تداول ناشطون صورا ظهر بعض أبناء مدينة عدن، جنوب اليمن، وهم يقومون بعرض أثاث فندق "كريسنت"، أقدم فنادق المدينة، للبيع على أرصفة الحراج.. هناك وسط مديرية التواهي، مما دفع ناشطين لمناشدة الجهات المختصة والسلطات المحلية إنقاذ القطع الأثرية.
يعتبر "كريسنت" أوّل فندق شيّد على مستوى الجزيرة والخليج العربي، إذ أنشىء عام 1930، ويسمّى اليوم بـ"الفندق الملكي".
في الغرفة رقم 121 في الدور الثاني منه، أقامت ملكة الإمبراطورية البريطانية "إليزابيث"، حين كانت لا تغيب عنها الشمس، شهر العسل مع زوجها، وأصبح هذا الجناح يحمل اسمها حتى اليوم.
ويتكوّن الفندق من مبنيين: الأول بني عام 1928 كمقرّ إقامة وتجارة لرجل الأعمال، عبد الكريم بازرعة، الذي باعه بعد ذلك للتاجر الفرنسي، أنتوني بس، وبعد بضع سنوات تم بناء الملحق الثاني للفندق.
أما ما يتعلق بالجناح الملكي، فقد تم تجهيز جناح خاصّ من الفندق وإحضار أثاث خاص من سرير ملكي وكرسي مذهّب مصنوع من الخشب وعليه قطعة قماش وبيانو وبقية محتوياته، بما في ذلك صور الملكة المعلّقة على جدار غرفة النوم.
ومع إقامة الملكة، التي استمرّت أكثر من 60 يوماً، جلبت معها جهاز اتّصال، هو أوّل جهاز يدخل إلى مدينة عدن، وكانت تستخدمه في اتصالاتها.
ولا يستبعد أن تكون قد نهبت جميع هذه القطع التاريخية التي كانت موجودة داخل الفندق، ومن بينها جهاز راديو كانت الملكة تتابع من خلاله أخبار بلادها وكلّ مستعمراتها في الشرق والغرب خلال تلك الحقبة.
لم يكن حلم الملكة إليزابيث في أثناء قضائها شهر العسل، في عدن، إلا أن تستيقظ على دقات ساعة "بيغ بن"، فعملت على تحقيقه على أرض الواقع، إذ أمرت بإنشاء برج ساعة "بيغ بن" على جبل التواهي، فكانت تستيقظ كل صباح على تلك الدقات، التي تضفي عليها الشعور بأنّها في عاصمتها، لندن.
وتعدّ ساعة "بيغ بن"، التي بنيت عام 1890، أنموذجاً بريطانيّاً مصغّراً عن ساعة "بيغ بن" الشهيرة في العاصمة البريطانية، لندن، ولا يوجد لها مثيل سوى في عاصمة جنوب أفريقيا، جوهانسبرغ، فقط.