وبحسب رئيس المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري الجنوبي، فادي باعوم، أنه سيتم خلال أيام الإعلان عن تشكيل التكتل الذي يضم العديد من القوى والمكونات الجنوبية.
ويحظى هذا التكتل بدعم واضح من إيران وسلطنة عمان، ويركز أعماله في المحافظات الجنوبية الشرقية، حيث نفوذ سلطنة عمان التي تحاول العثور على موطئ قدم لها هناك.
كما تزامن ذلك مع تحركات روسية، حيث عقد نائب وزير الخارجية الروسي، ممثل بلاده في الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، جملة لقاءات مع ممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي، في أبوظبي.
وفي مسقط، عقد بوغدانوف لقاء مع المجلس الجنوبي تحت التأسيس، وعبرت موسكو عن قلقها إزاء الغارات الجوية الإماراتية على قوات الجيش اليمني على تخوم عدن.
ترى روسيا أن لديها علاقات جيدة مع مختلف الأطراف اليمنية، وسبق ان كشف نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن موسكو ترعى وساطة بين جميع الفرقاء في اليمن.
وقال الدبلوماسي الروسي "لقد لعبنا ونلعب دور الوسيط، لأن لدينا حوارا قائما، وتفاهمات جيدة مع جميع القوى السياسية. لدينا اتصالات عمل جيدة مع الحكومة اليمنية.
مضيفا "كما لدينا اتصالات مع ممثلي القوى السياسية المناوئة، وكذلك مع الحوثيين". مؤكدا "الإشارة التي نرسلها لا تزال هي نفسها، يجب الانخراط في عملية التفاوض، يجب علينا حل هذه الأزمة من خلال الحوار".
وحول اللقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قال باعوم: "لقد التقينا بالسيد بوغدانوف، كمجلس إنقاذ وطني تحت التأسيس، ونحن في تواصل مع السفير الروسي من أجل تحديد موعد الزيارة إلى هناك، حسب تكليف نائب الوزير في التواصل معنا لتحديد موعد الزيارة إلى موسكو".
وتابع باعوم "أجلنا الزيارة إلى ما بعد إعلان البيان رسميا، وسوف يعلن البيان رسميا من محافظة المهرة وسيحضره الزعيم باعوم ومجموعة كبيرة من القيادات الجنوبية ممثلة للمحافظات والاتجاهات كاملة".
وأعربت الخارجية الروسية عن قلقها إزاء تطور الأوضاع الأخيرة على خلفية القصف الإماراتي لمواقع تابعة لقوات الحكومة في عدن وأبين.
ودعت الوزارة أطراف النزاع في اليمن إلى ضبط النفس، وقالت إن الأولوية الآن لوقف الأعمال القتالية، وإن تصاعد المواجهة المسلحة وانتقالها إلى مرحلة خطيرة جديدة، محفوف بعواقب سلبية على اليمن والأمن الإقليمي.
وأضافت أن تقسيم البلاد وتسخين المواجهة يصبان في صالح الجماعات الإرهابية التي تسيطر على ثلث اليمن، حسب البيان.
وتابعت أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار إلا عبر عملية تفاوض ينبغي للأمم المتحدة أن تلعب دورا مركزيا فيها.
ورغم ان بيان المجلس الجنوبي تحت التأسيس رسم ملامح خارطة طريق من أبرز بنودها إرساء شراكة بين كل مكونات الشعب مع تحريم أي إقصاء، والتأكيد على التصالح والتسامح، ثم رفض أي تدخل خارجي.
لكن مراقبين لا يستبعدون هيمنة اللاعبون الاقليميون والدوليون على عمل المجلس الجديد كونه يأتي منافسا للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
وثمة تناغما واضحا بين هؤلاء اللاعبون (روسيا - إيران - عمان ) في عدد من ملفات المنطقة.
وظل "الدب الروسي" نائيا بنفسه عن مشاكل المنطقة، تاركا الدور الأكبر للولايات المتحدة، الا أنه ما يلبث ان يتدخل في لحظات مفصلية من الصراع.
ويرى الباحث السياسي، عادل الأحمدي، ان التفاتة موسكو للشأن اليمني في هذا الظرف لا تبدو باعثة على الطمأنينة، بل على العكس، كونها تزامنت مع تصعيد أبوظبي ووكلائها في الجنوب اليمني، الذي ظل قرابة عقدين يدور في فلك المعسكر السوفييتي.