أعلن مبعوث الأمم المتحدة، اسماعيل ولد الشيخ أحمد يوم أمس انطلاق جولة المشاروات اليمنية في الكويت وفق النقاط الخمس المتفق عليها.
وقال ان الوضع الانساني في اليمن لا يحتمل الانتظار.
معتبرا انه خلال عام واحد فقط سقط سبعة آلاف قتيل وخمسة وثلاين ألف جريح، وان اليمن يخوض حروبا على عدة جبهات، وبالتالي فإن الحل يتطلب تنازلات من كافة الأطراف.
وفيما يلي نص كلمة المبعوث الأممي في جلسة انطلاق المشاورات اليمنية.
معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة الكويت
أصحاب المعالي والسعادة،
الأخوة والأخوات الأعزاء،
نحن اليوم في الجلسة الافتتاحية من مشاورات السلام اليمنية-اليمنية التي تستضيفها مشكورة دولة الكويت، أي في بداية مرحلة جديدة يعول عليها الكثيرون وأنتم من سيرسم معالمها. فلتكن هذه المرحلة هي مرحلة السلم والأمان واحترام حقوق الانسان.
ان الخيار اليوم سيكون واحدا من اثنين لا ثالث لهما: وطن آمن يضمن استقرار وحقوق كل أبنائه أو بقايا أرض يموت أبناؤها كل يوم.
ان الوضع الانساني في اليمن لا يحتمل الانتظار. فالأرقام تؤكد أنه خلال عام واحد، سقط ما يقارب 7000 قتيل و35000 جريح فيما اضطر ثلاثة ملايين شخص لمغادرة منازلهم بحثا عن ملجأ آمن. ان اليمن يخوض حروبا على جبهات مختلفة يدفع ثمنها باهظا من أمنه واستقراره ودماء أبنائه والعمليات الارهابية طبعت يوميات اليمنيين في معظم أنحاء البلاد. بيد أنه لا يسعنا في هذا الصدد الا أن نشيد بالنجاحات التي بدأت تحققها السلطات الأمنية مؤخرا في مكافحة الارهاب.
كما بدأ العمل بوقف الأعمال القتالية في منتصف ليل 10 نيسان / أبريل وبالرغم من الخروقات المقلقة في بعض المناطق، تفيد التقارير أن ثمة تحسن ملحوظ على الصعيد الأمني. ولا بد هنا من الاشادة بالعمل المتواصل للجنة التنسيق والتهدئة واللجان المحلية.
من المستحيل اعادة عقارب الساعة الى الوراء وتغيير الماضي لكن بالامكان النظر الى المستقبل وتحسين الواقع. فالمناصب السياسية تضعكم في دائرة المسؤولية وأنتم مسؤولون عن واقع اليمنيين ومستقبل اليمن. أنظار العالم عليكم وآمال اليمنيين بين يديكم.
سوف تنطلق جولة المشاورات من النقاط الخمسة النابعة من قرار مجلس الأمن 2216 ومن جدول الاعمال المتفق عليه والمعمول بِه في جولة مشاورات بيال في ديسمبر 2015. ورؤيتنا في الامم المتحدة أن هذه النقاط غير متسلسلة في التنفيذ بل نرى أنه سيتم النقاش بها بشكل متوازي في لجان عمل تدرس آليات تنفيذية بهدف التوصل إلى اتفاق واحد شامل يمهد لمسار سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
أدعوكم الى الحضور إلى الجلسات بحسن نية ومرونة من أجل التوصل إلى حل سياسي ومخرج نهائي من الأزمة الحالية. ان طريق السلام قد يكون شائكا ولكنه سالك وممكن والفشل خارج المعادلة.