وأضاف اليماني في مقابلة مع الأناضول، أن "التقرير - هو الثاني خلال العام الحالي - سيشير بجلاء وقوة إلى حالات تصفية جسدية شهدتها صنعاء خلال الأسابيع الماضية، إضافة إلى معلومات متعلقة بتجنيد الأطفال".
فيما تحدث عن صعوبة وصول الخبراء الأممين إلى مناطق سيطرة الحوثيين في صنعاء وغيرها، معتبراً أن "ما سيصدر لا يمكن أن يحوي تفاصيل كل ما يدور في تلك المناطق، وبهذا فإنهم يوردون في التقرير رفض الحوثيين التعاطي مع الفريق والتعاطي مع القانون الدولي".
وبالمقابل تابع "الحكومة الشرعية مكّنت الفريق من التحرّك في المناطق المحررة، ومنحته حق الوصول إلى كل المناطق"، مشدداً "لم نضع أية عقبات بل نحترم التزاماتنا حيال القانون الدولي".
وأردف "لن تجد أطفالًا مجندين في صفوف الجيش أو المقاومة الوطنية، بينما تمارس المليشيات الحوثية هذا الأمر علانية مع إقرار الفريق في تقريره السابق".
وأوضح أن فريق الخبراء مستقل وليس له علاقة بالحكومة اليمنية، وأن الأخيرة لا تتوافق مع كل ما يطرحه الفريق، فيما استدرك "لكننا نرحب بأي سلوك يلتزم بالقانون الدولي، وندعو كل الأطراف العاملة تحت مظلة الدولة بالالتزام".
- صواريخ إيران
وحول حديث الإدارة الأمريكية عن مصدر بعض الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية، قال اليماني، "واشنطن عملت منذ فترة بالتنسيق مع التحالف العربي، وقاموا بتجميع كل الأسلحة التي تم إطلاقها على أراضي المملكة".
وتعرضت السعودية في 22 يوليو و4 نوفمبر الماضيين، إلى هجمات صاروخية، من قبل مليشيا الحوثي قالت الرياض إن "الصاروخين تم تصنيعهما في إيران".
وأضاف اليماني "الأمم المتحدة تراقب سلوك طهران بعد كل التقارير التي تؤكد أنها تقوم بأعمال عدائية وتدخلات في شؤون اليمن، ودعمها للمليشيات الحوثية بالقدرات الصاروخية المتقدمة".
وأفاد أن "قوات الحظّر الدولية التي تقوم بتنفيذ قرار 2216 حول حظر التسلح، إضافة إلى قوات مكافحة القرصنة جنوب البحر الأحمر (متعددة الجنسيات) قامت بإيقاف سفن محملة بالأسلحة كانت متجهة إلى اليمن".
واعتبر أن "جمع بقايا الصواريخ، التي أطلقت على الرياض تعتبر خطوة مهمة في كشف الحقائق للمجتمع الدولي، حيث أثبتت كافة الدلائل أن الصاروخ الذي أطلق باتجاه مطار الرياض إيراني الصنع، وعليه اسم المؤسسة المنتجة، وتم تهريبه إلى اليمن بشكل مجزأ".
والخميس الماضي أعلنت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة نيكي هيلي، أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون في اليمن تجاه الرياض، في نوفمبر المنصرم "يحمل بصمات إيرانية".
وبالتزامن مع ذلك، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، عدم وجود أدلة قاطعة على مصدر صنع الصاروخين اللذين تم إطلاقهما سابقاً على السعودية من اليمن، وذلك خلافاً لما أعلنته واشنطن.
المندوب اليمني، لفت أيضاً أن "المعلومات التي أوردتها لجنة العقوبات العاملة بموجب قرار 2041، ذكرت في تقريرها الأخير، أن هناك ما يؤكد أن هذه الأسلحة إيرانية وعلى الأرجح تم تهريبها عبر البحر من سواحل نشطون شرق اليمن وصولًا إلى صنعاء عبر طرق التهريب".
وأضاف أن "الصواريخ يتم تركيبها عن طريق خبرات محلية وخبرات تابعة لحزب الله، لأن هذه الصواريخ ذات تقنية متطورة ولا يستطيع الحوثيين تركيبها مهما ادعوا أن لديهم قدرات".
وأردف "التكنولوجيا الصاروخية فيها بند في الاتفاق النووي في مجال نزع السلاح، يتعلّق بحظر توزيع وتعميم التكنولوجيا الصاروخية".
- الانتهاكات في صنعاء
وحول ما يحدث في صنعاء منذ فض الشراكة بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، قال اليماني، إن "المشروع الحوثي لا يبحث عن حلفاء، والمعارضون لهم تعرّضوا للتنكيل، لأن الحوثيين لا يقبلون أبدًا ولا يعترفون بحق الاعتراض، فتم تدمير منازل الكثير ممن رفضوا الخضوع للجماعة".
وأضاف "أدرك الانقلابيون الحوثيون أن جرائمهم، لا يمكن أن تنتهي بالتقادم، فقاموا بخنق التواصل مع العاصمة صنعاء منذ الانقضاض على الانتفاضة فيها، والتي سقط خلالها عدد كبير من الشهداء".
وتابع اليماني "قدم المؤتمر الشعبي العام (حزب صالح)، وقيادات عسكرية (لم يسمها) كانت موالية للرئيس السابق، تضحيات جسيمة، ولا يزال يقدم، وهناك ملاحقات مستمرة لعشرات المعارضين للمليشيا وفي مناطق سيطرتها".
ورأى أن "صنعاء تعيش أسوأ مراحل عمرها، حيث لم تتوقف الجرائم التي ترتكبها المليشيات من اقتحام لبيوت الآمنين، واعتقال الناشطين وإخفاءهم، وتصفية بعضهم".
وحمّل المندوب اليمني الحوثيين مسؤولية مغادرة الطواقم الإغاثية، معتبرًا أن مغادرة موظفي الأمم المتحدة ستفاقم المعاناة الإنسانية المتفاقمة في الأساس.
والأحد الماضي، دعت الحكومة اليمنية، الجهات المانحة، لاستخدام المنافذ المحررة لتوصيل المساعدات الإغاثية للبلاد.
- الجهود السياسية الدولية
وتطرق اليماني إلى الجهود الدولية للحل السياسي في اليمن، قائلًا "الحكومة الشرعية منذ ثلاثة أعوام تمد يدها للحل السياسي، وترحب دومًا بكل الجهود الدولية للمساعدة في إخراج اليمن من هذه المأساة التي فرضتها المليشيات المسلحة".
وتحدث عن مساعي تبذل من قبل الأشقاء والأصدقاء لحل الأزمة، على اعتبار أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للشعب اليمني من هذه الكوارث التي حلت به، دون تفاصيل إضافية.
وتابع "نحن نتكلم عن توجه ومساعٍ لدى الإدارة الأمريكية (لم يوضحها)، لكن في حال ذهبنا إلى السلام، فلن يكون في ذلك السلام متسعًا لمليشيات إيران ولا للعصابات العابثة".
واختتم بالقول إن "كل من يريد أن يكون جزء من السلام، يجب أن يكون جزءًا من التركيبة السياسية اليمنية، التي ينبغي لها أن تأتي بمشروع سياسي تقدمه للناس، أما هذا المشروع الذي يدعي الحق الإلهي فلا وجود له ضمن تطلعاتنا للدولة الاتحادية".