وأوضح بورغا لبرنامج لقاء خاص الذي بثته قناة بلقيس مساء اليوم الإثنين بأن التحالف العربي دمر اليمن ولا يختلف دوره عما تفعله إيران في البلاد.
وأشار بورغا إلى أن التحالف العربي جعل اليمن على هامش الكارثة الإنسانية ولم يتمكن من الدخول إلى تعز وتحريرها. وقال إن الحل العسكري فشل ولم يتبق سوى عودة الأطراف اليمنية إلى المفاوضات وإيجاد حل للأزمة بنفسها.
ولفت بورغا إلى أن اليمنيين يموتون في بيوتهم من الفقر، ولا يتأثر الغرب من هجرتهم بقدر ما يخاف من أزمة سوريا.
وأكد الباحث الفرنسي بأن الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح هو من أدخل السم الطائفي الى المجتمع اليمني عام 2006، موضحاً بأن الطائفية وسيلة في يد المهيمنين أكثر من يد المعارضة، وأنه عندما تواجه ديكتاتورا لابد من الوحدة ولابد من تجاوز الخلافات الطائفية.
ودعا الباحث الفرنسي اليمنيين إلى العودة إلى المفاوضات دون أي وصايا خارجية سواء فرنسية أو أمريكية أو سعودية أو إيرانية، خصوصاً أن اليمن هو البلد القديم في المنقطة الذي لعب دورا مثاليا خلال الفترات الماضية.
" نص الحوار"
س - إذا بدأنا بتجربتكم في اليمن، سبع سنوات قضيتها في اليمن كان لها تأثير كبير جدا، استطعتم من خلالها توثيق أهم المراحل التي عاش فيها اليمنيون، هل بإمكانكم أن تضعنا في ملخص لهذه الفترة؟
ج- شكرا لهذه الدعوة القيمة في قناة بلقيس، زرت اليمن للمرة الأولى سنة 90 وعدت عدة مرات ثم استقريت في مدينة صنعاء بقاع اليهود في بيت عثماني قديم في سنة 97 وقضيت ست سنوات حتى 2003 وكنت مدير المعهد الفرنسي للدراسات اليمنية تحت إشراف مؤسسات يمنية.
كنا ندعو الباحثين الفرنسيين للتعاون مع زملائهم اليمنيين في كل من علم الآثار والترميم، و أتذكر أن فريقا يمنيا فرنسيا رمم السقف الخشبي لمسجد الاسنف في خولان الذي حصل على جائزة أخقان بعد ان تمت عملية الترميم ، وكنا نقوم بدراسات في مجال العلوم الاجتماعية وتطورات المجتمع اليمني الحديث
من يريد أن يفهم المجتمع اليمني الحالي لابد من أن يعود للتاريخ، مثلا أنا جمعت مع عدد من الزملاء اليمنيين والفرنسين كتابا ضخما من الصور تحت عنوان اليمن نحو الجمهورية.
فكان عندي احتمال في هذه الفترة من التاريخ حركة الاحرار، أتذكر الزبيري وأحمد محمد نعمان كانوا يمثلون هذه الفترة الجميلة من التاريخ، والتي صار فيها اليمنيون في مرحلة تجاوز القطيعة الطائفية نحو الجمهورية. تقريبا هذه تجربتي وبعد أن غادرت اليمن برا عدت إلى منزلي عبر السعودية والأردن وعدت إلى اليمن عدة مرات آخرها كان قبل انقلاب الحوثيين على الدولة في 2014
كنا ندعو الباحثين الفرنسيين للتعاون مع زملائهم اليمنيين في كل من علم الآثار والترميم، و أتذكر أن فريقا يمنيا فرنسيا رمم السقف الخشبي لمسجد الاسنف في خولان الذي حصل على جائزة أخقان بعد ان تمت عملية الترميم ، وكنا نقوم بدراسات في مجال العلوم الاجتماعية وتطورات المجتمع اليمني الحديث
من يريد أن يفهم المجتمع اليمني الحالي لابد من أن يعود للتاريخ، مثلا أنا جمعت مع عدد من الزملاء اليمنيين والفرنسين كتابا ضخما من الصور تحت عنوان اليمن نحو الجمهورية.
فكان عندي احتمال في هذه الفترة من التاريخ حركة الاحرار، أتذكر الزبيري وأحمد محمد نعمان كانوا يمثلون هذه الفترة الجميلة من التاريخ، والتي صار فيها اليمنيون في مرحلة تجاوز القطيعة الطائفية نحو الجمهورية. تقريبا هذه تجربتي وبعد أن غادرت اليمن برا عدت إلى منزلي عبر السعودية والأردن وعدت إلى اليمن عدة مرات آخرها كان قبل انقلاب الحوثيين على الدولة في 2014
س - من خلال ملاحظاتك كباحث، ما الذي جعل اليمنيين يفقدون الجمهورية وكيف استطاعت جماعة الحوثي السيطرة على البلد بهذا الشكل وماهي العوامل التي أدت إلى ما حدث في اليمن؟
ج - نحن نتفق على أن الأزمة اليمنية ليست بسيطة، العوامل الرئيسية للأزمة تغيرت، فالوضع في 2014 يختلف عن الوضع الحالي في 2018 لما بدأت الأزمة الأمور كانت واضحة إلى حد ما، عملية إعادة نظام إعادة مؤسسات بعد سقوط نظام صالح وكانت العملية تسير ببطء، ولكنها كانت تسير، ولكن تدخل الحوثيون عسكريا أفشل هذه العملية، ففي البداية سلبية دور الحوثيين كان واضحا جدا جدا ثم التدخل السعودي الإماراتي جعل الأمور تختلف إلى حد ما، بعض المحللين يقولون إن علاج الأزمة أسوأ من المرض الأساسي
س - دعنا نتحدث أولا عن هل بالإمكان لحركة تنتمي للماضي أن تسيطر على الجمهورية ومستقبل البلد أم أن هذه عوامل أزمة أعمق وأشمل من أن تكون تعبيرا عن حالة واستجابة لرغبة محلية ؟
ج - لا أعتقد أن اليمن تعيش فترة تناقض فترة انتقالية من دروس فترة الربيع العربي، إن سنتين لا تكفي، وانتصار في الانتخابات لا يكفي لإعادة البنية السياسية في بلد معين، لابد من صعوبات، والدليل على هذا أسوأ من اليمن الاستقرار المصري حاليا.
أنا كمحلل أجنبي متفائل إلى حد كبير بما يخص قدرة الشعب اليمني في بناء موسسات فاعلة، أولا أنا أستبعد البعد الطائفي عن الأزمة، أتذكر لما بدأت قضية الحوثيين في 2004 لم يكونوا طائفيين ولم يكونوا يريدون العودة إلى الإمامة، والذي أدخل السم الطائفي هو علي عبد الله صالح، الحوثيون كانوا في البداية يريدون نفوذا أكبر وإمكانيات اقتصادية، ورد علي صالح وقتها بلهجة طائفية قال لهم أنتم شيعة أنتم زيود. أنتم عملاء إيران، وهذا لم يكن صحيح مئة في المئة.
أنا كمحلل أجنبي متفائل إلى حد كبير بما يخص قدرة الشعب اليمني في بناء موسسات فاعلة، أولا أنا أستبعد البعد الطائفي عن الأزمة، أتذكر لما بدأت قضية الحوثيين في 2004 لم يكونوا طائفيين ولم يكونوا يريدون العودة إلى الإمامة، والذي أدخل السم الطائفي هو علي عبد الله صالح، الحوثيون كانوا في البداية يريدون نفوذا أكبر وإمكانيات اقتصادية، ورد علي صالح وقتها بلهجة طائفية قال لهم أنتم شيعة أنتم زيود. أنتم عملاء إيران، وهذا لم يكن صحيح مئة في المئة.
س - علي صالح استخدم الحوثيين كورقة وقتها لكن لا يمكن أن ننكر اليوم دور إيران في المشهد والوثيقة التي أصدرها الحوثيون عام 2012 والتي تقول إنهم احق بالسلطة والولاية وإنهم سادة القوم كيف بالإمكان أن نقول إن هذا كان جزءا من مشروع كان تحت الأنقاض، وربما لم يتم القضاء عليه في ثورة سبتمبر، واحتاج الحوثيون لخمسين عاما ليعودوا بشكل أقوى، أيضا الموقف الغربي غير المفهوم من الحركة الحوثية والتمرد على الدولة كيف بالإمكان أن نفهم عندما تعلن جماعة الحوثي الانقلاب أن تنسحب جميع السفارات وإلى الان لم تتعامل معاها كحركة إرهابية؟
ج شيئا فشيئا انا في البداية لم أكن انظر لجماعة الحوثي كحركة طائفية، لكن مثلما قلت تغيرت الأمور أنا كتبت في بداية الأزمة لما بدأ الحوثيين الاقتراب من صنعاء، السعودية كانت تساعدهم لماذا؟ السعودية كانت تساعد الأنظمة الاستبدادية لا يريدون انفتاح سياسي، لم يكونوا يريدون من حزب الإصلاح أن يصل إلى السلطة، وجدنا في البداية ان السعودية قد ساعدت الحوثيين ثم غيروا سياستهم، لما أسلوب الحوثي يقترب من الأسلوب الطائفي، لكن لا أعتقد أن الطائفية أنها من جذور الأزمة حاليا
تستطيعون العودة إلى طاولة المفاوضات على شرط أن مطالب التحالف تنزل قليلا فلن يقبل الحوثيون أن يعودوا الى صعدة وان يرجعوا جميع الأسلحة
تستطيعون العودة إلى طاولة المفاوضات على شرط أن مطالب التحالف تنزل قليلا فلن يقبل الحوثيون أن يعودوا الى صعدة وان يرجعوا جميع الأسلحة
س - إذا عدنا إلى جذور الأزمة، عندما تتحدث عن جميع الأطراف في فهم الحركة الحوثية ،الحوثي قدم نفسه كحركة جاءت لتصحيح الأوضاع، ثم في لحظة فارقة انقض على البلد، واستطاع أن يخلق وضعا مغايرا، هل نستطيع أن نقول إن العالم الغربي إلى الآن لم يجد تحديدا واقعيا لماهية الحركة الحوثية، أم أن الازمة اليمنية دخلت في تلابيب أزمة أكبر، الأزمة بين السعودية وإيران وامتداداتهما الدولية؟
ج - ربما نتفق على فكرة بسيطة أن الغرب لا يفهم الأزمة اليمنية بعمق لكن نعيد فكرة أن هذه الأزمة صعبة وليست بسيطة حيث لا يوجد معسكر ضد معسكر اخر.
موقف الغرب حاليا الغرب كفرنسا وبريطانيا وأمريكا عندهم مصالح تجارية يبيعون الأسلحة للإمارات والسعودية، ثم إن الغربيين ليس لديهم فهم سياسي واضح من المصالح من المعسكرين، عادة المحلل الغربي يسأل أين هو الإرهابي الإسلامي أين هو العلماني ؟ وهذا الإطار لا ينطبق على اليمن فلا أستطيع ان أقول إن المعركة بين الإسلامي السياسي والعلمانيين، فما عندهم فهم أن الإسلام السياسي في اليمن موجود في الهامش المتشدد في داعش والقاعدة، موجود في حزب الإصلاح، موجود لدى الحوثيين إلى حد ما، فهذه النقطة مهمة أن الغرب لا تجد صورة بسيطة من المصالح الآيديولوجية
موقف الغرب حاليا الغرب كفرنسا وبريطانيا وأمريكا عندهم مصالح تجارية يبيعون الأسلحة للإمارات والسعودية، ثم إن الغربيين ليس لديهم فهم سياسي واضح من المصالح من المعسكرين، عادة المحلل الغربي يسأل أين هو الإرهابي الإسلامي أين هو العلماني ؟ وهذا الإطار لا ينطبق على اليمن فلا أستطيع ان أقول إن المعركة بين الإسلامي السياسي والعلمانيين، فما عندهم فهم أن الإسلام السياسي في اليمن موجود في الهامش المتشدد في داعش والقاعدة، موجود في حزب الإصلاح، موجود لدى الحوثيين إلى حد ما، فهذه النقطة مهمة أن الغرب لا تجد صورة بسيطة من المصالح الآيديولوجية
س - ربما المشكلة أن المجتمعات العربية هي متدينة بطبعها، وبالتالي السياسة هي جزء من حياتها كالتدين؟
ج - إشكالية الغرب إنها تعاني من شيطنة التيارات الإسلامية بشكل عام
س - لكن الأمر أدى إلى شيطنة الشعوب العربية بشكل عام؟
ج - مع الأسف مع الأسف، لكن العامل الثالث عند خطاب التحالف وربما خطاب جزء من المجتمع اليمني أن إيران هي السبب الرئيسي في الأزمة اليمنية نتيجة تدخل مباشر لها، وأنا لست أوافق هذا مئة بالمئة لكني أدين الدور الإيراني في سوريا لأنهم تدخلوا في الأزمة بشكل مباشر وواضح لكن في اليمن تدخل إيران جاء بعد 2014 بعد انقلابهم على الدولة.
س - الحديث عن الدور الإيراني سابق، هناك بدر الدين الحوثي وحسين الحوثي والآلاف من عناصر الجامعة ذهبوا إلى إيران لتلقي الدراسة؟
ج - صحيح لكن هذا الأمر على صعيد فكري، أتذكر أن العلماء من إيران كانوا يأتون إلى اليمن ويدرسون المنهج الزيدي، لكن هذا على الصعيد الفكري، لكن التدخل على الصعيد العسكري المالي والسياسي جاء بعد 2014، ورغم هذا الولايات المتحدة وإلى حد ما حلفاء الولايات المتحدة ينظرون أن حرب اليمن حرب على ايران وهذا يغذي عمق سوء فهم الأزمة اليمنية.
س - فيما يخص الأزمة هل بإمكان بلد ملكي كالسعودية أن يساعد في استعادة بلد جمهوري كاليمن ؟
ج - هذا تناقض واضح ..تناقض واضح
س - إذا ذهبنا أيضا إلى التباين الكبير في أهداف التحالف في اليمن، هناك من يرى أن دور التحالف لا يقل سوءا عن دور ايران في اليمن، الإمارات استطاعت أن تبني مليشيات خاصة بها وتحتل جزرا رغم معارضة الحكومة الشرعية اليمنية، ما المتاح أمام اليمنيين في ظل استمرار هذه الأزمة بشكل كبير جدا وخروج الحلفاء عمّا أعلنوه؟
ج - أمامهم التخلص من كل التدخلات الأجنبية، لا سعودي ولا فرنسي ولا قطري دون أي تأثير للعودة إلى طاولات المفاوضات قد تكون هذه المرحلة الأولى من حل الأزمة.
أنا اعتقد ان الشعب اليمني من خلال تجربتي قادر على تجاوز الطائفية، المجتمع اليمني كان نموذج للتخلص من الطائفية في المنطقة، أنا عندي أصدقاء من الجانبين، أنا لا أعتقد أن كل الحوثيين ناس طائفيين، أعرف منهم مستعدين لتجاوز هذه الأزمة .
س - ربما كان هذا الحديث قبل الاستيلاء على الدولة، لكن اليوم تغيرت طريقة تفكيرهم يردون حصة أكبر من الكعكة، يريدون فرض واقع مختلف، في الجانب الآخر لا توجد إرادة موحدة، هناك تشظٍ واضح وكبير في الحكومة الشرعية، وهناك تبعية للسعودية و للإمارات، مثلما هناك تبعية لدى الحوثيين لإيران، ألا ترى أن هذه الحلول بعيدة المنال في ظل هذه الظروف؟
ج - أرجو أن تخطئ في تشائمك، أنا أكثر تفاؤلا في المستقبل القريب، لكن ما وصفته أنت مع الأسف هو الواقع.
س - الآن هل بإمكان اليمنيين البحث عن مخرج آخر؟ من بإمكانه أن يدعم هذا المخرج ؟
ج - لا يوجد حل عسكري، منذ ثلاث سنوات رأينا أن التحالف دمر البلد وجعل اليمن على هامش الكارثة الإنسانية ولم يدخلوا إلى تعز ففشل الحل العسكري واضح ولم يبق إلا عودة الأطراف إلى المفاوضات
س - المفاوضات تتطلب اعتراف الأطراف بوجود مشكلة، كيف يمكن أن تذهب هذه الأطراف للاعتراف بوجود مشكلة ؟
ج - حتى الآن كانت المفاوضات مرفوضة من الجانب الحوثي نظرا لوجود مطالب عالية من التحالف، أرى ان المفاوضات ستنجح على أساس تقديم تنازلات من الأطراف اليمنية دون تدخل دول التحالف
س - في ظل وجود السلاح، يغيب العقل يغيب المنطق يغيب الحوار؟
ج - أنت متشائم كثيرا
س - أنا أقول ما يشعر به اليمنيون خلال أربع سنوات أن هناك حالة إحباط كبيرة لدى اليمنيين نتمنى ان يكون هناك تفاؤل قليل من الذي تحتمله لكن انت ترى الأمور من منظور مختلف كمراقب ومهتم وربما ان هناك زوايا لا نلتفت لها نحن؟
ج - كما قلت أن هناك من بين الحوثيين ناس غير طائفيين
س - لكن الخطاب المتصاعد الآن منهم هو خطاب العنف المتشدد؟
ج - إلى حد ما ..الحوار الذي نشر في جريدة لوفيغارو قبل ثلاثة أسابيع لم يكن متشددا بقدر ما تقول إن كل المشهد الحوثي طائفي حاليا أنا لست مع الحوثي ولست مع أي طرف في البلد ولكن لابد من إعداد أرضية للمفاوضات في البلد وأعتقد أنه لابد باعتراف من وجود للحوثي في الشمال لوجود مفاوضات حقيقية.
س - إذا ما ذهبنا إلى ما يتعلق بملف حقوق الإنسان..هناك عشرات الآلاف من المعتقلين، سواء في سجون مليشيا الحوثي، أو في سكون مليشيا تابعة لدول في التحالف، تقاسم هذه الورقة، كيف يمكن الحديث عنها؟ عن وضع حقوق الإنسان في ظل وضع استمرار الحرب واستمرار الانتهاكات؟
ج - مع الأسف إن اهتمام الغرب حاليا بما يخص حقوق الإنسان ضعيف جدا، بالأمس شاركت في برامج حول الذكرى الخامسة لمجزرة ميدان رابعة؟ من الذي تدخل في المشهد الغربي والعربي ولا الحكام ولا المجتمعات المدنية، حاليا تعاني اليمن من هذا الموقف السيء من المشهد الغربي
س - طيب ماذا عن المنظمات الحقوقية ؟
ج - تتقدم تتقدم..مثلا أنا شاركت في مبادرة نائب البرلمان بدأوا يطلبون لجنة تحقيق برلمانية حول قضية بيع الأسلحة للسعودية والإمارات، ويتقدم هذا الملف وهذا شيء بسيط، ولكن قبل ستة أشهر لم يكن هناك ولا صوت واحد في البرلمان الفرنسي، ونائب من الأغلبية لرئيس مكرون بادر بإدانة سياسة بيع الأسلحة ، وشفت الفضيحة الأخيرة لقصف الأطفال جذب قناة غربية سي ان ان وأعتقد أن الاهتمام الدولي للجانب الإنساني للأزمة بدا بالظهور لكنه لا يكفي.
س - الأموال التي تدفع كرشاوى لشراء أسلحة من قبل السعودية والإمارات تساهم إلى حد كبير في إسكات الأصوات يعني؟
ج - مع الأسف لماذا يفرق رئيسنا العزيز مكرون بين اردوغان والسيسي ويدين اردوغان، ويقول إنه دكتاتور ويقول إنه لا يريد أن يعطي دروس لعبد الفتاح السيسي، مع الأسف الفرق وكمية المصالح التجارية لا شك في ذلك مع الأسف
س - فيما يتعلق بمثل هذه التصريحات لاحظنا أن الأزمات في الوطن العربي أسفرت عن أزمات إنسانية كبيرة، عن آلاف النازحين اللاجئين، اليوم الغرب يشارك في تدمير الكثير من المناطق العربية، ومع ذلك يمنع وصول النازحيين واللاجئين الى أوروبا كيف يمكن أن نفهم هذه الازدواجية في المعايير ؟
ج - تبقى خصوصية الأزمة اليمنية أن اليمنيين يموتون في بيوتهم من الفقر ولا يتأثر الغرب من هجرتهم بقدر ما يخافون من أزمة سوريا، وهذا مع الأسف من خصوصية الأزمة الأمنية، ليس هناك اهتمام بقضية اللاجئين ... رغم أن اللاجئين اليمنيين في فرنسا وأوروبا قليلون جدا جدا
س - مركز اليمن كيف تحول من نعمة لها إلى نقمة عليها ؟
ج - اهتمام الأوروبيين خاصة، ليس هناك علاقات تاريخية استعمارية، ربما جنوب اليمن مع بريطانيا فقط ، ولكن لا توجد علاقات جاءت نتيجة فترة الاستعمار كما في سوريا والجزائر وشمال افريقيا واهتمام الفرنسيين باليمن قليل جدا جدا، وهذا جزء من التحليل حاليا لعدم اهتمام الراي العام بالوضع في البلد اليمني.
س - إذا ما عدنا إلى محاولة تطييف الصراع في اليمن، تحدثت أنت أن المجتمع اليمني لم يكن مهيئا للصراع الطائفي، ولكن اليوم هناك من يرفع أن الصراع طائفي بين السنة والشيعة، الروافض والنواصب، شعارات ليست في مصلحة اليمنيين ولا في مصلحة ايجاد حل سياسي، لصالح من يصب هذا الخطاب؟
ج - عندما تبدأ أزمة في أي مكان بالعالم يفتح باب للمصالح الخارجية، وأي دولة في المشهد العالمي تنظر إلى اليمن وتقول ماذا أستطيع أن أكسب من هذه الأزمة، وكل دولة تشرح الأزمة من منظور معين طائفي او استراتيجي، أول ما تضيف العلاقة الوطنية بين مواطني اليمن، كل مواطن يمني يمسك انتماء غير الانتماء الوطني، فاليمني يصبح سني أو شيعي او قبيلي أو جنوبي، فكل مناسابات بديل للانتماء الوطني تعود وتلعب دور، أما فيما يخص استراتيجية الفاعلين الاقليميين السعوديين والإماراتيين، الكل يختلف، عادة الناس ينظرون للدبلوماسية السعودية أنها دبلوماسية دينية، الأمر ليس كذلك مثلما ذكرتم ، السعودي لما يقوم في الصباح لا يبحث إمكانية إنشاء مؤسسات دينية أو تصدير الوهابية، ينظر للمستقبل هل سأستمر في العرش يوم أو أسبوع أو شهر.
لما تنظر لسياسة السعودية في اليمن تجد أن السعوديين أيدوا الشيوعيين في الجنوب في حرب أربعة وتسعين ليس لهم أجندة دينية عندهم اجندة برجماتية يخافون من اليمن يخافون من عدد اليمنيين يخافون من الانفتاح السياسي والنموذج الديمقراطي يخافون من الربيع اليمني، فلم يكونوا يتصورون أن أي من هذه التجارب قد تؤدي إلى انفتاح فعلي سلمي فبدأوا يفشلون التجربة في مصر وكانوا يريدون إفشالها في تونس، الإماراتيون أيضا يحملون نفس الأجندة
هناك ناس يقولون إن السعوديين والإماراتيين عندهم أفكار تشيطن التيار الإسلامي الوسطي الإخوان المسلمين وأنا أحيانا أقول ليس هناك خلاف عقائدي بين الوهابية والإخوان المسلمين، الخلاف ليس عقائدي وإنما سياسي، هم لا يخافون من منهجهم، هم يخافون على عروشهم، يخافون من الديمقراطية، يخافون من الفكر الذي يجمع أقوى تيار معارض في المنطقة، نفس الشي لدى الإماراتيين .
لذلك أنا أعتقد أن الطائفية ليست هي السبب الحقيقي، الخلاف الطائفي يغذي وأنا اعطيكم أمثلة من اليمن من الذي أدخل السم الطائفي إلى المجتمع اليمني هو علي عبد الله صالح، في سنة الفين وستة ربما تتذكر كان سنة حرب حزب الله اللبناني وانتصاره ضد إسرائيل، وسمعة حزب الله انتشرت في أوساط المسلمين السنة جميعا كانوا بدأوا حكام العرب يخافون من سمعة حزب الله، كنت في اليمن وأتذكر لوحات لما أعدم صدام حسين كان في الخطاب الإعلامي اليمني أسد السنة، لماذا وهو لم يكن رمز الانتماء السني ولكن اللوحات.. كانوا يذكروا ان الجمهور اليمني أن من أعدم صدام حسين هم من حزب الله، فقط لتغذية اليمنيين طائفيا !
الطائفية وسيلة في يد المهيمنين أكثر من يد المعارضة، المعارضة عندما تواجه ديكتاتور، لابد من الوحدة ، لابد من تجاوز الخلافات الطائفية، كلنا سيف واحد ضد الاستبداد، لأن شعار الاستبداد فرق تسد
فاعتقد ان الطائفية قد تتجاوز ولا أعتقد أن تلعب في المنطقة دورا أساسيا خلال فترة
أول ما تتخلص المنطقة من الصراع السياسي ستقوم من جديد، ودور اليمن مثالي في التاريخ الحديث مثلا في أول التسعينيات كان الوضع مثالي بقدر ما، حزب إسلامي حزب الإصلاح، وهو حزب يعتبر سني، كانوا يقودونه شيوخ من قبائل زيدية وتجاوزوا هذه الفتنة الطائفية
واليمن في أوائل التسعينات كان البلد الوحيد الذي يشارك في الإسلاميون في السلطة، فكيف لا تستطيع اليمن الا تعود الى هذه الفترة حيث تبين انه قادر على تجاوز الفتنة الطائفية، انا متفائل مجددا.
لما تنظر لسياسة السعودية في اليمن تجد أن السعوديين أيدوا الشيوعيين في الجنوب في حرب أربعة وتسعين ليس لهم أجندة دينية عندهم اجندة برجماتية يخافون من اليمن يخافون من عدد اليمنيين يخافون من الانفتاح السياسي والنموذج الديمقراطي يخافون من الربيع اليمني، فلم يكونوا يتصورون أن أي من هذه التجارب قد تؤدي إلى انفتاح فعلي سلمي فبدأوا يفشلون التجربة في مصر وكانوا يريدون إفشالها في تونس، الإماراتيون أيضا يحملون نفس الأجندة
هناك ناس يقولون إن السعوديين والإماراتيين عندهم أفكار تشيطن التيار الإسلامي الوسطي الإخوان المسلمين وأنا أحيانا أقول ليس هناك خلاف عقائدي بين الوهابية والإخوان المسلمين، الخلاف ليس عقائدي وإنما سياسي، هم لا يخافون من منهجهم، هم يخافون على عروشهم، يخافون من الديمقراطية، يخافون من الفكر الذي يجمع أقوى تيار معارض في المنطقة، نفس الشي لدى الإماراتيين .
لذلك أنا أعتقد أن الطائفية ليست هي السبب الحقيقي، الخلاف الطائفي يغذي وأنا اعطيكم أمثلة من اليمن من الذي أدخل السم الطائفي إلى المجتمع اليمني هو علي عبد الله صالح، في سنة الفين وستة ربما تتذكر كان سنة حرب حزب الله اللبناني وانتصاره ضد إسرائيل، وسمعة حزب الله انتشرت في أوساط المسلمين السنة جميعا كانوا بدأوا حكام العرب يخافون من سمعة حزب الله، كنت في اليمن وأتذكر لوحات لما أعدم صدام حسين كان في الخطاب الإعلامي اليمني أسد السنة، لماذا وهو لم يكن رمز الانتماء السني ولكن اللوحات.. كانوا يذكروا ان الجمهور اليمني أن من أعدم صدام حسين هم من حزب الله، فقط لتغذية اليمنيين طائفيا !
الطائفية وسيلة في يد المهيمنين أكثر من يد المعارضة، المعارضة عندما تواجه ديكتاتور، لابد من الوحدة ، لابد من تجاوز الخلافات الطائفية، كلنا سيف واحد ضد الاستبداد، لأن شعار الاستبداد فرق تسد
فاعتقد ان الطائفية قد تتجاوز ولا أعتقد أن تلعب في المنطقة دورا أساسيا خلال فترة
أول ما تتخلص المنطقة من الصراع السياسي ستقوم من جديد، ودور اليمن مثالي في التاريخ الحديث مثلا في أول التسعينيات كان الوضع مثالي بقدر ما، حزب إسلامي حزب الإصلاح، وهو حزب يعتبر سني، كانوا يقودونه شيوخ من قبائل زيدية وتجاوزوا هذه الفتنة الطائفية
واليمن في أوائل التسعينات كان البلد الوحيد الذي يشارك في الإسلاميون في السلطة، فكيف لا تستطيع اليمن الا تعود الى هذه الفترة حيث تبين انه قادر على تجاوز الفتنة الطائفية، انا متفائل مجددا.
س - لكن هناك ملاحظة أساسية، ألا تخشى السعودية والإمارات أن ينعكس كل هذا الخراب عليها ؟
هذه الأنظمة ضعيفة يوم فيوم يقدم لنا، لمن يحلل بدقة، هذه الإجراءات ليست دليل على قدرتهم على التعامل سلميا مع شعوبهم انا أقول إن الامراء السعوديين حاليا يخافون ليس من الإرهابيين، هذه الأنظمة يحبون إلى حد كبير المتشددين إلى حد ما، يكون مبرر لمنع أي انفتاح سياسي، هم الان خائفين من انفتاح شعوبهم، وشيئا فشيئا هذا يتبين ومع الأسف ان الغرب يستمعون إلى أغنية السعوديين ويقولون هذا جيد السعوديية معنا في محاربة الإسلاميين لكن هذا طبعا خطأ منهجي هم ضد شعبوهم وهذا يتبين نهائيا حتميا تتبين هذه التناقضات.
س - أليس من الأولى لهذه الدول في المنطقة أن يكون هناك استقرار لليمن باعتبار أنها البوابة الجنوبية للملكة والبوابة الرئيسية للخليج العربي بشكل كامل؟ ما الذي جنته اليمن وجودها بالقرب من دول الخليج غير المصائب؟
ج_ تعرف تصريح ملك سعودي في التسعينات خائفين ان تكون مصلحتهم في يد اليمنيين صحيح ان هناك منافسة بين نظامين
انا أعتقد ان اليمن يتقدم تاريخ المنطقة بفترة تأسيس حتى لو لم تنجح العملية كاملة تقدم تاريخ هذه المنطقة من العالم بعملية تأسيس نظام جمهوري ومن الطبيعي ان الأنظمة المجاورة خائفون من هذه التجربة
انا أعتقد ان اليمن يتقدم تاريخ المنطقة بفترة تأسيس حتى لو لم تنجح العملية كاملة تقدم تاريخ هذه المنطقة من العالم بعملية تأسيس نظام جمهوري ومن الطبيعي ان الأنظمة المجاورة خائفون من هذه التجربة
س - فيما يتعلق بأداء الحكومة الشرعية كيف يمكن تقييم هذا الأداء، وكيف يمكن أن نفهم أن الحكومة تتحالف مع السعودية والإمارات، بينما السعودية والإمارات تمنعها من العودة إلى اليمن، هل هذه علاقة مشتبهه يبدو أنه لا يراد البحث عن حلفاء بقدر البحث عن تابعين ؟
ج - هذا من تناقضات هذين النظامين، الأزمة مع قطر دليل آخر صدفة قطعوا العلاقات و بدأوا الحصار وهذا نموذج لأن قطر بعيون الأمراء السعوديين والإماراتيين تمثل قوة مؤيدة لشعوب المنطقة وليس للتيار الإسلامي فقط لحراك شعبي استقلالي في المنطقة.
فتتراكم تناقضات هذين النظامين مع الأسف بموافقة أمريكية ومساعدة منها وسوء الوضع حاليا ان ترامب ينظر للمملكة والإماراتيين كأنهم حلفاء لضرب إيران، وضرب إيران أولوية البرنامج الأمريكي لصالح إسرائيل، فنحن أمام تناقض رئيسي من أسباب استمرار الأزمة اليمنية، إلا أن أمريكا تنظر ان الحرب على الحوثيين هي جزء من الحرب على ايران
فتتراكم تناقضات هذين النظامين مع الأسف بموافقة أمريكية ومساعدة منها وسوء الوضع حاليا ان ترامب ينظر للمملكة والإماراتيين كأنهم حلفاء لضرب إيران، وضرب إيران أولوية البرنامج الأمريكي لصالح إسرائيل، فنحن أمام تناقض رئيسي من أسباب استمرار الأزمة اليمنية، إلا أن أمريكا تنظر ان الحرب على الحوثيين هي جزء من الحرب على ايران
س - هناك أيضا إشكالية تتعلق بأداوات التواصل والاتصال، ما زال هناك ربما الكثير من الاتصال مع الحوثي والتعامل مع صنعاء باعتبارها الأساس، لاحظنا على سبيل المثال في صفحة الخارجية الفرنسية تقول إن الرئيس اليمني هو صالح الصماد وليس عبد ربه منصور كيف يمكن أن نفهم هذا؟
ج- أول مرة أسمع هذا، أنا أتابع جهود الخارجية أعتقد أن عندهم ناس يعرفون الوضع في اليمن لكن الذي يحدث أن حملة التحالف على وسائل الإعلام أدى الى نتائج سلبية لكن لم أرى جهد للحوثين في وسائل الاعلام، بالعكس ميزان القوة لصالح التحالف وهذا واضح
س - الشهر الماضي زار السفير الفرنسي صنعاء ولم يذهب إلى عدن، هل لهذا علاقة بالإفراج عن مواطن فرنسي أم أن هناك أبعاد أخرى؟
ج - لا لا ..رفض الحوثيين استقبال السفير الفرنسي نتيجة وجود القوة الخاصة مع التحالف في منطقة الحديدة، هذا كان الوضع المرة التي فاتت، ولم تتم المصالحة شاملة ولما زار صنعاء لم يلتقي مع الحوثيين
س - لكنه التقى بمسؤلين في الخارجية التابعة للحوثيين ؟
ج - نعم هذه كانت المرحلة اللاحقة
س - هل هناك خط تواصل بين الفرنسيين والحوثيين؟
ج- ضعيف جدا
س - هل تعتقد ان الأطراف اليمنية ستذهب الى جنيف ؟
ج - لا أدري
س - هل من مصلحة التحالف والقوى الأخرى أن يذهب اليمنيون الى جنيف؟
ج - يذهبون لكن إذا لم يغيروا الأرضية المشتركة للمفاوضات فستكون كلام فاضي خلال يومين وتنتهي هذه الدورة مع الأسف كسابقتيها.
س - هل الأمم المتحدة تدرك عمق المشكلة وبالتالي تبحث عن حل جذري أم أن مهمة المبعوث الجديد لن تختلف عن سابقيه ؟
ج - مع الأسف حتى الان الأمم المتحدة كانت تشتغل تحت إشراف الدول الكبرى أمريكا والسعودية والامارات، ووجدنا نفس الإشكالية في ليبيا، كانت الأمم المتحدة محايدة، أما في سوريا كانت مع النظام بوضوح، وهذا لا يسمح للأمم المتحدة ان تلعب الدور المطلوب
س - رسالة توجهها لليمنيين النخب والشعب والأطياف المختلفة؟
أنتم أكثر وطن قديما في هذه المنطقة من العالم، لعبتم دور مثالي خلال التسعينات، فنرجو منكم أن تعودوا إلى العقلانية التفاوض بينكم بدون أي وصاية، لا فرنسية ولا أمريكية ولا سعودية ولا إيرانية تخلصوا من كل الوصاية الخارجية ، تخزنون ما تخزنون، تأكلون بنت الصحن أو مندي وتجدون أنتم الحل بأنفسكم وأنا مقتنع أنكم قادرين على ذلك.