في ظل الأحداث التي يشهدها اليمن، تبرز الكثير من صور الموت والدمار، ولكن ما زال هناك مكاناً مميزاً للسعادة والأمل أيضاَ، من خلال الصور الفوتوغرافية التي التقطتها شابة يمنية بحثاُ عن السلام بعيداً عن الحرب.
ولم تكتشف ثناء فاروق الحياة النابضة بشوارع صنعاء، حتى أنهت دراستها في تخصص العلاقات الدولية والتصوير الفوتوغرافي بجامعة أمريكية في بوسطن، لتحمل المصورة اليمنية الشابة عدستها في أرجاء اليمن.
شوارع اليمن النابضة بالحياة
وتركز فاروق من خلال مشروعها "Everyday Yemen" على الحياة النابضة في الشارع اليمني، وتسعى إلى التقاط تفاصيل لا يلاحظها المواطن في اليمن"، وفقاً لما عبرت عنه خلال مقابلة مع CNN بالعربية.
وتقول فاروق: "أهدف إلى الصدق، وحببت أظهر اليمن بعيداً عن السلبية في السياسة والصحف"، مضيفة: "نحن أهل اليمن نصنع السلام ولا نصنع الحرب، ولم توجد بيننا حروب أهلية أو عرقية أو دينية."
وتضيف فاروق بأنها سعت إلى التخلص من الصور النمطية، المرتبطة بأهل اليمن، مثل لباس المرأة ونمط الحياة اليمني وغيرها من الأمور
اليمن في ظل الأزمة
وتوضح فاروق ان الحرب لم تمنع وجود حياة في أي مكان، وأن التاريخ يثبت بأن من عاشوا في ظل الحربين العالمية الأولى والثانية كانوا يدخلون إلى المكتبات العامة المحطمة بهدف القراءة، مضيفة أن الحياة توجد في أي مكان يتمكن فيه الناس من ممارسة تفاصيل حياتهم البسيطة.
وتلفت فاروق إلى أنها تشاهد الاطفال يلعبون والرجال يشربون الشاي، خلال تجوالها في الشوارع في فترة الصباح الباكر تحت القصف، موضحة أن "اليمنيين يعيشون على حس الدعابة، ويعرفون كيفية تحويل البشاعة إلى شيء جميل يتأقلمون معه."
وتقول فاروق إن "شوارع اليمن كانت تعج بالناس سابقاً، ولكن الآن الغالبية هاجرت أو نزحت،" مضيفة أن "أصوات الناس في المطاعم وضجة الشارع كانت واضحة قبلاً، فيما الآن لا يوجد كهرباء ووقود،" ولافتة إلى أن "اليمنيين يشعرون بالعزلة وخصوصاً مع احتمالية انقطاع الإنترنت."
التحديات
ورغم أن التصوير الفوتوغرافي لا يعتبر مهنة مألوفة لشابة في اليمن، تقول فاروق إنها لا يمكن أن تصل إلى جميع الأماكن بعدستها، بل إلى "المناطق الأكثر انفتاحاً"، فيما تضطر في بعض الحالات إلى استخدام كاميرا هاتفها، وخصوصاً أن الكاميرا الإحترافية قد تدعو البعض إلى الشعور بالريبة والشك.
وتؤكد فاروق أنه من خلال عدم تركيزها على الأمور السلبية أصبحت أقرب إلى الناس، وباتت تشكل جزءاً من حياتهم وعالمهم.