غادر المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ صنعاء بعد ان قضى فيها يومين مع مليشيا الحوثي والمخلوع صالح للتباحث حول خطة جديدة للحل في اليمن.
وتتضمن خطة السلام الجديدة، بحسب تصريحاته، تسلسلا زمنيا للإجراءات الأمنية والسياسية المقترحة لإنهاء النزاع على ان يتم الرد على خطته خلال الأيام القليلة القادمة.
وكالعادة لم يكشف عن مضمونها، وترك المجال للتسريبات. أما بقية تصريحاته فهي عبارات انشائية ومطاطية مثل كل مرة وهي من قبيل الأمنيات والوسائل الضاغطة لتحقيق اختراق في جدار الأزمة وان على حساب القرارات الدولية السابقة.
تأكيدات على الحل السياسي وإشارات للوضع الانساني المتدهور في اليمن، وحث الأطراف المختلفة على التوصل إلى حل سلمي وتمديد وقف الأعمال القتالية. هذه أبرز المطالب التي شدد عليها المبعوث الأممي من بين ثنايا خطته الجديدة غير المعلنة.
ومن المثير للدهشة، ان تخرج المليشيا بريئة من الفضائع التي ترتكبها على الأرض بحق المدنيين، وكذلك تجاوز كل المواثيق الدولية بمهاجمة الملاحة الدولية قرب مضيق باب المندب ومحاصرة مقر إقامة المبعوث الأممي في صنعاء.
وكان من الواضح ان الحصار الذي له تجارب سابقة يرمي إلى تحقيق مزيد من الضغط، وقد أثمر بزيارة المبعوث الأممي إلى موقع الصالة الكبرى جنوب العاصمة، حيث اطلع على آثار الغارة الجوية للتحالف على المكان قبل أيام، وطالب بفتح الطيران المدني فوق أجواء العاصمة صنعاء.
ورغم ان قضية الحصار لم تهضم لدى الكثيرين، لكنها كشفت لاحقا استمرار التواطؤ الدولي مع المليشيا، ويخشى ان يثمر هذا التواطؤ في الخطة الجديدة.
وسبق لوزير الخارجية ان حذر في تصريحات متزامنة من أي شرعنة للإنقلاب، واعتبر ان أي محاولة لابقاء المليشيا وسلاحها لن تكون مقبولة من الشعب اليمني الذي قدم الآلاف من الشهداء من أجل السلام والتحرر.
وقال ان اَي حل للانقلاب وما ترتب عليه لا يلتزم بالمرجعيات الوطنية والقرارات الدولية ليس الا شرعنة للانقلاب ولن يحقق السلام، وهو ما أعاد التذكير بمضمون التسريبات التي تتحدث عن رؤية لا تشمل بشكل واضح تسليم المليشيا للسلاح والانسحاب من المدن.
ويبدو ان الوقت لن يطول كثيرا في انتظار الكشف عن مضمون الخطة الجديدة، والتي يتمنى مراقبون ان تكون رؤية ناضجة للسلام.