وأضاف قالن: "كنا على اتصال مع كافة الأطراف، قطر والسعودية والإمارات والكويت، وكانت لنا جهود مكثفة لتخفيف التوتر، وكان لأردوغان نحو 20 مكالمة هاتفية مع زعماء العالم والمنطقة".
ووصف الأزمة الراهنة بأنها "عبارة عن (خلاف بين) صديقين وأخوين وحليفين، عندما يختلفان يكون الحل عبر محاولات إزالة الأسباب، وهو ما تقوله تركيا منذ البداية".
وأوضح أن "أردوغان أشار إلى أن السعودية لها دور مهم في تجاوز هذه الأزمة، لأنها أكبر وأقوى دولة في الخليج، وذلك عبر الحوار، نعلم أن الملك (سلمان بن عبدالعزيز) لا يدخر جهدا، ونأمل في الوصول إلى نتائج جيدة في الأيام القادمة. وكذلك جهود أمير الكويت (الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح) مهمة منذ اندلاع الأزمة، ونتيجة للجهود المبذولة نريد أن نرى حلا".
قالن، رأى أن الأزمة في الخليج "أحدث حلقة في سلسلة أزمات المنطقة، التي بدأت بالحرب في سوريا والعراق، وتشكيل جبهات".
وأضاف: "تشكُّل الجبهات المصطنعة نحن ضده، ويجب التنبه إليه، والميزانيات التي وضعت للتسلح يجب التفكير بها، وهي من العناصر التي تزيد من الاضطرابات".
ولفت إلى أنه في الوقت، الذي تحاول فيه المنطقة النهوض والتنفس، نجد من يحاول أن يعود بها للهاوية، مشيرا إلى أن "المنطقة غنية ولها مصادر كبيرة وعند الاستثمار في هذه الميادين يجب أن نرى إلى أين نصل".
وحذر متحدث الرئاسة التركية من التضليل الإعلامي الغربي، ومحاولة دمج اسم الإسلام بالعمليات الإرهابية، "وهو ليس مصادفة، بل مقصود، واليوم نجد أن المسلمين بحد ذاتهم متأثرون من هذا".
واستشهد بتجاهل وسائل الإعلام الغربية لهجوم الأسبوع الماضي، بمنطقة باتمان (جنوب شرق تركيا) "الذي قتل فيه تنظيم بي كا كا الإرهابي مُعلمة موسيقى"، متسائلا: "كم وسيلة إعلام غربية تناولت قصة المُعلمة؟".
وأشار إلى واقعة أخرى في أمريكا عندما قُتل ثلاثة أشخاص نتيجة عملية تحرش بمحطة قطار (حاولوا الدفاع عن مسلمة محجبة)، وقال المذنب إنه عمل ذلك لحرية أمريكا، ولم يصف المسؤولون الأمريكيون الواقعة بـ"الإرهاب"، بل بأنها عملية "كراهية".
وفي ما يخص تنظيم الدولة ورؤية العالم للإرهاب، قال قالن: "عندما يكون الإرهاب متعلقا بمصالح الغرب، فإنه يتحول لمشكلة عالمية يجب حلها فورا، أما لو حصل العكس فإنه يعني حصول مسألة تخص الدولة، لو حصل في تركيا أو لبنان مثلا".
وشدد على ضرورة كشف تلك الازدواجية ومساءلتها، لأن أكثر ما يعاني من الإرهاب هو الإسلام.
وأشار إلى أن تنظيم الدولة نموذج، ورغم أن عشرات العلماء المسلمين رفضوا تصرفات التنظيم، ووضعوا الفتاوى إلا أنها لم تكن كافية، ورؤساء الدول كذلك كافحوا التنظيم ولم يكن كافيا.
وبين أن التنظيم "تسبب بالضرر المضاعف للمسلمين بقتلهم في العراق وسوريا وأعمالهم الإرهابية في تركيا، ورأينا تصاعد حدة الكراهية في الغرب ضد المسلمين، وبالتالي فإن المسلمين يتضررون بشكل مضاعف، وبالنهاية فإن تنظيم الدولة يستمر بشكل ما".
وتطرق إلى الملف السوري، خلال تصريحاته، بالقول إن بلاده "بذلت جهودا وتعاونت مع مختلف الأطراف الدولية لتحقيق مطالب الشعب، وإنسانيا استضافت تركيا اللاجئين، ورغم عدم اهتمام العالم بهم فقد فتحت تركيا لهم أبوابها عبر سياسة الأبواب المفتوحة، وليس الأبواب فقط بل القلوب أيضا".
وأكد استمرار محاولات أنقرة وقف الاشتباكات، عبر مسار أستانة والحل السياسي لاحقا، وهو أمر ليس سهلا، لأن النظام السوري يعمل دائما على خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ولكننا سنستمر بمحاولاتنا.
وفي الشأن العراقي، قال قالن، إنه يتعين "حماية الدولة التي تتعدد فيها الأعراق والمذاهب والأديان، لتكون نموذجا في المنطقة، وهي كانت مصدر العلم في التاريخ، وليعود ذلك لا نحتاج إلا إلى أن نعمل عقولنا، ونحن ندعم مكافحة تنظيم الدولة بشكل دائم".
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، قال المتحدث الرئاسي التركي: "طالما لم يكن هناك حل على مبدأ الدوليتن بشكل عادل، فإن هذه المسائل لن تحل ولن يحدث الاستقرار بالمنطقة".
وشدد على مواصلة بلاده الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، حتى تحقيق دولته المستقلة، وعودة القدس إلى هويتها الأصلية.