ودعت تعز في يناير المنصرم شهيدين جديدين هما محمد القدسي وأسامة المقطري، سبقهما إلى شرف الشهادة على هذا الدرب، عدد من الصحفيين الذي ارتقوا وهم يؤدون مهمتهم المحفوفة بالمخاطر في توثيق جرائم الحرب التي ترتكبها الميلشيا بحق المدنيين في مدينة تعز وفي غيرها من المدن والمناطق اليمنية المختلفة.
في قسم الإعلام الذي تأسس حديثاً في كلية الآداب جامعة تعز، أقيم معرض للصور والوثائق المتصلة بكل مظاهر الانتهاكات التي تعرض لها الحقل الصحفي والإعلامي في البلاد، وعلى هامشه أقيمت حلقة نقاشية أحاطت بالمشهد المأساوي الذي يلف حياة الصحفيين في هذا المنعطف الخطير من تاريخ مهنة المتاعب.
جدران المعرض تزينت بصور شهداء وجرحى الحرب والمخفيين قسرياً وجميعهم من ارباب الكلمة والصورة المناضلين في حقل لطالما كان هو الهدف الأول لرصاص الميلشيا الانقلابية ومدافعها وقذائفها الصاروخية.
وخلال السنوات السبع الماضية وبالتحديد منذ جمعة الكرامة في الثامن عشر من شهر مارس2011، تحرك عداد الضحايا من الصحفيين والإعلاميين ولم يتوقف، وزاد من وطأته الضيق المعيشي الذي يكتنف حياة من بقي من هؤلاء الصحفيين خارج دائرة الاستهداف بالرصاص والاعتقال.
سباقة هي تعز وجامعتها وطلابها وطالباتها، في استنهاض الإرادات، وإحياء الأمل في زمن الحرب المجنونة التي تقوض كل مظهر للحياة في هذا البلد.