حدث لم يكن متوقعا، المتظاهرون في مدينة المكلا، قاموا بتمزيق صور حكام دولة الإمارات وأشعلوا النار فيها، مرددين شعارات تطالب بطرد ورحيل القوات الإماراتية والسعودية من اليمن، ما يعني أن التحالف بات عبئاً على البلد المثخن بالحرب.
هل لا يزال ثمة شيء اسمه التحالف، أم أنه بات مجرد يافطة تتستر خلفها السعودية والإمارات، تمارسان باسمها أنشطة غير مشروعة، تبدأ بانتهاكات كرامة الإنسان وصولاً إلى النفوذ والاستحواذ والسيطرة.
انفرط عقد التحالف منذ استفردت الإمارات بالمناطق المحررة وبدأت بإقحام حساباتها المرتبكة ضد الهدف الرئيس لفكرة التحالف، كما يذهب مراقبون.
الخروج عن أهداف التحالف بات يمثل تخليا عن مشروعية التدخل العسكري ذاته في البلد، فاستعادة الدولة بمثابة الإطار القانوني والسياسي للعمليات العسكرية، غير أن السلوك الإماراتي والسعودي في المحافظات الجنوبية بات يشكل انتهاكاً لهذه المشروعية.
التقارير الدولية المتوالية تحدثت بصورة مباشرة عن الدور الإماراتي في المناطق المحررة والقوات التي تعمل لحسابها بالوكالة، مقوضا للشرعية ويهدد بتلاشي الدولة اليمنية.
تعمل السعودية والإمارات على بناء كيانات موازية للدولة، شبيهة بأنظمة الحكم في الدولتين، إن على صعيد الجماعات السياسية أو التشكيلات العسكرية، أو حتى الدينية.
وفي الجانب الأمني كان للإمارات قبضة أمنية متوحشة، حيث مارست انتهاكات واسعة ضد اليمنيين تنوعت بين الاغتيالات والقمع والتعذيب في السجون السرية.
ما تقوله الشواهد أن التحالف يحصد ثمار ارتباكه على أكثر من صعيد، فعلى الصعيد العسكري استفادت مليشيات الحوثي من إطالة أمد الصراع في تطوير قدراتها الصاروخية لضرب العمق السعودي، وأعادت ترتيب أوراقها وسابقت الزمن في توطين مشروعها في مناطق سيطرتها، وتكوين سور عازل يحجب جرائمها عن العالم.
أما على المستوى السياسي فقد أدت إخفاقات التحالف إلى تلاشي الدعم السياسي الدولي وصار الحديث عن المأساة الإنسانية يطغى على مطالب التحرير وعودة الشرعية، لتتوج كل هذه الإخفاقات أخيرا في اتساع رقعة الغضب الشعبي محلياً، وتحول المزاج الشعبي اليمني من شكراً سلمان إلى إرحل يا سلمان.