الذاهبون إلى جنيف تركوا خلفهم بلدا مصابا وملايين من القصص الحزينة التي تنتظر عودة الاخبار السارة من هناك. أخذوا معهم كل مخزونهم من المبررات والاعذار والوصايا بعدم التفاوض أو تقديم التنازلات من أجل الوصول لتسوية تعيد شيئا من السلام لبلد مزقته الحرب وسرقته المليشيا.
قبيل الذهاب الى جنيف حرصت المليشيا وحليفها المخلوع على أن تبعث برسائل عنيفة تعبر عن خيارها الوحيد الذي تتقنه ولأجله حولت حياة اليمنيين الى جحيم. ليست الأماكن هي المهمة في حالات التفاوض بل النوايا فلا فرق بين جنيف او زيورخ أو أي مكان آخر في العالم، ومالم تكن هناك إرادة للسلام فلن تغير الأماكن شيئا على الأرض.
تذهب الحكومة وهي تبحث عن خطة للسلام وراء وعود أطلقها الموفد الاممي والأمم المتحدة التي فشلت خلال مؤتمر جنيف الأول في جمع الأطراف اليمنية على مائدة الحوار بل لم تفلح جهودها في إجبار المليشيا على وقف إطلاق النار فترة اللقاء الذي لم يتم
وفد المليشيا وحليفها المخلوع صالح غادر مسقط مزهوا باستهدافه قوات التحالف في منطقة المخا واستمرارهم في صب نيران أسلحتهم على المدنيين في تعز ووقف تقدم العمليات العسكرية في منطقة صرواح.
تراهن المليشيا على عاملي الوقت والفشل الذي يتهدد بالتهام كافة الجهود المبذولة في المناطق المحررة بسبب عدم قدرتها على الإمساك بأطراف الملف الأمني. تمثل الهدنة المفترض دخولها حيز التنفيذ الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء اختبارا حقيقيا ومؤشرا على أمكانية الوصل لحل وتسوية تضمن عودة الأطراف اليمنية لطاولة الحوار. تجارب اليمنيين مع المليشيا ووعودها والتزاماتها بالاتفاقات مخيبة للآمال ولايبنى عليها أي معالجات ومن يقول غير ذلك فهو كمن يحاول سد عين الشمس بغربال.