يتابع طلال حزام "حياتي والله على نظرة الناس لي يعني لو مشيت بلا رجل أحس إني ناقص.. بس لما ارتدي الطرف الصناعي إشوف إن رجلي هي رجلي، بس مثقل شوية عليا".
لكنه مع ذلك لا يزال يرى نقطة ضوء وبارقة أمل في نهاية النفق مع بعض المساعدة من مركز للعظام والجراحات التعويضية في مدينة تعز. ولكن حتى بعد تركيب طرف صناعي له يقول حزام إنه لا يزال يشعر بالخوف إزاء فرصه في العمل في حالة انتهاء الحرب.
يوضح حزام بالقول" يعني لو رحت تشتغل يعني مثلا لو اتفقوا على وقف الحرب ما أناش قادر كيف هتشتغل ، مَش زي ما كانت الساق خلق الله أفضل.. هذه صناعي عشان تقضي بها عمرك.. ما فيش فايدة".
وهناك كثيرون آخرون في اليمن يواجهون نفس المعاناة التي يعيشها حزام. ويعالج المركز في تعز ضحايا الألغام الأرضية من خلال عمل وتركيب أطراف اصطناعية لعشرات ممن تعرضوا لبتر أطرافهم.
وعالج المركز نحو 300 شخص، بمن فيهم نساء وأطفال أصيبوا في انفجارات ألغام لكن غالبية الضحايا من شباب المدينة، لكن المركز يفتقر إلى الموارد المناسبة.
ويقول يوسف أحمد نائب مدير مركز الأطراف بتعز "مركز الأطراف الصناعية استقبل خلال فترة الحرب 299 حالة، منها 24 حالة طفل وست حالات نساء إصابة الألغام .. المركز يقدم خدمات مجانية، ينقصنا بالمركز مواد حديثة تتواكب مع العصر الحديث كون أغلبية المرضى من الشباب".
وتعز من أكثر مدن اليمن تأثرا بالحرب حيث تتقاطع جبهات الحرب عبر أحياء وسط المدينة في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب بين مليشيا الحوثي المتحالفين مع إيران والجيش الوطني المدعوم من التحالف الذي تقوده السعودية.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 60 ألف شخص سقطوا بين قتيل وجريح في الصراع الذي شرد أكثر من مليوني شخص وأدى إلى انتشار وباء الكوليرا الذي أصاب نحو مليون شخص في البلاد.