السادس والعشرون من سبتمبر الخالد هو الحدث الأهم اليوم، ولطالما كان على اليمنيين ان يشاهدوا جماعة رجعية تحالفت مع رئيس مخلوع وانحدر المشروع الانقلابي الي محاولة القفز بالبلد الي الخلف، سيكون عليهم أيضا التمسك بموقفهم الثابت من الذكرى العظيمة على نفوسهم.
وإذا أردنا معرفة ما حدث علينا قراءة الأسباب، كانت احتجاجات الجماعة الانقلابية للمطالبة بأسقاط جرعة سعرية هي المطالب الأولى، لكن الأزمة الحقيقية كانت ما حدث بعد ذلك عندما قطعت الجماعة الشك باليقين بالانقلاب وادخلوا اليمن مرحلة حرب وحالة من عدم الاستقرار.
مع ذلك كله يحاول تحالف الانقلاب تقديم فعله بوصفة ثورة، لكن بالنسبة لليمنيين لا يعرفون سوى ثورتان سبتمبر واكتوبر فخلفيات ما حدث ويحدث بوصفها الحقيقي انقلابا يتطلب ايضا استئناف الثورة بعد خمسة عقود ونصف.
الزمان سبتمبر 2014، وسبتمبر 1962 وشتان بين زمنين، مسافة تاريخ حقق للوطن مجد واحياء روح الحرية في نفوس ابنائه وتأريخ يهدف الي تكريس الاستعباد وحكم الاسرة والفرد وتلك مسألة لا يمكن وفقها ان تقوم مقارنة او تستقيم فكرة بين مشروع حياة واخر مسيرة موت معها تعطلت الحياة.
في طريقها فعلت الجماعة الانقلابية كل ما بوسعها للنيل ليس من الشعب وحده في أيلول رمز الحرية وانما حاولت النيل من ثورة سبتمبر التي أطاحت بحكم الفرد بمجرد ان تنامت مشاعر استهداف ما يعتبره الشعب ارثهم العظيم وضرب المشروع الوطني الكبير بالانقلاب كان على الشباب مواجهة هذا الفعل بأوسع منه لتنامي الشعور أكثر بإحياء الفعاليات الوطنية في لحظة يبدو الوطن فيها احوج الي تضميد جراحاته والسير في طريق استعادة الدولة بأي ثمن.