أعلنت قناة الجزيرة، إطلاق سراح طاقمها في مدينة تعز في ساعة مبكرة من صباح اليوم.
وقال مراسل الجزيرة حمدي البكاري في أول تعليق له بعد إطلاق سراحه إن الاختطاف جاء بعد عملية اختراق أمني، ووجدوا أنفسهم بيد ميلشيا الحوثي في منزل يتبعهم داخل المدينة.
وأضاف مراسل الجزيرة إنه تعرض لتعذيب نفسي خلال مدة اختطافه, وإنه كان مقيدا بالسلاسل طيلة مدة الاعتقال، مؤكدا أن ما جرى له ولزميليْه لن يرهبه أو يثنيه عن أداء رسالته الإعلامية ونقل الحقيقة للعالم.
وأكد البكاري في مقابلة مع الجزيرة, أنه تعرض لعملية محاكاة قتل مرات عدة وبطرق مختلفة، وأنه كان مقيدا بالسلاسل ومعصوب العينين طوال 11 يوما من الاحتجاز تعرض فيها وزميلاه
-المصور عبد العزيز صبري والسائق منير السبئي- لتعذيب نفسي شديد، ولم يسمح لهم بالحديث فيما بينهم.
وأضاف أن التعذيب النفسي ترافق مع رفض قاطع من خاطفيه لطلبه الاتصال بأي شخص من عائلته أو الجزيرة، مؤكدا أن عملية اعتقاله كانت محكمة ومتقنة للغاية، وأنه تم نقله وزميلاه مرات عدة وكل ساعة تقريبا، وعزا سبب ذلك إلى محاولة خاطفيه نقله خارج تعز، لكنهم فشلوا في ذلك.
وروى البكاري أن أحد السجانين قال له ذات مرة "كنا نريد أن نقتلك لكن الأوامر جاءت بأن لا نفعل"، مضيفا أن السجان أجاب عن سؤال كان يراوده عن هوية معتقليه قبل أن يسأله بقوله "حفظ الله السيد".
وبخصوص التحقيق معه، أكد أن ذلك حصل وهو معصوب العينين وأن الشخص الذي حقق معه اتهمه بالارتزاق والعمالة، وسأله أسئلة مختلفة عن أي فصيل يتبع وعن طيران التحالف والإحداثيات.
وعن موقع احتجازه، أشار البكاري إلى أنه أحس بأنه وزميليه يحتجزون في منطقة تماس في المواجهات، حيث كانوا يسمعون شعارات الحوثيين وخطابات زعيمهم عبد الملك الحوثي وكذلك أصوات رجال المقاومة، كما كانت صواريخ الكاتيوشا والهاوتزر والهاون تمر فوقه مكان احتجازهم.
وحول عملية إطلاقه، أكد أنه تم رميهم ثلاثتهم بجوار قلعة القاهرة في تعز، فمشوا لمسافة على الأقدام، ثم استقلوا درجات نارية إلى المستشفى، حيث خضعوا لفحوصات.
وأفرج عن البكاري وزميليه بعد اختطافهم على أيدي مجهولين منذ أحد عشر يوما في مدينة تعز وسط اليمن، حيث كان فريق الجزيرة ينقل معاناة سكان المدينة الذين يواجهون قصفا يوميا من جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأكد البكاري أن نحو سبعة ملثمين أوقفوا سيارتهم في وسط المدينة، وطلبوا منه ومن مرافقيْه النزول وركوب السيارة الأخرى، ثم عصبوا أعينهم وصوبوا السلاح على رأس البكاري عندما قدّم نفسه واستفسر عما يحدث.
وذكر أن المختطفين قادوهم عبر منعرجات وجبال إلى مكان ما، ثم أبلغوهم أنهم سيقتلونهم، لكنهم لم يفعلوا، ثم نقلوهم إلى مكان آخر.
من جانبه، قال مدير قناة الجزيرة ياسر أبو هلالة إن خطف البكاري يهدف إلى ترويع الصحفيين ومحاولة منعهم من أداء وظيفتهم، وأكد أن قناة الجزيرة ليست طرفا في النزاعات التي تقوم بتغطيتها، وإنما تقدم خدمة عامة للجمهور بكشف ما يحدث على الأرض.
وأشار مدير قناة الجزيرة إلى أن عمل الجزيرة في أماكن النزاع والحروب يتضمن مخاطر كبيرة في اليمن وغيرها، مبديا عزم القناة على مواصلة أداء مهمتها الإعلامية بمهنية واحترافية.