لم ينتظر عيدروس الزبيدي ومعه وزير الدولة المقال أيضا هاني بن بريك وبعض محافظي الجنوب وقياداته السياسية كثيرا حتى ذهبوا مباشرةً لدعوة الشارع الى الخروج والتظاهر لرفض قرارات هادي، وبعد أسبوع من تاريخ إقالتهم تم الإعلان في الرابع من مايو الماضي عن ما أسمي بـ "إعلان عدن التاريخي" خلال تظاهرات لأنصار الحراك في ساحات العروض بعدن دعمتها وغطتها إعلاميا قنوات إماراتية.
تضمن الإعلان تفويضا لعيدروس الزبيدي بتشكيل كيان جديد يدافع عن قضية الجنوبيين ويمثلهم في الحوارات والمحافل الدولية بحسب الإعلان.
وبعد أسبوع فقط وتحديدا في 11 مايو 2017، ظهر عيدروس الزبيدي عبر قنوات إماراتية معلنا ما يسمى بالمجلس الانتقالي برئاسته ونيابة وزير الدولة المقال هاني بن بريك وعضوية ستة وعشرين آخرين.
كان من بين الأشخاص المؤيدين للمجلس أيضا عدد من محافظي المحافظات الجنوبية "سقطرى وشبوة وحضرموت" ومسؤولين آخرين في السلطة الشرعية لهادي.
هذه الخطوة الخطيرة دفعت بالرئيس هادي والحكومة الى الرد على هذا الإجراء بالرفض القاطع، ودعت الشخصيات المذكورة في ذلك الإعلان، ومن يقف وراءها، إلى اتخاذ موقف واضح.
لم يستجب المحافظون لتلك الدعوة، وهو الأمر الذي اضطر الرئيس هادي إلى إقالتهم دفعة واحدة واستبدالهم بمحافظين جدد في 29يونيو الماضي.
بعد أيام من إعلان عدن التاريخي انتقل رئيس المجلس عيدروس الزبيدي ونائبه بن بريك الى الرياض واستغرقت زيارتهما قرابة أسبوعين، لم يعرف عنها أي تفاصيل، وبعد ذلك انتقلا الى أبو ضبي التي يتحدث البعض عن أهداف رغبتها بالتمكن من السيطرة على الجغرافيا في الجنوب من خلال تشكيل كيانات موازية للحكومة وسعيها إلى خلط الأوراق على الرئيس هادي كما حاولت من قبل باستخدام رئيس الحكومة الأسبق خالد بحاح.
انفجرت الأزمة وأخذت في التصاعد يوما بعد آخر وظهرت الى السطح اتهامات بين الحكومة وعيدروس الزبيدي وهاني بن بريك ومسؤولين إماراتيين أيضا.
عاد رئيس الوزراء احمد بن دغر من الرياض الى عدن في السادس والعشرين من مايو الفائت، ومعه محافظ عدن الجديد عبد العزيز المفلحي وقاما بافتتاح المحطة الكهربائية الممولة من دولة قطر.
ولا يزال محافظ عدن في المدينة يزاول عمله إلى جانب فريق الحكومة من الوزراء والمسؤولين، بحذر شديد ومخاوف من توتر الوضع، نتيجة مساعي الإمارات لأن تصبح السلطة الأولى في الجنوب بعيدا عن الرئيس هادي.
وفي مطلع شهر يوليو الحالي عاد عيدروس الزبيدي من أبو ظبي الى عدن، وأطلق ما يسمى بالمجلس الانتقالي دعوات للتظاهر في ما أسموه بمليونيه سبعة يونيو، خرج خلالها المئات رافعين شعارات تطالب باستقلال الجنوب.
قبل ذلك كان رئيس الحكومة بن دغر قد خاطب أطراف المجلس الجنوبي والشارع، قائلا: "حافظوا على عبدربه أو أبشروا بعبد الملك (الحوثي).
يقول بعض أعضاء المجلس الانتقالي بأن إعلان عدن التاريخي لا يعني الانفصال، بقدر ما يريد الجنوبيون تمثيل أنفسهم من خلاله.