وتسبب الإعصار بأضرار في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وبلغ عدد المفقودين 19 شخصا، وخلف الإعصار موجة نزوح طاولت المئات من الأسر التي غمرت المياه منازلها، كما تعطلت شبكة المياه والاتصالات من جراء الفيضانات وتدفق السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي تشهدها المحافظة منذ أيام، وتقطعت السبل بالمئات مع اشتداد الأمطار والرياح، وانقطاع الطرق المؤدية إلى القرى المحيطة بمدينة حديبو عاصمة محافظة سقطرى، ولا يعرف أحد مصير أهالي هذه القرى باعتبارها الأقرب لمركز الإعصار، لاسيما المناطق الشرقية والجنوبية في الجزيرة.
وقال عبدالله السقطري، وهو أحد سكان الجزيرة، إن "المحافظة شكلت فرقاً للإغاثة، لكن المشكلة تكمن في عدم قدرة الأهالي التواصل مع هذه الفرق بعد انقطاع الطرق والاتصالات. عرفنا في حديبو عن قدوم الإعصار مسبقاً، ونبهنا الناس، لكن الأمطار والسيول قطعت الطرق وعطلت شبكات الاتصال، ولم نعد نعرف ما الذي يحدث الآن في أغلب مناطق الجزيرة، والأخطر أن المياه غمرت الكثير من المحال التجارية ومخازن الأغذية".
وأشار إلى أن الأزمة تكررت سابقاً عندما ضرب إعصار "تشابالا" الجزيرة في 2015. "الأهالي غالباً ما يلجأون إلى البقاء في المناطق المرتفعة والمباني الحكومية مثل المدارس والمستشفيات".
وأعلنت السلطات المحلية في المحافظة، عن ارتفاع عدد السفن الغارقة والجانحة إلى سبع سفن، منها أربع سفن صيد، وارتفاع عدد المفقودين إلى 18 حالة، واستمرار إجلاء عشرات الأسر في مدينة حديبو لليوم الثاني على التوالي، إلى مراكز الإيواء المخصصة من غرفة العمليات، وأن 70 في المائة من الأرخبيل خارج نطاق الإتصالات، وأكثر من ألف نخلة اقتلعتها السيول في مدينة قلنسية.
وقال محافظ سقطرى، فهمي محروس، في بيان عبر "فيسبوك"، إن سفينة غرقت على بعد 50 ميلاً من سواحل الأرخبيل، مشيراً إلى أن بحارة السفينة المنكوبة تمكنوا من النجاة بواسطة قارب نجاة.
وناشد المحافظ التحالف العربي الذي تقوده السعودية، التدخل العاجل في عمليات الإنقاذ والإيواء وتقديم المساعدة لأهالي الجزيرة في مواجهة "ميكونو". داعياً المنظمات المدنية والأندية الرياضية والجمعيات الخيرية إلى المشاركة في عمليات الإنقاذ وإجلاء المواطنين المتضررين من الفيضانات الناتجة عن الإعصار.
وقال وزير الثروة السمكية في اليمن، فهد كفاين، إن "فرق الإنقاذ قامت بإيواء أكثر من 30أسرة في مدينة حديبو وحدها بعد أن غمرت المياه منازلهم".
مشيراً إلى "موجة نزوح كبيرة لأهالي قرية بدهولة في منطقة نوجد جنوب الجزيرة من جراء الفيضانات وتدفق السيول".
وأضاف كفاين، وهو أحد أبناء سقطرى أن التواصل مع أغلب مناطق الجزيرة انقطع بسبب الفيضانات. لافتاً إلى أن "عدد المفقودين ارتفع إلى 17 شخصاً بعدما غرقت سفينتان وجرفت الفيضانات ثلاث سيارات. فرق البحث والإنقاذ وفرق من الشرطة والجيش تنتشر في سواحل حديبو وموري بحثاً عن المفقودين، فيما ارتفع عدد الأسر التي تم إجلاؤها إلى أكثر من مائتي أسرة" في مناطق مختلفة.
#ماكنو #سقطرى سيارة الإسعاف تغامر وسط السيول لتقديم العون و ألمساعدة وسط ظروف صعبه pic.twitter.com/LISkTACDW1
— جزيرة سقطرى (@Socotra__Island) ٢٣ مايو ٢٠١٨
قناة بلقيس - العربي الجديد