عام آخر يستقبله اليمنيون ولازال الصحفيون يواجهون ظروفا غاية في السوء والقتامة.
لايزال ستة عشر صحفيا مختطفا في سجون الحوثيين يتعرضون للتعذيب والاخفاء القسري في واحدة من أعظم الانتهاكات الحقوقية.
وبرغم حوادث القتل التي طالت ثمانية صحفيين خلال العام الماضي، وهو الأمر الذي جعل اليمن تحتل المركز الرابع في العالم بعد العراق وأفغانستان والمكسيك في قتل الصحفيين، إلا أن بقاء الصحفيين المختطفين معرضين للتعذيب النفسي والجسدي في الداخل، يشكل أهم التحركات المفروضة للمنظمات الحقوقية والدولية.
ولابد من حث الاتحاد الدولي للصحفيين والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد للعمل على إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين، خاصة بعد توثيق العديد من حالات التعذيب وسوء المعاملة التي يتعرضون لها ، وحرمانهم من الزيارات العائلية والتغذية الصحية والأدوية وإصابة بعضهم بالأمراض.
وقد أبلغت عائلة الصحفي عبد الخالق عمران نقابة الصحفيين مؤخرا بأنه يعاني من آلام حادة في العمود الفقري والظهر وأن صحته في تدهور مستمر.
وينبغي على المجتمع الدولي كله أن يعرف ويتابع ما يدور في اليمن، رغم المحاولات الفاضحة لإسكات الحقيقة. وهذا التأكيد الصادر عن رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم أبو ملحة، يجب ان يستمر بالضغط كي تنتهي محنة التعذيب للصحفيين.
هذه واحدة من أسوأ الانتهاكات في ظل واقع قاتم للحريات الصحفية، بعد اختطاف جماعة الحوثي للدولة اليمنية بكافة مؤسساتها وأجهزتها. لقد تم القضاء على التنوع بشكل تام و بقي الصوت الواحد، بل انتقلت المعركة إلى الحليف الوثيق في الجريمة لتبدأ مرحلة جديدة من التصفية والمضايقات داخل المؤسسات الرسمية التي كانت خاضعة للدولة.
وتبدو الصورة القادمة من العاصمة المختطفة شوهاء وغير مسبوقة، برغم سلطة الأمر الواقع. وبرغم الألم الذي يعتصر قلب الأسرة الصحفية جراء فقدانها ثمانية صحفيين خلال العام الماضي، لكن الوجع المضاعف هو استمرار اختطاف الصحفيين وتعذيبهم.
ما حدث مجزرة حقيقية مستمرة، ولا نعتقد أن استمرار عبارات القلق ستخفف من آلام الفقد للضحايا، خاصة وأن هناك ما يذكر بالبشاعة وتعذيب المختطفين الصحفيين واعتبارهم مجرمين.