تشكلت لجنة المناقشة برئاسة الدكتور الطيب محمود عبدالقادر، والبرفسور الشيخ جمعة سهل - مناقشا خارجيا، والدكتور يوسف صابون محمد دهب - مناقشا داخليا.
وهدفت الأطروحة التي أشرف عليها البرفسور مبارك إبراهيم التجاني إلى إبراز مكانة الإمام البغوي – رحمه الله – الذي عاش في القرن الخامس الهجري كمفسر ومحدث وفقيه ولغوي.
وتطرقت إلى عصر الإمام البغوي – رحمه الله – من الناحية السياسية، والتي كان نشاطا فيه، وكذلك الناحية الدينية والثقافية، فقد كان الإمام من أبرز علماء عصره، نشراً للعلم تأليفاً وتعليماً، على منهج صحيح.
وسلك الباحث الناحية العلمية التحليلية، وذلك بتتبع اختيارات الإمام البغوي – رحمه الله - في حدود نطاق الأجزاء المقررة في الأطروحة.
وتوصلت الأطروحة إلى أن البغوي كان جامعاً للعلوم الشرعية بمختلف فروعها وفنونها، فمن خلال الدراسة لسيرته، رأيناه عالماً، مفسراً، محدثاً، فقيهاً، أصولياً، لغوياً، جامعاً للقراءات، وهو ما ينبغي أن يكون عليه طالب العلم، مطلعاً على العلوم الإسلامية مع تميزه في فن من الفنون.
واستطاع الباحث الذي يتحدث اللغة الروسية، والتترية من حصر أكبر عدد من شيوخ الإمام البغوي الذين تتلمذ عليهم، وكذلك عرض جمع غفير من تلاميذه رغم قلة المراجع العربية، كون البغوي يعود نسبه إلى إحدى الجمهوريات الإسلامية.
ويعد تفسير البغوي موسوعة متكاملة، لاشتماله على التفسير والحديث والقراءات والسيرة واللغة والفقه، وغيرها من العلوم الشرعية؛ فهو يعتبر من التفاسير المأثورة.
وتوصلت الدراسة إلى ضرورة تكثيف الدراسات والأطروحات العلمية لمثل هذه التفاسير المباركة، ونشر علومها واستخراج فوائدها.
ودعا الباحث في توصياته إلى تحقيق الكتاب تحقيقاً علمياً، وتخريج أحاديثه، بما يتناسب ومكانته العلمية التي اتضحت لنا من خلال الدراسة.
كما أوصى إلى اعتماد تفسير معالم التنزيل ضمن مناهج التعليم الدراسية؛ نظراً لأسلوبه السهل والواضح، الذي يصلح لجميع المستويات العلمية المختلفة.
الجدير بالذكر أن الباحث عاش فترة طويلة من عمره في روسيا الاتحادية، ورأس المركز الإسلامي في جمهورية تترستان لعدة سنوات، وهو ما دفع الباحث إلى التنقيب وإظهار العلماء المسلمين القدماء هناك.