وشدد هادي على ممثلي مجلس النواب على التفاعل مع كل البرلمانات العربية والدولية عبر وفود رسمية لإيصال رسالة اليمنيين الى كل برلمانات العالم وفضح الانقلابيين.
وألقى فخامة الرئيس كلمة جاء فيها :
بداية أرحب أكمل ترحيب بجميع الاخوة اعضاء مجلس النواب في هذا اللقاء الطيب وفي هذه الاجواء الرمضانية العامرة بالرحمة والبركة ، ايّام رمضانية نبتهل فيها للعزيز القدير ان ينتصر لشعبنا المظلوم وان ينتقم من الظالمين.
وهي مناسبة عزيزة ان نلتقي مع هذه الكوكبة المخلصة من اعضاء مجلس النواب وفي ظل هذه الظروف التي تمر بها بلدنا العزيز في ظل الحرب الظالمة التي شنتها ميليشيات انقلابية انتقامية مريضة وحاقدة مدعومة من دول تسعى لزعزعة امن المنطقة والاقليم ، نقدر ونثمن عاليا موقفكم الشجاع الرافض للهمجية التي صادرت الدولة وانقلبت على الشرعية وتسببت بكل الخراب في ارجاء الوطن حتى وصلنا الى هذه الحال المأساوية التي لم تعد تخفى على أحد ، نثمن عالياً كل التضحيات التي قدمتموها ثمنا لموقفكم الشجاع هذا وتعرضتم بسببه للإيذاء والمطاردة والتعنت ودفعتم ضريبة كبيرة ، فبعضكم تعرض للمطاردة وآخرين للتهجير القسري وآخرين فجرت بيوتهم وآخرين تعرضت اسرهم لإجراءات ظالمة من قبل الميليشيات وبالرغم من ذلك كان موقفكم شجاعاً وقويا وصادقاً ومعبراً عن مكانتكم الاجتماعية .
ولقد قدمتم صورة مثالية ورائعة للتضحية في سبيل الحق ومثلتم مواطنيكم الذين وضعوا ثقتهم فيكم أفضل تمثيل ، فالرائد لا يكذب أهله ، وأنتم اخترتم الطريق الصعب وقوفا مع شعبكم وتطلعاتهم في استعادة الدولة وعودة الشرعية ورفض الانقلاب والنضال حتى عودة الحق لأصحابه مهما كانت التضحيات ، وهكذا بقيت مواقفكم شجاعة ونبيلة تستمد شجاعتها ونبلها من شجاعة هذا الشعب الصابر العظيم.
الإخوة الأعزاء اعضاء مجلس النواب،،
إنكم تمثلون مؤسسة من اهم وأعظم المؤسسات اليمنية التي تعبر عن وحدة هذا الشعب فمجلس النواب يمثل المؤسسة التشريعية في البلاد التي تحمل على عاتقها هم شعبها و ما يؤكد ذلك هو حضوركم اليوم وتفاعلكم مع الاحداث في ظل محاولات فاشلة من الانقلابيين لاحتواء مواقفكم وتقديم الرشاوي المتكررة لإهانة المجلس وتحويله الى دمية بلا موقف وبلا معنى بل ذهبوا ابعد من ذلك لمحاولة إهانته بتشريع انقلابهم وشرعنته.
ايها الأخوة الكرام ،،
دعوني اعود بكم الى الوراء قليلاً .. وأعلم انكم كُنتُم شهوداً على تلك المرحلة ، ولكن لنتذكر جيداً كيف كانت الأحداث ستعصف باليمن في العام 2011م وما تلى ذلك ، وكم هي الجهود التي بذلت للحيلولة دون ذلك ، ولعلكم تتذكرون ان المبادرة الخليجية التي قادها الاشقاء بحس اخوي صادق جاءت أساساً لتفادي الحرب ولنزع فتيلها بعد ان تخندقت المتارس في شوارع العاصمة صنعاء واشتدت الامور ، وهي أيضاً جاءت لتحقق طموح ابناء الشعب في التغيير الإيجابي بطريقة سلمية وفق خارطة واضحة ، ولعلكم تتذكرون كيف بذل مجلس الامن الدولي ايضا جهودا مخلصة للملمة الأوضاع في اليمن وصدرت قراراته المتلاحقة وبياناته عقب كل خطوة نمضي فيها لتنفيذ المبادرة الخليجية ، حتى انه جاء في سابقة نادرة للاجتماع في صنعاء، أتدرون لماذا جاء ، جاء دعماً لمسار الحوار الوطني المنبثق عن استحقاقات المبادرة الخليجية دعماً للنموذج اليمني في التغيير ، دعماً لتطلعات الشعب في المستقبل، لقد حظيت المبادرة الخليجية برعاية حقيقية وجادة من مجلس الامن الدولي ومجلس التعاون الخليجي، وكانت محطة الحوار الوطني الذي انعقد في الثامن عشر من مارس 2013م تعد اهم محطة في تاريخ اليمن الحديث .
حيث التقت مشاكل اليمن طيلة العقود الماضية مع طموح اليمنين للمستقبل الجديد ، فوّضعت الحلول الناجعة للماضي ، ورسمت ووضعت المداميك الاساسية للمستقبل الجديد ، وحازت تلك المخرجات على اجماع الشعب اليمني أحزابا ومنظمات وشبابا وشيوخا ونساءً وشمالاً وجنوباً وحضيت بدعم وتأييد إقليمي ودولي منقطع النظير ، وذهب الشعب اليمني يرقب الخطى لترجمة تلك المخرجات في دستور جديد نتاج نضالهم وجهدهم ، وبعد الانتهاء من مسودة الدستور ، انقلبت تلك المليشيات المتآمرة الحاقدة للحوثي وصالح على كل تلك المنجزات ، انقلبت تنفيذا لرغبة اسيادها في طهران ، انقلبت ترجمة لولائها لملالي طهران ، ايران التي لا تريد الخير لليمن واليمنيين ، التي تضمر الشر لنا ولجيراننا ولعالمنا الاسلامي ،
ظهرت لنا مليشيات حاقدة على ابناء الشعب فدمروا كل شيء. نهبوا ثروات البلاد ورصيدها واموالها ، انتهكوا الأعراض ودمروا البيوت وقصفوا المدن وعاثوا في المؤسسات ، تطاولوا على بيوت الله فدمروها. وأحالوا ما بقي منها الى مقايل للقات وأماكن لخزعبلاتهم ، منعوا الصلاة والتراويح والآذان ، سحبوا الخطباء وسجنوهم وعذبوهم ، دمروا مدارس القران ودور القران ، اَي جماعة هذه واي مليشيا تلك التي تعبث بأرواح الناس واقواتهم وأعمالهم ومدارس اولادهم ودور العبادة ، ويمنعوا الناس من اداء شعائرهم ، ان الشعب اليمني العظيم الذي يكافح الان بكل ما يملك ويقدم دماءه رخيصة لن يرضى مطلقا لهذه الأفكار الهدامة من التجربة الإيرانية العقيمة ان تحط رحالها في ارض الإيمان والحكمة ، مهما عملوا. مهما دعموا. فدعمهم ليس بجديد علينا. فلقد كانت سفنهم التي لا تحمل الخير للشعب بل السلاح للمتمردين ولقد كان خبراءهم ومدربيهم يتسللون منذ العام 2004م الى اليمن ، والشعب اليمني قد قرر مصيره ولا يمكن لقوى الظلام ان تقف في طريقه ، يمن اتحادي جديد ، مخرجات الحوار الوطني هي الحل والمخرج ، وهي ملك لليمنيين جميعا بكل فئاتهم وأحزابهم ومنظماتهم ، هي منجز لكل الأحرار والشرفاء ، ليست ملك للرئيس او لحزب معين.
بل لكل ابناء الشعب التواقين لمستقبل آمن ومزدهر ، ولو فنيت الأحزاب والأشخاص ، تظل تلك المخرجات المجمع عليها صِمَام أمان المستقبل لليمن واليمنيين ولمنجزاتهم التاريخية وثوابتهم الاصيلة المتمثلة في الجمهورية والوحدة والديمقراطية التي لا يمكن ان نسمح او يسمح الشعب اليمني من اقصى صعدة الى المهرة بالتفريط فيها او الانتقاص منها .
الاخوة الأعزاء جميعاً،،
تعلمون جيداً اننا نبذل كل الجهد في مختلف المجالات سواء على الصعيد العسكري ومتابعة الجبهات المختلفة والتي نستطيع التأكيد انه رغم كل الصعوبات الا ان وضعها يسير بطريقة طيبة وهناك صمود أسطوري وتضحيات كبيرة وغالية وتصميم عميق وكبير على إنجاز التحرير ان شاء الله. وكذلك على صعيد ادارة المحافظات المحررة وما تبذله الحكومة المتواجدة بعدن من جهود مخلصة تخفيفاً لمعاناة ابناء شعبنا وتوفيرا للحد الأدنى من الخدمات ومكابدة الوضع الاقتصادي الصعب ، وكذلك على الصعيد السياسي الخارجي والداخلي سواء تعرية الانقلابين وفضحهم وما يتم ممارسته من جرائم او من خلال تعاطينا الجاد مع كل ما يطرح مِن جهود مخلصة.
نحن كما تعلمون لم نبدأ بالحرب. ولا نريد الحرب ، ولسنا عشاق للدماء او الدمار ، وقد صبرنا كثيرا. وتحملنا كل شيء ، حتى المتشدقون بطلب وقف الحرب قبل اَي حوار او تفاهمات ، نحن من أوقف الحرب في كل المراحل والمحطات ،
منذ العام 2012 ونحن نوقف الاقتتال الداخلي حفاظاً على ارواح ودماء شعبنا من اَي توجهات طائشة ، غير ان شعبنا وبلدنا قد بلي ابتلاء بهذه المليشيات الحاقدة واجبر على خوض غمار الحرب ضدها انتصاراً لمشروعه الوطني الذي جسده الحوار الوطني في مخرجاته وهو بناء اليمن الاتحادي الجديد ، يمن العدالة والمساواة والحكم الرشيد. يمن آمن ومستقر داخليا ومصدر استقرار واطمئنان لجيرانه وأشقائه .
أيها الاخوة الأعزاء الكرام .. اعضاء مجلس النواب،،
لا يخفى عليكم الدور المحوري والمهم المناط بكم كممثلين لواحدة من أهم المؤسسات في الجمهورية والتي تمثل الشعب اليمني بمختلف احزابه وتكتلاته ومؤسساته الاجتماعية ، ولقد قمتم بعضكم أو أغلبكم بأدوار كبيرة في الدفاع عن هذه المؤسسة وعن مؤسسة الشرعية بشكل عام ، ونحن ننتظر منكم جميعا وبصورة رسمية ومنظمة أدوارا كبيرة للاستمرار في الدفاع عن مؤسستكم التشريعية اولا وعن مؤسسة الشرعية بشكل عام ثانيا وعن خيارات شعبنا اليمني الرافض للانقلاب ثالثاً و على المرجعيات الوطنية الثلاث و في مقدمتها المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية و مخرجات مؤتمر الحوار الوطني و قرار مجلس الامن رقم 2216 و القرارات ذات الصلة.
إن دوركم في اللحظة الراهنة يجب ان يمضي بمحورين متوازيين وان يتصاعد بما يليق بهذه المؤسسة في تعرية الانقلاب وكشف اوراقه والتصدي لكل المحاولات التي تحاول تشويه هذا المجلس والنيل من شرعية الدولة ومؤسساتها وقيادتها، وفِي هذا الصدد ننتظر منكم التفاعل الخلاق مع كل البرلمانات العربية والدولية عبر وفود رسمية تنشط بصورة مستمرة لإيصال رسالة الشعب اليمني الى كل برلمانات العالم وفضح ادعياء السلطة المغتصبين للحق اليمني امام كل العالم دعما للحق والحقيقة وابطالا للباطل وادواته المختلفة .
وكذلك فإننا ننتظر منكم دورا فاعلا في التواصل مع ابناء المجتمع بمختلف فئاتهم في الداخل اليمني توعية وتحشيداً وتفقداً لأحوال المواطنين وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي انتجها الانقلاب وخلقت هذا الوضع الانساني الصعب الناتج عن سرقة كل مقدرات الدولة ورواتب الموظفين في اكبر عملية سرقة علنية في التاريخ اليمني ، اننا اليوم امام استحقاقات صعبة تحتاج منا جميعا الى الحركة النشطة والفاعلة بكل طاقة وجهد كفريق واحد بعيدا عن اَي خلافات حزبية او تصنيفات سياسية ، يسعى لهدف واحد فقط إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ، لاستعادة حقنا المهدور والمغتصب وان لا نتوقف حتى النصر وهزيمة الانقلاب ، هذا هو هدفنا وليس شيء اخر، وينبغي ان يكون هدف كل الشرفاء الأحرار.و نتحرك جميعاً من اجله وفِي سبيله ، كل مِن موقعه.
الاخوة الأعزاء،،
نؤكد لكم تأكيدا قاطعا بأن مجلس النواب يجب ان يأخذ دوره الصحيح خلال الفترات القادمة وسنعمل بكل جهد بالتنسيق مع رئاسة المجلس على استئناف نشاطه من العاصمة المؤقتة عدن وفقاً للقرار الجمهوري القاضي بنقل جلسات الانعقاد ، للعمل بشكل توافقي من هناك كما نصت عليه المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية .
مرة أخرى اكرر ترحيبي بالجميع وشكري للجميع وخصوصا أولئك الذين نالهم الأذى بسبب مواقفهم الشجاعة مؤكدين لكم بأن الشعب اليمني سيظل يحتفظ بالمواقف الشجاعة لكل من وقف مع خياراته و ننتظر منكم المزيد من الجهود محليا واقليميا ودوليا لاستعادة الدولة وتثبيت الشرعية وعودة مؤسساتها الرسمية ، كما لا يفوتني ان اقدم جزيل الشكر والعرفان للأشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة اخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين محمد بن سلمان الذين وقفوا وقفة تاريخية ستخلدها الأجيال المتعاقبة في اليمن وعلى مستوى الامتين العربية والإسلامية فلا يمكن للشعوب ان تنسى من وحدو الامتين في تحالفات استراتيجية لوقف أطماع ايران و حلفائها و كل ادواتهم الإرهابية ، فالشكر لهم قبل ذلك وبعده على كل مواقفهم النبيلة والصادقة والشجاعة مع ابناء شعبنا اليمني العظيم الذي لن ينسى لهم أبدا وثبتهم الصادقة معه ، ليس في محنته هذه وحسب بل طيلة الفترة الماضية وعند كل المنعطفات فقد بذلوا و سيبذلون الغالي والنفيس من اجل اليمن .
واجدد تهنئتي الصادقة لاخي العزيز صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود ولي عهد المملكة على ثقة خادم الحرمين الشريفين و هيئة البيعة و شعب المملكة الكريم ، كما اشكره على لفتته الانسانية هذا اليوم بدعم احتواء مرض الكوليرا و التخلص من اسبابها كاملةً باليمن .
كما هو الشكر لكل الاشقاء في التحالف العربي الأصيل الذين ضحوا ولا يزالوا دفاعاً عن منبع العروبة..
ختاماً .. أقول لكم و في ذكرى تحرير العاصمة المؤقتة عدن .. ستنتصر اليمن بأرواح شهدائها الابرار و بدماء جرحاها الميامين و عزيمة مقاتليها الشجعان،،ستنتصر اليمن برجالها الاحرار و نسائها المخلصات،، سينتصر أبناء السهل والجبل و الساحل و الصحراء.. ستنتصر اليمن بطموح وحيوية شبابها و شاباتها .
ستنتصر اليمن بحلم تعز وصمودها ،، ستنتصر اليمن بحضارة سبأ وتضحياتها ، ستنتصر اليمن بتاريخ أزال وشموخها ،،ستنتصر اليمن بمدنية عدن وتعايشها ، ستنتصر اليمن بطيبة تهامة وقوتها ، ستنتصر اليمن ببساطة حضرموت وعظمتها و ثقافتها .
ستنتصر اليمن برفض الطائفية و المناطقية والمشاريع الدخيلة عليها ، ستنتصر اليمن بحب اليمنين لبعضهم ،، ستنتصر اليمن بوحدة شعبها وارضها و بمشروعها الاتحادي العادل ،،
وكان نائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي ألقى كلمة ترحيبية بفخامة الرئيس ونائبة باسمة ونيابة عن أعضاء المجلس.. محيي الجهود الجبارة لفخامة الرئيس طوال الفترة والمراحل الماضية ولايزال لرسم ملامح مستقبل اليمن الجديد الذي اجمع على صنع ملامحه جموع أبناء اليمن الذي ينشد العدالة والمساواة والحكم الرشيد وهذا ما افرزته مخرجات الحوار الوطني.
واستعرض الشدادي المواقف الوطنية التي سجلها أعضاء المجلس في مختلف المواقف والظروف بالتفافهم خلف القيادة الشرعية وافشال كل مخططات القوى الانقلابية وتعريه مخططها وسلوكها الاجرامي تجاه ابناء اليمن وأجندتها الدخيلة في مختلف المحافل البرلمانية العربية والإقليمية والدولية.
وأكد على مواصلة مهامهم الوطنية والدستورية خلف قيادة البلد الشرعية.