لجأ نشطاء اعلاميون يمنيون بعد انسداد الأفق السياسي في بلادهم الى مواجهة آلة الحرب بإطلاق مبادرات اعلامية واجتماعية نوعية شكلت في الآونة الأخيرة ردود فعل واسعة في مجال نشر ثقافة التعايش وضرورة تحقيق التوافق الوطني وحل النزاعات سلميا.
وبظل القصص المتعددة لتلك المبادرات التي يطلقها النشطاء الاعلاميون الذين يعملون من أجل ايقاف الحرب في بلادهم تأتي مبادرة مشروع "نشر ثقافة السلام وتمكين التحول السياسي في اليمن" في مقدمة تلك المبادرات نظرا لمهنية تلك المبادرة القائمة على القواعد العلمية في مجال تنفيذ الحملات الاعلامية، فحاليا يقوم نشطاء اعلاميون وباحثون في استطلاع الجمهور اليمني في اربع محافظات يمنية رئيسية كعينة احصائية لتعميم نتائجها على الجمهور اليمني لمعرفة قضايا النزاع والاسباب الحقيقية لاستمرار الصراع في اليمن من وجهة نظر الجمهور ومن ثم تكثيف العمل الاعلامي المهني حول تلك القضايا بما يحقق التوافق حولها.
وبحسب رئيس المركز الإعلامي للتنمية المستدامة محمد الحيدري، فإن الحملة الاعلامية تسعى إلى خلق مناخات ملائمة لتحقيق التحول السياسي في اليمن وينفذها المركز كمشروع مدني بالتعاون مع منظمة ايركس الدولية.
وترتكز قوة مبادرة المشروع على منهجيتها العلمية فهي تقوم على ايجاد قاعدة معلومات حقيقية حول قضايا النزاع المدمرة في اليمن من وجهة نظر الجمهور ومن ثم اعداد مواد اعلامية تدريبية ملائمة لواقع الأزمة في اليمن يتم اكسابها لنخبه من الصحفيين الذين سيتم اختيارهم بعناية من المؤسسات الاعلامية اليمنية وتمكينهم من مهارات احترافية في التدخلات الاعلامية في قضايا النزاع الرئيسية في البلاد كقضية الصراع على السلطة والصراع على الثروة والاسهام بتقريب وجهات النظر السياسية حولها.
وبحسب الحيدري فإن اطلاق مثل هذه المبادرات جاء من رحم واقع الصراع المعقد الذي يعيشه اليمن والذي خلف مأساة انسانية تعد وفقا للأمم المتحدة واحده من اسوأ كوارث العالم.
ووفقا لتقديرات المنظمات الدولية فقد سقط في الحرب اليمنية الحالية ما يقرب من (30) ألف قتيل وعشرات الالاف من الجرحى وبات أكثر من ثلثي اليمنيين يعانون من الجوع المدقع ناهيك عن تدمر البنية التحتية بشكل شبه كامل وتوقف التعليم وانقطاع ابسط الخدمات الاساسية.