على خلفية التدهور المتسارع لسعر الريال أمام الدولار والذي تجاوز عتبة الخمسمائة ريال، أطلق رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر ما اعتبره المراقبون النداء الأخير للحفاظ على ما وصفه بالمصالح المشتركة بين الحلفاء، أولها وفي أساسها إنقاذ الريال اليمني من الانهيار التام الآن وليس غداً.
رئيس الوزراء قالها دون مواربة إن الأصوات الخافتة التي تطالب اليوم بوقف إطلاق النار، والاعتراف بالأمر الواقع سوف تعلو غداً، وسيسمعها العالم وستشكل ضغوطاً قوية على موقف الشرعية، وعلى التحالف، وسيتغير الموقف الدولي من الأزمة في اليمن وعلينا أن نتحمّل ما سيحدث بعدها.
بن دغر راهن بمستقبل حكومته وبالبنك المركزي اليمني إن كان ذلك سيرضي من وصفهم الأشقاء، واعتبر في رسالة موجهة للرئيس هادي أن الشعب اليمني أبقى، وأن إنقاذ اقتصاد ينهار أولى.. رسالة كاشفة عن حقيقة العلاقة المتوترة والأجندات المتضاربة للتحالف في هذا البلد.
الرئاسة اليمنية سارعت إلى تطمين اليمنيين بأنها لن تتدخر جهداً لمواجهة الوضع الاقتصادي وفقاً لما جاء في تغريده لمدير مكتب الرئيس عبد الله العُليمي الذي بشر اليمنيين بانفراج قريب.
ليس أمام الرئيس هادي سوى ولي العهد السعودي الذي سبق وأن وعد بتقديم وديعة بقيمة ملياري دولار لم ترى النور حتى الآن، فقد دعا الرئيس ولي العهد خلال اتصال هاتفي أجراه معه للوقوف إلى جانب اليمن لتجاوز تحدياته والانتصار لخياراته والخروج به الى بر الأمن.
الأوساط الرسمية اليمنية تتداول أنباءً بشأن وديعتين إحداهما سعودية والأخرى إماراتية ستوضعان تحت تصرف البنك المركزي اليمني، وأن مساعدات عاجلة من المشتقات النفطية سوف تقدم من السعودية والإمارات والكويت.
إجراءات إن صحت فسوف توقف تدهور الريال مؤقتاً، لكن ما يحتاجه اليمن وسلطته الشرعية، وفقاً للمراقبين هو أكثر من ذلك والأهم منه أن يبدي التحالف حسن نية تجاه هذه السلطة ويتوقف عن مصادرة صلاحياتها وتجميد مواردها، وتعمد إفشالها كما يحدث اليوم.