ثلاثة أهداف رئيسة سعت الإمارات لتحقيقها في اليمن؛ بداية من رؤيتها لمحاربة ما تصفه بالإسلام السياسي الذي يمثله حزب الإصلاح من وجهة نظرها.
ذلك الهدف كان غطاء للتحكم بالقيمة الاستراتيجية للبحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب، وهو ما مثل أولوية منذ سيطرة القوات الإماراتية على مدينة عدن وقرارها الذهاب غربا باتجاه باب المندب والمخا، وصولا للجزر اليمنية في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
ولإكمال السيطرة على المنافذ البحرية اتجهت جنوبا وشرقا باتجاه شبوة والمكلا لإحكام قبضتها على منابع النفط والغاز ومنافذ تصديرها.
السعي للسيطرة على الجزر اليمنية كان تعويضا لخسارتها الوجود العسكري في جيبوتي والصومال بالقرب من باب المندب، حيث سعت لبناء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون.
ثالث الأهداف الإماراتية في اليمن كان تعزيز وتطوير حضورها العسكري في جنوب البلاد تمهيدا لدعم انفصال اليمن ومنعا لأي عملية إنعاش لدور ميناء عدن التاريخي وهو ما يمثل تهديدا حقيقيا لميناء دبي.
وبعيدا عن أهداف التحالف أو الشرعية اليمنية مضت الإمارات في تقويض سلطة الحكومة الشرعية في المناطق الخاضعة لسيطرتها وأعاقت عودة الرئيس هادي وحكومته للعاصمة المؤقتة.
تقدم الإمارات نفسها كوصي على الجنوب وكلاعب أساسي يحرك الأوراق فيه كيف يشاء ودعمت انقلابين على الشرعية في عدن من شأن الأخير منهما أن يطيح باليمن الموحد أو الوجود الإماراتي، فلم يعد هناك إمكانية للتعايش بينهما نهائيا.