ويتابع الإعلام مستجدات حياة العائلة السورية التي نزحت من محافظة إدلب، إثر إصابة الأب، وبتر ساقيه وفقده البصر وجزءاً من السمع. وبعد نقل مجريات لقاء الناصر وطفلتيه مع الرئيس الأسبوع الماضي، ووعده لهم بالمساعدة، علم "العربي الجديد" تفاصيل ما تمخض عن اللقاء الذي تم في منطقة هاتاي مع رئيس بلدية الريحانية على الحدود التركية السورية، وحصول الأسرة على الميزات الجديدة.
ويقول مأمون الناصر في حديث إلى "العربي الجديد": "هاتفني أمس الأول رئيس بلدية الريحانية لزيارته في مكتبه، وكان عنده قائم مقام هاتاي، ليزفا لي نبأ منح الرئيس رجب طيب أردوغان، لي ولمرافقي (أخي علي)، الجنسية التركية ومنزلاً جديداً وفرشاً وراتباً شهرياً، وسيتم استلامها بمجرد الانتهاء من مراسم التجنيس بعد ثلاثة أشهر".
وأضاف "فوجئت باليوم التالي، بزيارة القائم مقام ورئيس البلدية لمنزلي المستأجر (500 ليرة تركية شهرياً) ليقدموا لنا أثاثاً كاملاً للمنزل الحالي، ومنحوني مبلغاً من المال لتسديد جزء من ديوني البالغة 7 آلاف دولار، تراكمت جراء العلاج ومصاريف الأسرة، والتي وعدوا أيضاً بتسديدها كاملة".
وبدت البهجة على الناصر وهو يتحدث عن أن السيدة أمينة أردوغان، منعت زوجته من العمل المضني الذي كانت تمارسه بمجال الزراعة بأجر يومي 25 ليرة "نحو 6 دولارات"، لإعالة أسرتها، بعد عجز زوجها، وتم تخصيص راتب ليغنيهم عن طلب المساعدة من الآخرين.
وأوضح أن طفلته دموع، صاحبة صيحة "خذوا عيني ليراني أبي ورجليّ ليمشي" رافقته أيضاً خلال زيارته لرئيس البلدية، وشكرتهم والرئيس على ما قدموه، على عكس سلوكها خلال زيارة القصر الرئاسي الأسبوع الماضي، حين أصابتها الرهبة والخجل وقلما تكلمت.
بدورها، قالت الطفلة دموع "توجهت برسالة شكر للرئيس وزوجته لأنهما منحانا بيتاً وجنسية"، وأبدت الارتياح والسرور لتلبية الرئيس لندائها وتقديم المساعدة، لكنها ووالدها أكدا "لن ننسى وطننا سورية، رغم أن الظروف القاسية وحرب بشار الأسد على الثورة، أبعدتنا عن أهلنا".
وأضافت "أنا أتعلم بمدرسة "أجيال السلام" التركية، وسأتابع دراستي لأصبح طبيبة عيون وأعالج بابا".
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد لبّى استغاثة الطفلة السورية دموع مأمون الناصر، التي وجهت دعوة "أريد لقاء عمو أردوغان" الشهر الماضي لتقديم المساعدة لأسرتها، والتقى بها قبل أيام، مع أختها وأبيها المصاب، في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وتبادل الرئيس التركي وزوجته الحديث مع الجريح السوري، وقدما الهدايا والألعاب لطفلتيه، قبل أن يوعز أمس بتجنيس الأسرة وتأمين دخل ثابت لها.