
كانت ممانعة أبناء واقارب المخلوع والقيادات العسكرية التي تنتمي لجغرافيا المركز المقدس، لقرارات الهيكلة، خطوة هامة واشارة واضحة على ان أحلام العودة للسلطة مازالت تسكن في رأس التيس المذبوح الذي وصفه هادي منتصف عام 2013، عندما كان يقوم بدور تحريضي ضد هادي في وسائل الاعلام المملوكة له وفي الوحدات العسكرية التي كانت مازالت تدين له بالولاء وترفض الالتحاق بركب الشرعية.
4
في مطلع العام التالي وتحديدا في الرابع من شهر فبراير قبيل أيام قليلة من احتفاء اليمنيين الذكرى الثالثة لثورة فبراير، كتب صالح تهنئة لثمانية من ابناءه الذين تخرجوا من كلية زايد العسكرية في الامارات، وقال صالح في افتتاحية صحيفة اليمن اليوم (بقدر فرحتي برؤية ابنائي، يتخرجون، مصممون على الأمل أن اليمن ستعود أقوى وأفضل وبكل خير، لكل ابنائها، للتنافس، للعلم، ورفضهم الانجرار لمعارك الشتائم والقبائح والصراعات، وبعدهم عن صراعات مشاريع الفساد والافساد، الذي يشرد أتباع كل مجموعة بعضهم بعضا)، تكشف هذه الخطوة مدى رفض الرجل فكرة خروجه من السلطة، بل وخطواته الحثيثة لاستعادة الكرسي الذي تربع عليه لعقود طويلة،
ومن المفارقات الأكثر اثارة للاستغراب انه على الرغم من كون كافة أبناء صالح، وأبناء اشقاءه عسكريين، وكانوا قادرة لاهم الوحدات العسكرية والأمنية في البلاد، الا أن أي احد منهم لم يشارك في أي من المعارك التي يخوضها صالح وقواته بابناء الاخرين، بينما فضل نقل ابناءه الى بيروت ومسقط وأبو ظبي للعيش بعيدا عن ضجيج الحرب والمواجهات.
5
التيس المذبوح كان يستعد لتقويض سلطة الرئيس هادي والانقضاض على المرحلة الانتقالية، وكانت تحركاته تلك مدعومة برغبات إقليمية عمياء تقوم على أساس ان صالح مازال رجل المرحلة، وحليف تلك القوى، وهو ما يكشف إصراره على تعيين نجله الأكبر سفيرا في الامارات، حيث تتواجد استثمارات الاسرة، ومن أجل العزف على وتر المخاوف الإماراتية من توجهات حركات الإسلام السياسي، التي صعدت في المنطقة عقب ثورات الربيع العربي، ولا يمكن اغفال الدور الذي لعبه السفير السعودي حينها في صنعاء، وعدد من السفراء الغربيين بمعية المبعوث الاممي لليمن جمال بنعمر، في تقويض مؤسسات الدولة، وتشجيع مليشيا الحوثي على اقتحام المدن والمعسكرات، ولا ادل على ذلك من مواقف السفراء ودولهم ومجلس الامن على سقوط عمران، وقبله تهجير سكان دماج ، وتفجير منزل الشيخ الأحمر في خمر ، الذي صور ما حدث على انه صراع بين جماعات مسلحة، والتشديد على التزام المؤسسة العسكرية الحياد، حتى حين اقتحم معسكر اللواء 113 في عمران وتصفية قائده العميد القشيبي والتمثيل بجثته، ونهب كل الأسلحة والتوجه بها الى صعدة، قبل ان تسقط العاصمة صنعاء تحت اياديهم في وقت لاحق بعدها، والعالم كان يتفرج.
6
عقب سقوط صنعاء وتوقيع اتفاق السلم والشراكة تحت قوة السلاح الحوثي، كان المخلوع صالح بدأ فعليا في تجهيز نفسه للعب دور المخلص، ولهذا الدور كان قد ارسل نجله الى الرياض لعقد صفقة ناجزة، يعرض خلالها خدماته، وخدمات قوات الحرس الجمهوري كحليف للمملكة، مقابل اسقاط اسمه من قائمة العقوبات الدولية، ودعم تولي نجله السلطة عقب طرد الحوثيين من العاصمة صنعاء، والتخلص من هادي وطي طفحته، لكن تلك الخطة لم تنجح بسبب افلات هادي من محتجزيه، ونجاته من محاولة اغتياله في الهجوم الذي استهدفه في عدن، وتمكنه من مغادرة عدن بالتزامن مع وصول قوات الحوثي والمخلوع الى عدن.
7
الطريق الى الرياض بالنسبة للحوثي لم يعد سالكا، خصوصا مع تلقي الجانب السعودي معلومات عن الدور الكبير الذي لعبه صالح في دفع الحوثيين لاجراء مناورة على الحدود السعودية، وتسليمه الوية الصواريخ للحوثيين، وتورطه في التواصل مع الإيرانيين بشكل مباشر.
للمرة الأولى في تاريخ العلاقات اليمنية السعودية باتت طهران اقرب الى صنعاء، وفي حين كانت رحلات الخطوط الجوية السعودية قد توقفت عن الذهاب الى صنعاء، كانت الخطوط الإيرانية تعلن تدشين خط ملاحي جديد الى صنعاء وصعدة بمعدل خمسة عشر رحلة أسبوعيا، ولم ينتبه العالم لمعنى ذلك المعدل المرتفع من الرحلات الأسبوعية المباشرة من طهران الى صعده وصنعاء، وكونه مؤشرا على خطر محدق، ومؤشر على حركة نقل كثيفة للسلاح والخبراء وزرعه بالقرب من البوابة الجنوبية للشقيقة الكبرى، ولعل ذلك يكشف عن سر الاستخدام المكثف للصواريخ الحرارية الإيرانية في مختلف جبهات القتال، وتدريب الالاف من مقاتلي الحوثي على أسلوب حرب العصابات، لزعزعة الاستقرار في المناطق الحدودية، التي كانت المواجهات تدور فيها لاسباب تتعلق بحشد المقاتلين، وتصوير ما يحدث في البلاد على انه جزء من معركة السيادة، التي تم اهدارها من قبل المليشيا منذ حربها الأولى مع الدولة منتصف عام 2004.
بالتزامن مع تلك الاحداث كانت هناك نشوة كبرى قد تمكنت من المسئولين الإيرانيين الذين اكتشفوا فجأة انهم صاروا في صنعاء التي لم يكونوا يحلموا يوما ان يصلوا اليها، لم يخسر الإيرانيون شيئا مقابل تمكنهم من السيطرة على العاصمة العربية الرابعة، مقارنة بالمليارات التي تم صرفها على حزب الله في بيروت، او دمشق وبغداد، ناهيك عن المقاتلين الذين فقدوهم هناك..
8
في الحادي والعشرين من شهر مارس وقبل خمسة أيام من بدء عمليات التحالف، كان صالح يلتقي حشدا من أنصاره في صنعاء القادمين من محافظة تعز، ولم يستطع الرجل إخفاء سعادته المفرطة، وهو يعلن انتهاء زمن هادي، ويحدد ملامح المرحلة المقبلة، ويضع لهادي خطة الهروب، باختصار شديد كان ينصب نفسه من جديد، ويعيد ضبط المصنع وينهي وضع الطيران، ويعود بقوة لينهي سنوات التواري والمواربة، ويكشف عن سلسلة مكائده، ويتحدث بتعالي واصفا شجاعته وصموده..
9
غير بعيد عن ذلك كانت شاصات الحوثي تسير جنبا الى جنب مع مدرعات ودبابات الحرس الجمهوري، باتجاه الطريق الى عدن، بعد ان تم تأمين الطريق وإعلان سيطرة اللجان الشعبية على محافظات ذمار وإب وتعز والحديدة، وكانت عدن هي الوجهة القادمة لاحكام السيطرة والخطوة النهائية قبل الإعلان عن طي زمن هادي، والعودة لعهد عفاش، كانت عدن التي وصلها هادي مطمئنة لوجود حامية في العند وقوات المنطقة العسكرية الرابعة، وكان محافظها حينها عبدالعزيز بن حبتور يشن خطابات نارية يهاجم فيها مليشيا الحوثي وصالح، ويقول ان سقوط عدن تحت سيطرة الحوثيين يعني سقوط اليمن في قبضة ايران، وكان قبيل عاصفة الحزم يقول ان على الاشقاء التدخل لإنقاذ اليمن من سيطرة الحوثيين، كان ذلك هو الظاهر لكن ما تلى ذلك من أحداث كشف عن دور مغاير كان يقوم به حبتور في الخفاء يتعلق بالاعداد للتخلص من الرئيس هادي، وهو ما كشف عنه هادي شخصيا في وقت لاحق حين اتهم بن حبتور بالتنسيق مع صالح والحوثيين، وأشار هادي الى تورط بن حبتور في استهداف الموكب الوهمي الذي خرج من المعاشيق قبيل مغادرة هادي الى السعودية عن طريق عمان، بعد ان ابلغه هادي بموعد خروجه.
بن حبتور صورة مصغرة من رجالات دولة هادي الذين استعان بهم، وغالبيتهم كانوا في الأصل من رجال المخلوع المقربين، ويدينوا بالولاء الشخصي له، اليوم بن حبتور يرأس حكومة الانقلاب في صنعاء، التي أصدرت حكما ياعدام هادي، بينما بن حبتور الذي ورد اسمه في عريضة الاتهام الأساسية اصبح رئيسا للحكومة ويتحدث عن العدوان، ناسيا مقابلته التي بثتها قناة العربية في 23 مارس 2015 يطالب فيها السعودية بالتدخل لإنقاذ اليمن من الوقوع في براثن طهران.
10
الجميع يتذكر الرجل الاصلع القصير الذي لم يكن يفارق هادي نهائيا، منذ ان تم تعيينه سكرتيرا صحفيا له منذ توليه مهام نائب رئيس الجمهورية وفضل هادي الاحتفاظ به بعد اختياره لرئاسة الجمهورية في فبراير 2012، يحيى العراسي الذي حاول أن يلعب نفس الدور الذي كان يلعبه عبده بورجي في عهد صالح، الا أنه فشل في ذلك، بعد مغادرة هادي الى عدن ظهر الرجل اكثر من مرة الى جوار صالح، في لقاءاته المتلفزة، ليوجه من خلاله عدة رسائل ان جميع تحركات وتصرفات هادي كانت مرصودة، وان كل البيئة التي أحاطت بهادي كانت تتنفس برئة المخلوع صالح.
11
حين غادر هادي اليمن باتجاه مسقط، خرج تحت جنح الليل، خائفا من كل من كانوا حوله، ولا يثق حتى في اقرب المقربين اليه، كان معزولا محاصرا، خذله الجيش الذي فشل في اعاه هيكلته، وخذله المسئولين في دولته الذين كانوا أيضا لا يثقون به، كما كان لا يثق فيهم، وصل الى مسقط بدون ملابسه واستعار ملابس من التشريفات العمانية، قبل ان ينتقل للرياض ليصلها مرتديا قميصا عمانيا، لتدخل البلاد بعدها مرحلة جديدة، كانت المحاولة الأخيرة لإنقاذ اليمن، ودول الإقليم التي كانت نيران اليمن ستنتقل اليها حال تمكنت المليشيا من احكام قبضتها التي كانت على وشط الحدوث.
12
بعد قصف الطيران الخاضع لسيطرة المليشيا في صنعاء لقصر المعاشيق، تبادر لأذهان اليمنيين براميل البارود والمجازر التي كان نظام بشار الأسد ربيب طهران يلقيها على معارضيه في المدن السورية، التي احالها الى قطعة من الجحيم، بالتزامن مع تلك الحادثة كان الحوثيون وحليفهم صالح يبعثون برسائل تهديد لقبائل مأرب، وتدعوهم لرفع مطارحهم وتم الإشارة الى ان صبر المليشيا لن يطول، وانها ستستخدم الطيران ان استدعت الحاجة لذلك في ضرب أبناء مأرب.
13
عشية 26 مارس كان السفير السعودي في واشنطن حينها عادل الجبير الذي تم تعيينه لاحقا وزيرا للخارجية، يعلن عن بدء بلاده وتسع دول أخرى بينها خمس دول خليجية عمليات عسكرية في اليمن تحت مسمى عاصفة الحزم، هدفها استعادة الشرعية في اليمن، ومواجهة التهديدات الحوثية الإيرانية للمملكة، في الوقت ذاته كانت طائرات التحالف قد بدأت في قصف كافة المطارات العسكرية ومخازن الأسلحة، وخلال ساعات قليلة تم تحييد الطيران الحربي الخاضع لسيطرة المليشيا وتدميره كليا، لتبدا بذلك حرب طويلة الاجل، ومثلما لم يعرف احد بداية تلك العمليات، لا يبدو ان أحدا يعرف نهايتها بعد.
قال مدير مكتب الصحة بعدن عبد الناصر الولي إنه تم الحصول على كمية من الجرع الطبية والمحاليل اللازمة لتفادي توقف عمليات الغسيل الكلوي في مستشفيات المدينة.
وأكد الولي أن هناك مساعيَ حكوميةً ومن قبل المنظمات الإغاثية لإسعاف مراكز الغسيل في عدن، مشيراً الى أن هناك عجزا كبيرا في الحصول على المحاليل الطبية الخاصة بمرضى الفشل، نتيجة عدم تجاوب المؤسسة الاقتصادية بصنعاء في تزويد المستشفيات بالمستلزمات الطبية.
وأوضح أن عدد مرضى الغسيل في المحافظة يتجاوز أربعَمائة وسبعين حالة.
وأعلن مركز الغسيل الكلوي في مشفى الجمهورية الرئيسي بالعاصمة المؤقتة عدن، يوم أمس نفاد المحاليل الطبية اللازمة لعمليات الغسيل الكلوي، مما يهدد حياة أكثر من 400 مصاب بمرض الفشل الكلوي.
إودعا عشرات المرضى المصابون بالفشل الكلوي للخروج في وقفة احتجاجية أمام قصر المعاشيق لمطالبة الحكومة الشرعية بتزويد مركز الغسيل الكلوي بالمحاليل الطبية، لمنع إيقاف خدمات مركز الغسيل الكلوي، والذي يقدم خدماته لمئات المرضى.
أفاد مصدر عسكري بمقتل تسعة من عناصر مليشيا الحوثي والمخلوع في مواجهات مع الجيش الوطني بمديرية الصلو في ريف تعز.
وقال مصدر في قيادة اللواء خمسة وثلاثين لقناة بلقيس، إن المليشيا شنت هجوما عنيفا على مواقع الجيش في قرية الصيرتين، أسفر عنه مقتل القيادي الحوثي محمود الحسيني.
وأكد المصدر أن الهجوم الذي أسفر عن إصابة اثنين من أفراد الجيش الوطني، يأتي بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية للمليشيا إلى مواقعها في مديرية الصلو.
كما قالت مصادر محلية إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أفشلت هجوما كبيرا للمليشيا في الجبهة الشرقية.
وبحسب المصادر فإن مواجهاتٍ عنيفةً اندلعت في محيط معسكر التشريفات، أثناء محاولة المليشيا التسلل الى مواقع الجيش الوطني.
وأضافت المصادر أن سلسلة من الانفجارات هزت المدينة، إثر قصف شنته المليشيا على الأحياء الشرقية.
إلى ذلك اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني ومليشيا الحوثي والمخلوع في منطقة الضباب غرب مدينة تعز.
وقال مصدر في اللواء السابع عشر مشاه لقناة بلقيس، إن المواجهات اندلعت في المنطقة بعد إفشال الجيش محاولة تسلل للمليشيا نحو مواقع الجيش الوطني في تبتي المقبابة والكامل ومنطقة الصياحي.
وأضاف المصدر أن قوات الجيش أفشلت التسلل، وخاضت مواجهات عنيفة مع المليشيا المتمركزة في حذران وتبة موكنة والروض والبحابح في الرُبيعي.
من جانبه.. قال قائد في الجيش الوطني، إن التحالف العربي دمر ثمانين في المائة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي كانت تمتلكها المليشيا في تعز.
وقال القائد العسكري في الجبهة الشمالية للمدينة العقيد عبد الباسط البحر، إن قوات التحالف قصفت مواقع استراتيجية للمليشيا في معسكر الدفاع بالحوبان بعد معارك ليلية شهدتها المنطقة.
ستة أعوام مضت على مجزرة جمعة الكرامة، التي وقعت ظهر الثامن عشر من مارس ألفين وأحد عشر بساحة التغيير في العاصمة صنعاء، وسالت فيها دماء أكرم اليمنيين على مذبح الطغيان والظلم ونهج احتكار السلطة وتوريثها وتأبيدها.
استشهد في مذبحة جمعة الكرامة أكثرُ من خمسين ثائراً وأصيب أكثر من مائتين وخمسين آخرين معظمهم من الشباب.
ومنذ ذلك التاريخ وهذه القضية العادلة تتعرض للتغييب وتكاد تطوى في ملفات العدالة الغائبة، خصوصاً بعد أن قرر القتلة أنفسهم في واحد عشرين سبتمبر ألفين وأربعة عشر وضع أيديهم على الدولة مجدداً لتدخل بعدها البلاد في حرب أهلية مدمرة حصدت الآلاف من اليمنيين.
دخلت مشاهد القنص للثوار في ساحة التغيير ذاكرةَ أمةٍ بكاملها. فعند الجدار الذي أقيم جنوب ساحة التغيير أقيم مذبحُ الحرية الذي غير مجرى التاريخ اليمني المعاصر.
كمنَ العشراتُ من قناصي النظام المخلوع في المنازل المحيطة بساحة التغيير، منذ فجر الثامن عشر من مارس ألفين وأحد عشر وعقب صلاة الجمعة مباشرة بدأ هؤلاء القتلة المأجورون مهمتهم. انهالت الرصاصُ من كل حدب وصوب، واستهدفت بشكل أساس شهود الحرية والتغيير من الصحفيين والإعلاميين وموثقي الحدث.
النتيجة كانت كارثيةً تماماً أكثر من خمسين شهيداً ومئات الجرحى، هي حصيلةُ المجزرة التي صبغت ذلك اليوم باللون الأحمر القاني، ومنحته اسماً جديداً هو جمعة الكرامة.
لقد كانت كرامة اليمنيين تستحق هذه التضحيات، لكنها لا تتحمل هذا الجمود القاتل في قضية لن تمحى أبداً وجريمة لن تسقط بالتقادم.
دفع الثوار في ذلك اليوم ثمناً باهضاً للإمساك بالقتلة، الذين فروا ولم يبق سوى تسعة عشر قاتلاً مأجوراً، أودعوا السجن لكن نظام صالح القمعي أمر بإطلاق سراحهم.
إجراءات ذلك اليوم السياسية والقضائية والأمنية كانت تشير إلى الذي دبر جريمة القتل وأمر بها.. إنه المخلوع صالح وأبناؤه ومساعدوه في الجهازين الأمني والعسكري.
أقيل النائب العام وأعلنت حالة الطوارئ وأقيلت الحكومة. كانت محاولة مدروسة للالتفاف على الجريمة ودفنها، لكن الإجراء الحقيقي الذي كان يتعين فعله لم يتم، التحقيق والعدالة.
وحدها منظمة هيومن رايتس ووتش أنجزت تقريراً يتمتع بالمصداقية حيال جريمة قتلت على مذبح القضاء اليمني ففي الثاني عشر من فبراير أفين وثلاثة عشر بعد سنتين من وقوع المذبحة.
حينها حذرت ليتا تايلر، كاتبة التقرير من أنه "إذا لم يفتح اليمن تحقيقا عادلا، ويحاكم أولئك المسؤولين عن هذا الهجوم المميت، فإنه يخاطر بترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب في قلب الانتفاضة اليمنية" وقد كان.
المنظمة ذاتها لفتت في تقريرها أنه بعد تأجيلات عدة، بدأت في سبتمبر ألفين وثلاثة عشر محاكمة جنائية تستند إلى تحقيقات معيبة.
فالمحكمة أدرجت ثلاثة وأربعين من أصل ثمانية وسبعين متهماً بصفة هاربين من العدالة. وتضمنت قائمة الهاربين اثنين من أبناء مُحافظ موال لصالح كما جاء في تقرير المنظمة الأمريكية.
علقت المحاكمة في نوفمبر من العام ألفين وثلاثة عشر أي بعد شهرين من بدئها، بعدما رفع محامو الضحايا دعوى بطلب ضم مسؤولين حكوميين سابقين وحاليين إلى قائمة الاتهام، بما في ذلك المخلوع صالح وأقاربه.
لكن قانون الحصانة الذي استبق بدء المحاكمة بنحو عام، كان قد صُمم ليفرغ هذه المحاكمة من مضمونها ويعطل أهدافها ومقاصدها، بعد أن وضع القتلة فوق المساءلة وفوق العقاب.
يدفع اليمنيون هذا الثمن الباهظ لأنهم سمحوا للقتلة بالإفلات من العقاب، ومنحوهم المزيد من الفرص لمواصلة جرائمهم التي نراها اليوم في شكل هذه الحرب الأهلية المدمرة وهي تهدر الكرامة الشخصية والوطنية معاً.
الدخان الأسود الذي تصاعد في سماء الدائري بصنعاء، كان ينذر بمجزرة غير مسبوقة في سجل نظام صالح الملطخ بالدم والرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين.
كان يشير إلى أنه يوم غير كل الأيام التي جرت منذ بداية العام 2011م، وبدأت الأخبار تترى ظهيرة يوم الجمعة 18 مارس من ذات العام، بإطلاق النيران على المتظاهرين.
دقائق فقط، وتبينت المجزرة، إذ غطت بقعة الدم مساحة واسعة من شارع الدائري أمام المستشفى الطبي الأيراني، وأظهرت القنوات الفضائية لاحقا مناظر مروعة.
نحو 50 شهيدا، حصدتهم رصاصات النظام وأكثر من مائتين جريح، دفعت المستشفى الميداني لتوجيه نداء استغاثة بسبب عدم قدرته على استقبال المزيد من الجرحى.
شباب الثورة، بدورهم حملوا صالح ونجله الأكبر المسؤولية عن دماء الشهداء ومايرتب له من اعتداءات قادمة، وسط دعوات حقوقية لمجلس الأمن بعقد جلسة طارئة.
وكما هو متوقع، توافد المئات إلى ساحة التغيير وإلى مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا من أجل التبرع بالدم، فيما توالت حملة الاستقالات من دكة نظام صالح.
شعر النظام بالخطورة، وحاصرته الدماء، وبيانات الادانة والاستنكار للمجزرة، فلجأ إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد. لكنه لم ينج من تبعات المجزرة، وإن ظل طليقا حتى الآن.
حدثت تطورات كثيرة فيما بعد من بينها استمرار صالح ونظامه في ارتكاب المزيد من المجازر، وإن أصبح الآن مخلوعا ومتحالفا مع مليشيا شاركته المجازر، وما هو أكبر من ذلك: الانقلاب على الدولة ومحاولة إيحياء نظام الإمامة البائد.
ويوم أمس، ارتكب التحالف الانقلابي مجزرة جديدة في مأرب. وجاءت متزامنة مع الذكرى السادسة لمجزرة الكرامة.
وربما ان الشيء الأهم الذي أكدته المجزرة الجديدة بأن العدالة لازالت غائبة عن الكرامة، وان القاتل لا زال طليقا، يراكم جرائمه وثاراته مع التاريخ رغم مرور ستة أعوام على المجزرة.
أكد مجلس شباب الثورة السلمية أنه رغم مرور ستة أعوام على ذكرى جمعة الكرامة، إلا أنها لا تزال حاضرة بقوة في ذاكرة ووجدان الشعب اليمني.
وقال في بيان بمناسبة الذكرى السادسة للمجزرة أنها شاهدا على وحشية التسلط وتردي الأنظمة القمعية والفاشلة وعدم تورعها عن ارتكاب كل جرم في سبيل التمسك بالسلطة والتسلط.
وأضاف ان "مجلس شباب الثورة اليوم كما هو الأمس وغدا، يؤكد على حق شهداء جمعة الكرامة علينا جميعا في أن نحافظ على الإيمان بالثورة حتى ننتصر لها، وتحقق أحلام أولئك الشباب الذي أسقطوا القناع عن الجريمة المتجسدة في شخص المخلوع صالح، وذلك حينما تصدوا بصدورهم العارية وأصواتهم العالية لعنجهية الرصاص والنار ليبدأ من
حيث صعدت أرواحهم، سقوط ذلك النظام القمعي والفاسد".
وأشار البيان إلى انه الشباب، شهداء وثوارا، استطاعوا بوعيهم المتجاوز، خط مسار جديد للحياة بدأ بالهتافات ولن ينتهي أبدا حتى تحقيق الأمنيات والخلاص من رواسب الماضي ومخلفاته و أدواته.
بحث المبعوث الأممي الى اليمن إسماعيل ولد أحمد مع وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل تطورات الأوضاع في اليمن.
وقالت الخارجية الألمانية في تغريدة لها على تويتر إن ولد الشيخ التقى غابريل في العاصمة برلين وناقش معه ملف الازمة في اليمن.
وأكدت الخارجية الألمانية إنها تؤيد جهود ولد الشيخ لحل النزاع في اليمن.
ويأتي ذلك في إطار تحركات ولد الشيخ المكثفة في عدد من الدول بهدف حشد الدعم من اجل التوصل الى حل سياسي للأزمة.
وألمانيا هي خامس محطات ولد الشيخ في جولته الجديدة التي استهلها بالكويت ثم السعودية، وصولا إلى بريطانيا التي شارك فيها باجتماعات اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالأزمة اليمنية.
ولم يخرج اجتماع الرباعية بأي نتائج معلنة، وبعد يوم من الاجتماع الذي عقد الاثنين الماضي، ظهر وزراء خارجية أمريكا والسعودية والإمارات في واشنطن.
ولا يعرف ماهي الوجهة الجديدة لولد الشيخ، لكن مصدر مقرب منه قال للأناضول إنه سيتجه إلى نيويورك "إذا لم يستجد أي طارئ".
وتتزامن التحركات المكثفة لولد الشيخ، مع اقتراب عمليات "التحالف العربي" بقيادة السعودية ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في اليمن من إتمام عامها الثاني في 26 مارس الجاري.
دعت منظمات أممية المجتمعَ الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة الى اليمن لتفادي وقوع مجاعة، نتيجة انعدام الأمن الغذائي في البلاد.
جاءت هذه الدعوة في بيان مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي.
وقال البيان إن انعدام الأمن الغذائي الحاد أصبح يهدد أكثر من سبعة عشر مليون شخص في اليمن نتيجة الصراعات هناك.
وأوضح البيان أن اليمن يواجه حاليا أحد أسوأ أزمات الجوع في العالم، حيث يواجه أكثر من ثلثي سكانه خطر الجوع ويحتاجون بشكل عاجل إلى مساعدات لإنقاذ أرواحهم والحفاظ على سبل معيشتهم.
وشدد على أنه ما لم يتم تقديم دعم إنساني إضافي ودعم لسبل العيش فسوف تواجه محافظتا تعز والحديدة حيث يقطن ربع سكان اليمن تقريبا خطر الانزلاق إلى المجاعة.
وأضاف أن محافظتي تعز والحديدة المعروفتين بكونهما من المحافظات المنتجة للغذاء في اليمن سجلت بعد أن تركز فيهما العنف خلال السنتين الماضيتين أعلى معدلات سوء التغذية الحاد في اليمن.
وناشد جميع الأطراف المعنية في اليمن إلى سهيل مهمة المنظمات الإنسانية لمساعدة المدنيين المنكوبين.