كانت الأمراض والأوبئة والفقر والجهل والخوف والقهر هي الحاكم الرئيس للبلاد في ظل نظام لا يعترف بالعدالة والمساواة ويقوم على أساس طبقي وزع المجتمع لطبقات جميعها تصب لخدمة النظام الامامي الطبقي.
لم تكن سبتمبر ترفا بل كانت استجابة لفكرة الحرية والعدالة والمساواة ومثلت اهداف الثورة الستة دستورا يكشف مدى المعانة التي رزح تحتها اليمنيين طويلا.
كانت ثورة سبتمبر هي الحدث الأبرز في المنطقة القابعة تحت سطوة الأنظمة الملكية لذلك لم يكن مرحبا بها، ولعب القدر لعبته لصالح احرار سبتمبر عندما قرر الزعيم جمال عبد الناصر مد يد العون للثورة الفتية والثوار اليمنيين في معركة مواجهة الرجعية التي وقفت الى صف اسرة حميد الدين وحشدت الى جانبهم كل مرتزقة العالم في محاولة لاعادة عجلة التاريخ الى الوراء وهو ما لم يسمح اليمنيين بحدوثة وقدموا لاجله الغالي والنفيس.
لم تتنه جولة الصراع بين الجمهورية والأمامية وان بدا عكس ذلك ولم تتوقف الثورة ومثلها أحلام أنصار الكهنوت بالعودة لمواقعهم في حكم البلاد، وشاءت سخرية القدر ان يعودوا من أوسع الأبواب التي هيأها لهم الرئيس المخلوع بعد ان كنسته ثورة فبراير الخالدة، فوفر لهم الدعم اللوجستي والمادي وبعد ثلاثة وخمسين عاما كان القصر الجمهوري قد خلع رداء الجمهورية وعاد اليه أحفاد الإمامة.
منذ أكثر من ثلاثة أعوام يقاتل اليمنين للخلاص من الإمامة الجديدة التي تمارس نفس سلوك سيلفتها من إرهاب وقتل وتشريد وتفجير للمنازل ومصادرة للحريات وان كانت المعركة هذه المرة اكثر شراسة الا انها معركة من اجل المستقبل وخسارتها تعني الحكم بالإعدام الجماعي لليمن.
خلال ثلاثة أعوام أعادت المليشيا لذكرى ثورة سبتمبر كامل القها ومثلت افضل محفز للاحتفاء بالثورة واستحضارها بعد عقود من التغييب، فما ارتكبته المليشيا من جرائم كشفت الكثير من الأقنعة الامامية التي كان الحوثيون يتخفون خلفها ومازالت مستمرة في معركتها ضد سبتمبر الأم باستنساخ انقلاب لا يشبه الثورة الأصل بل على العكس يريد الانقضاض عليها وهو ما لن يسمح به اليمنيين على الاطلاق.