معركة الهوية الوطنية.. هي التوصيف الأدق للحرب التي يخوضها الجيش الوطني والمقاومة إلى الشرق من العاصمة صنعاء،،، معركة لا يمكن اختزالها في المواجهة المحتدمة بالدبابات والمدرعات والأسلحة الرشاشات.
فالانقلابيون في هذه المعركة يستحضرون كل أسلحتهم للهجوم على وعي وطني محتقن، ومتأثرٍ أكثر من أي وقت مضى باستقطابات شديدة تأخذ ابعاداً مناطقية ومذهبية، إلى حد تبدو أشد الأسلحة فتكا تلك التي تستهدف المعنى الحقيقي للهوية اليمنية في جوهرها الجمهوري.
جزء مهم من المعركة التي تدور رحاها على مقربة من صنعاء، يتصل بإعادة تعيين هوية من يقاتلون في شرق العاصمة، حيث يصر الانقلابيون على إظهار أبطال الثورة على أنهم جزء من المعركة المفروضة على اليمن.
هو اللعب بالكمات والمفاهيم، ليس إلاً، لعب يأتي في سياق خطاب يدفع بكل ما لديه من ألفاظ التدليس في محاولة يائسة من الانقلابيين لإخفاء الهدف الحقيقي لمشروعهم وهو القضاء على النظام الجمهوري والوحدة الوطنية.
إنه الخطر الذي يدفع بمقاتلي الجيش الوطني والمقاومة نحو المضي قدماً على خطى آبائهم الذين أفشلوا في أواخر الستينيات خطة استعادة الإمامة.
تتطابق أهداف معركة اليوم مع معركة الأمس وتتطابق حتى في خطوط سير المعارك.. ومن وجوه هؤلاء المقاتلين تلمح الإصرار على استعادة الدولة والانتصار للعيش المشترك، والأهم من ذلك كله، تثبيت أركان النظام الجمهوري الذي تعرض لاهتزازات خطيرة بعد انقلاب الواحد والعشرين من سبتمبر ألفين وأربعة عشر.