اليوم وقد وصلت قيمتها إلى أربعة عشر ألف ريال فإن الحوثيين لم يعودوا يعجبون من جائع لا يخرج شاهرا سيفه، بل أصبحوا هم من يشهرون سيوفهم في وجوه الجوعى الذين لا يجدون قوت يومهم ويفكرون في رفع أصواتهم رفضا للجوع.
فرق الحوثيون اليوم جموع المتظاهرات من طالبات جامعة صنعاء، والبعض تعرضن للضرب ونقلن للمستشفى، وتواجه أخريات مصيرا مجهولا بعد أن اختطفن بواسطة باصات نقلتهن إلى أقسام الشرطة والسجن المركزي.
هذه إحدى الطالبات اللواتي استطعن الهروب من الباص كتبت قي صفحتها عن تفاصيل الحادثة وكيف استطاعت النفاذ من الاعتقال.
خرجت هؤلاء الطالبات رغم التهديدات التي أطلقها الحوثيون ضد من يفكر في الاحتجاج، وواجهن القمع، بينما يستنفر الحوثيون قواتهم وينظمون عروضا عسكرية مسلحة في أحياء صنعاء لإرهابها وإسكات الأفواه الجائعة من سكانها.
ومع انتشار دعوات الناشطين للخروج في مظاهرات "أسموها بثورة الجياع" نشر الحوثيون مقطع فيديو لقيادي في المليشيا تضمن تهديدات وألفاظا نابية بحق سكان صنعاء بشكل عام.
سجن كبير هي صنعاء اليوم.
لا يجد الناس ما يأكلون ولا يسمح لهم أن يصرخوا من الجوع، صرخة واحدة يسمح بها الحوثي لا غير.
قمع هذه التظاهرات بدأ مبكرا، فقبل أيام نشرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين تسجيلا مصورا للناشط السياسي علي الشرعبي الذي تختطفه منذ أيام متهمة إياه بالتخطيط لثورة الجياع وتأليب الشارع ضد الحوثيين، ويظهر المقطع الناشط الشرعبي وهو يدلي باعترافات يظهر من هيأته أنه مكره عليها.
أصبح الموت مصير الناس تحت سلطة الحوثي.. الموت قتلا.. أو الموت جوعا.. أو الموت خوفا ورعبا وكمدا من الظلم الذي يذوقه الضعفاء في حقبة حالكة السواد.