عاد الخيار العسكري ليفرض منطقه الميداني بقوة على الأطراف المتحاربة خاصة في مناطق شمال الشمال بعد تعثر الجولة الثالثة من المفاوضات التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ.
ووصلت المواجهات إلى مشارف العاصمة صنعاء مع الانتصارات الأخيرة التي تحققها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في فرضة نهم التابعة لمحافظة صنعاء. وبعد انقضاء عشرة أشهر من الحرب، لازال طيران التحالف يحلق في سماء العاصمة صنعاء بشكل شبه يومي وينفذ غاراته على مواقع الحوثيين وصالح ومخازن الأسلحة المحيطة بالعاصمة.
ليلة البارحة، استهدف الطيران أحد مخازن السلاح في معسكر الحفا جنوب العاصمة وظلت الانفجارات تدوي لأكثر من ساعة. والأهداف التي قصفها التحالف مئات المرات، عاد لقصفها من جديد سواء في صنعاء أم في تعز والحديدة وإب وحجة.
ومن جانب آخر، يحاول المبعوث الدولي الخاص باليمن منذ أسابيع إحداث اختراق في جدار المواقف المتصلبة من أجل الجلوس على طاولة الحوار من جديد، لكنه لم يتمكن حتى اللحظة من التوصل إلى ذلك.
والضغوط التي مارستها الدول الغربية والأمم المتحدة على الرياض بشأن الحرب في اليمن أجبرتها على الإقرار بجملة من الأخطاء، التي ارتكبتها عند قصف أهداف داخل الأراضي اليمنية، وقد أعلنت عن تشكيل لجنة للتحقيق في الادعاءات حول استهداف مدنيين وارتكاب أخطاء أثناء العمليات العسكرية، بل واستعانت بخبراء من بريطانيا والولايات المتحدة لتحسين أداء الطائرات الحربية السعودية عند تنفيذ عملياتها داخل اليمن.
وفيما تبدو العملية السياسية مشلولة وفي حالة جمود، تبدو جميع الأطراف الميدانية في سباق مع الزمن من أجل كسب معركة الحرب. ويستميت الحوثيون وقوات صالح في جبهة تعز، حيث القصف العشوائي على مساكن المدنيين، مخلفة مزيدا من القتلى والجرحى ومفاقمة الوضع الانساني في المدينة. بينما تحاول قوات الجيش الوطني والمقاومة شق طريقها إلى معقل التمرد في العاصمة صنعاء، وبالتالي حسم المواجهة بشكل نهائي من بوابة العاصمة.