ويشير التقرير الذي نقلته الجزيرة إلى انتشار مليشيات ومجموعات مسلحة خارجة عن سيطرة الحكومة الشرعية، تتلقى تمويلا مباشرا ومساعدات من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
كما يشير إلى أن إحدى تلك المجموعات في تعز يقودها شخص يدعى أبو العباس وتموله الإمارات، وقد رفضت هذه المجموعة الانضواء إلى الجيش اليمني؛ بالإضافة لعدم خضوع قوات رسمية -كقوات النخبة الحضرمية وقوات الحزام الأمني التي ترعاها وتمولها الإمارات- لسلطة الحكومة الشرعية.
ويضيف التقرير أن الصراع في تعز عزز دور "أبو العباس" بدعم مباشر من الإمارات، وخلال صراعه مع الحوثيين سمح بانتشار عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية داخل تعز، لتعزيز قواته وتقييد النفوذ السياسي والعسكري لحزب الإصلاح.
وأكد التقرير -الذي تتكتم الدول الأعضاء في مجلس الأمن على تفاصيله منذ تسلمه مطلع الشهر الجاري- ما قالته من قبل إحدى وكالات الأنباء ووسائل إعلامية ومنظمات حقوقية كهيومن رايتس ووتش، من أن دولة الإمارات تدير مباشرة وعبر وكلاء محليين -للهروب من المساءلة- سجونا في منشآت مدنية ببعض محافظات جنوب اليمن.
ويشير التقرير السري إلى أن سلطة الحكومة الشرعية ضعيفة أو غائبة في أجزاء كثيرة من البلد، خاصة بعد تشكيل مجلس سياسي بالجنوب ينافس السلطات الشرعية، منبها في الوقت نفسه إلى أن إخراج قطر من التحالف العربي أثر على تمويل التنمية في البلاد وتقديم المساعدات الإنسانية فيها.
التقرير:الخبراء يحققون بتحويلات أموال محتملة لنجل صالح، خالد بقيمة 20.9 مليون دولار من خلال شركة ريدان الاستثمارية ومقرها الإمارات. #اليمن
— رائد فقيه (@Raed_Fakih) ٢٠ أغسطس، ٢٠١٧
ويشدد التقرير على أن جميع الأطراف في الأزمة اليمنية تنتهك القانون الدولي الإنساني، في غياب تدابير كافية للمساءلة. وقد عبّر فريق الخبراء -الذي أعد التقرير- عن قلقه من اختباء أعضاء التحالف العربي بقيادة السعودية عمدا وراءه، لتجنيب نفسها المسؤولية عن الانتهاكات التي ترتكبها قواتها أثناء الغارات الجوية.
ويشير التقرير نفسه إلى أن حملة التحالف العربي لها تأثير عملي أو تكتيكي ضئيل على الأرض، وأن الحكومة الشرعية لا تسيطر على تعز، وأن أبو العباس -الذي له علاقات وطيدة مع هاني بن بريك- سمح خلال صراعه مع الحوثيين بالحد من نفوذ حزب الإصلاح بانتشار عناصر تنظيم القاعدة داخل المدينة بوصفهم عاملا يضاعف من فعالية قواته.
وذكر التقرير أن فريق الخبراء يعمل على التحقيق في الأموال المحتملة التي يمكن أن يكون خالد علي عبد الله صالح وأخواه صلاح وصخر تلقياها لصالح الأفراد المدرجة أسماؤهم في القائمة من التحويلات البالغة قيمتها 20.9 مليون دولار أميركي، من خلال شركة ريدان الاستثمارية بالإمارات.
ووثق فريق الخبراء اعتراض شاحنة لوحتها مسجلة في دبي ورقمها (دبي 13933) في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عند حاجز قرب مأرب، وتبين أنها تحمل مكونات تكفي لتصنيع ثلاثين طائرة مسيرة من نوع "كاشف 1". ويعمل الفريق حاليا على اقتفاء أثر طلبات الحصول على تلك العناصر التي لها علامات لتحديد هوية الشركة المصنعة وسلسلة التوريد.
ولفت التقرير السري إلى أن التحالف العربي فرض حظرا بحكم الأمر الواقع على دخول الصحفيين وبعض المنظمات غير الحكومية إلى اليمن، مؤكدا في الوقت نفسه زيادة خطورة الحوثيين في استهداف الملاحة الدولية وخاصة في البحر الأحمر، وهو ما يعزز إمكانية استهداف سفن تجارية بالخطأ.