وما أن تبدأ بوادر عودة المفاوضات حتى تتحرك الجبهات وتعود المواجهات والمعارك الى واجهة الأحداث حدث ذلك قديما ويحدث الآن مجددا.
ديناميكية الحرب في اليمن أضحت امر محير ومعقد يقول أحدهم فلا هي حرب متواصلة تنجز أهدافها ولا نية حقيقية في البحث عن خيارات السلام.
لا أسوأ من حالة اللا حرب واللا سلم عندما تستوطن الشعوب ولا أمر من أن تتحول الحرب والتضحيات الى مجرد أداة لتحسين شروط التفاوض ثم لا تنجز تسويات عادلة.
الحديث عن مرارة الحالة في اليمن وتبعاتها الإنسانية المتفاقمة تحيلك الى البحث عن السبب والكيفية التي جعلت من الحرب المستعرة منذ أربعة أعوام بهذا العقم حرب بلا نتائج.
الأسباب هنا ليست مجهولة ولا تحتاج الى بحث معمق فهي ظاهرة في تخبط تحالف السعودية والإمارات المتحكمان الفعليان بملف الحرب.
جاء التحالف في البدء لدعم الشرعية المنقلب في عليها في صنعاء من قبل تحالف مليشيا الحوثي والمخلوع صالح كان ذلك هو العنوان العريض للتدخل لكنه لم يكن الهدف الحقيقي كما تجلى بعد ذلك وهنا كان المحك الأول في اختبار مصداقية التحالف الأخلاقية وما قيل انها معركة الدفاع عن الأمن القومي العربي.
وما بين العناوين العريضة الخادعة والأهداف المبطنة كان غياب الرؤية والاستراتيجية وقلة الحيلة في الحرب عبء اخر يضاف الى الشرعية كسلطة مغدورة ومعانة متفاقمة على السكان.
وفق هذا المنوال مضت أكثر من أربعة أعوام من اللا حسم لتكون المحصلة النهائية اضعاف كبير للشرعية وتقوية لموقف المليشيا المنقلبة وكارثة إنسانية هي الأسواء في التاريخ.