للمرة الأولى يمكن القول ان الحكومة الشرعية بدأت في التحرك الدبلوماسي بشكل واضح المعالم تحركات بدأها رئيس الحكومة احمد بن دغر بزيارة لدولة الامارات تلتها زيارة للقاهرة على رأس وفد حكومي بحثا عن دعم إقليمي ودولي لموقف الحكومة الهادف لاستعادة الدولة.
لقاءات مكثفة أعقبت اعلان الحوثيين والمخلوع صالح عن تشكيل مجلس سياسي والتهديد بتشكيل حكومة والاستفادة من تصريحات القائم بأعمال السفارة الروسية في صنعاء وتصوير ذلك وكأنه موقف روسي داعم لتلك الخطوة وهو ما نفاه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائل بوغدانوف الذي قال إن بلاده لا تعترف بالمجلس السياسي في اليمن، واصفا إياه بالتصرف الأحادي الجانب.
المسئول الروسي أكد خلال لقائه وزير الخارجية عبد الملك المخلافي أن موسكو تدعم الشرعية في اليمن وأن موقفها لن يتغير، مشيرا إلى أن الموقف الرسمي لبلاده هو ما تتضمنه بيانات الخارجية الروسية، وأن أي موقف غير ذلك فهو تصرف فردي لا يعكس الموقف الرسمي لبلاده.
الموقف الروسي تجاه الازمة اليمنية كان دوما في المنطقة الرمادية ويترك الباب مواربا لتحقيق أي مكاسب محتملة جراء ذلك الموقف ويمكن اعتبار بقاء السفارة الروسية في صنعاء فاتحة أبوابها في وجه المخلوع والكشف عن أسلحة روسية جديدة تم العثور عليها بحوزة مليشيا الحوثي وصالح والزيارات المكوكية لمسئولين مقربين من صالح لموسكو بين فترة وأخرى دليل على ان روسيا مازالت تفضل العمل من تحت الطاولة في اليمن.
التحركات الدولية فيما يخص مربع الازمة اليمنية ما تلبث ان تتوقف حتى تعود من جديد في حلقة دائرية فبعد أكثر من أسبوعين على توقف مشاورات الكويت ورفض الانقلابيين التسوية المقترحة من قبل الأمم المتحدة عادت العجلة الدبلوماسية للدوران من جديد هذه المرة بإضافة روسيا للدائرة الضيقة للحل التي كانت تضم أمريكا وبريطانيا والسعودية والامارات.
وأعلنت الخارجية الامريكية عن عقد لقاء دولي في الرياض منتصف الأسبوع الجاري بمشاركة وزير خارجيتها وهو ما قد يسفر عنه عودة لجولة مفاوضات مقبلة بين الحكومة والانقلابيين وتقديم تعديلات على خارطة الطريق المتي قدمها إسماعيل ولد الشيخ في الكويت الشهر الماضي.
الإجراءات التي يقوم بها الانقلابيين في صنعاء جعلت عدوى القلق بخصوص الأوضاع في اليمن تنتقل من المسؤولين الامميين الى رعاة التسوية السياسية في اليمن حيث أعربت مجموعة سفراء الدولة الثمانية عشر الراعية للتسوية السياسية؛ عن قلقها حيال الأعمال التي قامت بها عناصر من حزب المؤتمر الشعبي العام والحوثيون وأنصارهم، والتي وصفتها بالأحادية وغير الدستورية في صنعاء.
يستمر العالم في القلق والتعبير عن قلقه وعدم اتخاذ أي إجراءات تفضي لحل للازمة اليمنية بينما يمضي الانقلابيين كل يوم أكثر في مشروعهم ويستمر سقوط الضحايا المدنيين بلا ثمن.