موقف يراه المراقبون محاولة من جانب الحوثيين لتجاوز متطلبات بناء الثقة التي تشكل اختباراً مهما لنوايا الطرفين وقياس مدى جديتهما في الذهاب نحو سلام شامل ودائم في البلاد.
أمضى وفدا الطرفين أكثر من المدة المقررة حتى الآن في استكهولم والنتيجة الوحيدة الملموسة هو الاتفاق على تبادل القوائم الخاصة بالأسرى والمعتقلين والمفقودين في غضون أسبوعين تقريباً، مع بقاء التباين ماثلاً إزاء العديد من قضايا المتصلة بجهود بناء الثقة، ودون ثقة بإمكانية تحقيق ذلك على أرض الواقع خصوصاً إذا تعثرت هذه المشاورات.
إنجاز دفع بالمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إلى كيل عبارات الثناء كعادته للوفدين على المناقشات الجادة والبناءة التي يعمل بها الوفدان.
اعتمد مكتب المبعوث الأممي آلية طويلة النفس، لبحث قضايا بناء الثقة، عبر الإيعاز للوفدين بتشكيل مجموعات عمل داخل كل وفد، لبحث القضايا ذات الأولوية، حيث شكل الوفد الحكومي ثلاثة مجموعات عمل تهتم بقضايا الأسرى والاقتصاد وحصار تعز، فيما شكل الحوثيون فريق عمل واحد يركز فقط على الحل السياسي الشامل على نحو ما صرح به رئيس وفد الجماعة.
وباستثناء قضية رفع الحصار عن محافظة تعز التي يعتبرها وفد الحكومة أحد أولوياته، لا أولويات جوهرية يتمسك بها هذا الوفد بل إن ما يثير استغراب المراقبين هو هذا الحرص الذي يظهره وفد الحكومة على مناقشة قضية تسليم جثة الرئيس السابق مع الوفد المقابل ونصفه يمثل حزب صالح نفسه.
مشاورات استكهولم تدور حتى الان حول قضايا تستدعي التوافق حولها قبل الانتقال إلى بحث القضايا الأساسية المتصلة بالحل الشامل.
وضع قد يكتفي معه المبعوث الأممي بالادعاء بأنه جمع الطرفين في جولة جديدة وحملهما إبرام اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، لم ير النور بعد، في حين جرى تنفيذ صفقات مماثلة على المستوى الميداني دون مشاورات كهذه التي تجري تحت أنظار العالم.