بعد انتهاء المعركة في عدن جنوب اليمن تبيّن أنّ الحوثيين قد أطلقوا على وجه الملكة فكتوريا وسط حديقة مدينة التواهي الكبرى. التمثال الذي يبلغ وزنه طنين ونصف الطن، نصفه مصنوع من النحاس، ونصفه من سبائك برونزية.
"بريطانيا، التي احتلّت جنوب اليمن من العام 1839 حتّى 1967، وشيّدت عدداً من المعالم الشبيهة بمعالم بريطانية، منها ساعة "بيغ بن"، وتمثال للملكة فكتوريا، لم تفعل ما فعله الحوثيون بتاريخ بلادهم وتراثها" يقول أحد أساتذة التاريخ في جامعة عدن ف
التمثال عاد مرّة أخرى العام 2002 إلى حديقة التواهي بعد غياب 35 عاماً. عاد تحديداً عندما احتفلت بريطانيا باليوبيل الذهبي لجلوس الملكة إليزابيث الثانية على العرش، وتعبيراً عن أجواء تحسّن في العلاقات اليمنية ـ البريطانية. قبلها كان يمنيون غاضبون انتزعوا التمثال بعد نيل الاستقلال العام 1967.
السفيرة البريطانية حينها حرصت على القول إنّ حكومة بلادها اعتذرت علناً عمّا ارتكب باسمها خلال الاستعمار البريطاني: "نحن كبريطانيين ليس بمقدورنا أن نفخر بكل ما حدث باسم الاستعمار البريطاني".
هنا تخطر على بال العدنيين زيارة الملكة إليزابيث الثانية إلى عدن برفقة زوجها الأمير فيليب في 27 أبريل/ نيسان 1954 ضمن جولتها الملكية لدول الكومنولث، في شهر عسلها.
هكذا يعتبر العدنيون أنّ ملكة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس تركت عاصمة الضباب والجمال وكلّ البلدان التي تستعمرها، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، لتمضي هذا الشهر المميّز في حياتها بمدينتهم، داخل فندق كريسنت بـ ”الجناح الملكي” في الغرفة رقم 121، وتحديداً في الطبقة الثانية. فندق بُنِيَ وأُعدّ ليليق بالملكة وزوجها.
كان أوّل فندق على مستوى الجزيرة والخليج العربي، خلّفه البريطانيون بعد رحيلهم من عدن إلى جانب ستّ كنائس كاثوليكية وبروتستانتية، ومقابر شاهدة على تاريخ عظيم، مثل مقبرة الفرس ومقبرة النصارى، حيث دُفِنَ قتلى الجنود البريطانيين... وتمثال الملكة فكتوريا الذي شوّهته الحرب الأخيرة.