.ولد الفتيح في عدن عام 1948م، وعاش وتلقى تعليمه الأولي فيها، ثم تدرج في تعليمه إلى أن نال دبلوم الدراسات العليا من أكاديمية الفنون دوسيلدروف في ألمانيا الاتحادية، وحصل منها على الدكتوراه في تاريخ الفن، وهناك أسهم في تأسيس تجمع الفنانين العرب في ألمانيا وأوروبا، وأصبح أول رئيس له، ويعد من أهم المؤسسين للمركز الوطني للفنون في صنعاء، وهو أول مدير له في العام 1992م.
شكل عالماً من الجمال والدهشة بريشته وألونه الزيتية، واشتغل في النحت الصلصال والأفلام التجريبية والتشكيلية والمتحركة والمسرح وأعمال رسم بالحبر الصيني والطباعة حفراً على الحرير والزنك والحجر والرخام أيضاً، وشارك في أكثر من ستين معرضاً فنياً محلياً ودولياً وحصل على وسام الدولة للفنون والآداب من الدرجة الأولى عام 1989م.
استلهم في أعماله التاريخ وأبجديات الحضارة اليمنية، وأعاد صياغة الواقع، وعبر به وعنه بشكل فني لافت، وقد وصفه مهيوب الكمالي بأنه «لا يقف عند موضوع البيئة بمفرداتها التقليدية بل يستلهم ثقافة المحيط واستيعاب روح الموروث للمنطقة واليمن وتكريس ملامح شخوصه ذات السمة الأفريقية المنتمية إلى أجواء البحر وأساطيره مركزاً على دقة الخطوط الخارجية ودقة الأجساد ورهافتها معتنيا بالتفاصيل الدقيقة (الثياب والإشارات المحلية، والحيوانات والطيور والأسماك وأجزاء البيت اليمني ذي الطبيعة المعمارية الخاصة».
وقد حاول الفتيح طيلة مسيرته الفنية إقناع الجهات المعنية في الدولة إنشاء معاهد فنية تسهم في إعادة خلق التوازن في المجتمع الذي يهيمن فيه تيار متشدد يسعى إلى اغتيال كل جميل لكنها لم تصغ إلى محاولاته برغم الوعود التي كانت تمنحه إياها.
وعانى الفتيح، كغيره من الفنانين والقامات الأدبية في اليمن، من الإهمال والتهميش طيلة حياته التي قضاها منهمكاً في مرسمه مجسّداً الحياة والواقع والهوية اليمنية في لوحاته وفنه وخالقاً للجمال والحب والسلام.
ومن أهم أعماله منحوتة القوة والسلام «أمام مطار صنعاء»، وجدارية «حصار السبعين»، وتصميم لطوابع بريدية وميداليات وعملات تذكارية ونقوش لهوامش وغلاف أول مصحف للقرآن يطبع في اليمن، بالإضافة إلى مئات اللوحات الفنية التي تخلّده وتخلّد الهوية وأجزاء من التاريخ المحلي ووقائعه المصيرية.