منحت شرعية الرئيس هادي التحالف العربي غطاء سياسياً وعمل التحالف تحت لافتة محلية عنوانها استعادة الدولة، رغم أن جوهر النزاع في اليمن دولي، غير أن التحالف الذي جاء من خارج الدولة اليمنية لا يلتزم بالحد الأدنى من الالتزامات والوضع الإنساني الذي يتفاقم على هامش الحرب.
بحسب متابعين، تمر القضية اليمنية في مرحلة عصيبة في ظل الركود السياسي والعسكري وفي ظل التجاذبات الإقليمية على أرض الجنتين، التي باتت بين جحيمين؛ أحدهما في الأرض والآخر في الجو، أحدهما مرتبط بطهران وولاية النفط، والجحيم الآخر انكشف قناع جنته التي حملت عنوان استعادة الدولة.
لا لملمة للدولة اليمنية في المناطق المحررة، ولا ردم للفجوات السياسية بين مكونات الشرعية، ولا بحث عن الحلقة المفقودة بين الشرعية والتحالف، وتتمثل تلك الحلقة باستعادة الدولة في اللحظة التي تقترب فيها اليمن من نهاية العام الثالث.
الخطاب الذي برز إلى السطح السياسي في اللحظة الراهنة هو خطاب الوزراء المعترضين على أداء التحالف، وهي رسالة غير مباشرة عن تذمر الرئيس هادي، إلا أن اليمنيين ينتظرون خطابا مباشرا من المؤسسة الرئاسية لوضع النقاط على الحروف.
لا يقتصر الأمر على ركود المؤسسة الرئاسية والرئيس ومستشاريه فحسب، بل يشمل الأمر الأحزاب السياسية التي هي الأخرى تضع أذناً من طين وأذناً من عجين، كما لو أنها غير معنية بالصوت الذي يرتفع كل يوم، منادياً بضرورة تصحيح علاقة الشرعية بالتحالف، في ظل اختفاء الأصوات التي انتقدت أداء التحالف من المشهد الإعلامي وربما السياسي.