أما ملف السوق السوداء فقد ذكر التقرير أن ايرادات الحوثيين منه بلغ عشرة اضعاف القيمة العادية، فمن اتفاق واحد بين شركة كمران وشركة اكسترا بتروليوم يجني الحوثيون شهريا ما يعادل أربعة وعشرين مليون دولار بحسب التقرير ، هذا فضلا عن اثنتين وخمسين شركة نفطية، منحها الحوثيون تراخيص استيراد وقود منذ استيلائهم على السلطة في ألفين وأربعة عشر.
وعلى ذكر الفساد النفطي عرج التقرير ولأول مرة على قضية مقتل الصحفي محمد العبسي.
حيث أورد التقرير أن العبسي قتل أثناء قيامه بإعداد تقرير استقصائي حول تورط قادة حوثيين في صفقات فساد نفطية، منها شركة يمتلكها القيادي الحوثي محمد عبدالسلام وشركة أخرى يملكها المقرب من الحوثيين دغسان محمد دغسان.
يستمر الحوثيون في تحصيل الإتاوات الجمركية من الموانئ الخاضعة لسيطرتهم في الحديدة والصليف واستحداث جمرك إضافي في ذمار لفرض إتاوات على البضائع التي تم استيرادها من الموانئ التابعة للحكومة الشرعية.
الملف الإغاثي هو الآخر يعج بالفساد داخل أروقة المليشيا، حيث أشار التقرير الى أن طلب الحوثيين من المنظمات الإغاثية استبدال المعونات العينية بمبالغ نقدية قد يؤدي الى تسهيل التلاعب بهذه المساعدات، لا سيما بعد تقرير برنامج الغذاء العالمي الذي اتهم الحوثيين بنهب المساعدات التابعة له في مناطقهم.
وأضاف التقرير بأن الفساد في الملف الإغاثي يشمل ايضا الحكومة الشرعية التي تنفذ أنشطتها في المناطق المحررة.
إذاً، فساد بالجملة واقتصاد حرب يديره الحوثيون لتمويل حربهم المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، في الوقت الذي وصل فيه الناس الى وضع معيشي أصبحوا يموتون فيه من الجوع بعد أن كانوا يقولون: لا أحد يموت من الجوع!